[الباسل]

حالة مزرية لمبناها والفنانون يتدربون في «حوش»
أحمد السلمان: فرقة المسرح الكويتي كانت تتبع «الشؤون» فكانت الترميمات تلقائياً... والآن المجلس الوطني يتجاهلنا



أحمد السلمان

كل عام، يجدد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وعوده ببناء مبان للفرق المسرحية الأهلية الأربعه، وفعلا... فقد تمت الموافقة على هذا القرار وخصصت أراضي لتنفيذ المشروع، الا أن الفرق الأهلية مازالت تعاني بانتظار «تنفيذ» هذه الوعود فمنهم من تلقى طلبات باخلاء المبنى مثلما حصل مع فرقة المسرح الشعبي، ومنهم من تراكمت عليه الايجارات مثل فرقة المسرح الكويتي حتى تم حل القضية سلمياً مع العلم بأن الايجارات الرمزية لمباني الفرق يتم دفعها من الميزانية السنوية التي لا تتجاوز الـ 16 ألف دينار.
وبما أن تنفيذ قرار تخصيص مبان جديدة للفرق صار حلماً خرافياً لن يتحقق بالنسبة لهذه الفرق، فلم يعد بامكانهم سوى أن يطالبوا بما هو أبسط بكثير في الحصول على ترميمات وتصليحات بسيطة قد تحميهم من وقوع المباني العتيقة على رؤوسهم. فرقة المسرح الكويتي شكت لـ «الراي» حال مبناها الواقع في منطقة السالمية والذي لا يتعدى كونه بيتا عربيا كويتيا عتيقا بُني في خمسينات القرن الماضي ولم يحصل على أي ترميمات منذ تسع سنوات، حين انتقلت المهام الاشرافية على الفرق الأهلية من وزارة الشؤون الى وزارة الاعلام متمثلة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وقد سجلت الادارة كل احتياجاتها في احدى مخاطباتها للمجلس الوطني وضمت شكاوى الفرقة منها «ان المبنى يحتاج الى تغطية السطح لمنع خرير الماء ورصف جدران المبنى الخارجية لمنع دخول مياه المطر الى الداخل وتصليح الدرج الذي يخاف المرء استخدامه للصعود الى الطابق الثاني».
كما ذكرت الفرقة «أن نظام الكهرباء يحتاج الى الصيانة بعدما انقطع التيار الكهربائي على المبنى مرات كثيرة، خاصة في فصل الصيف»، هذا بالاضافة «لحاجتهم لأجهزة كهربائية مثل المكيفات والثلاجات وشاشات التلفزيون»، «ناهيك عن قطع الأثاث التالف جدا الان» و«حاجتنا ملحة لتجهيز الصالات لاقامة البروفات المسرحية».
وفي حديث مع رئيس مجلس ادارة الفرقة الفنان أحمد السلمان الذي زودنا بنسخ من كل المخاطبات التي أرسلتها الفرقة الى المجلس الوطني لطلب الترميمات الأساسية للمبنى حيث كانت وزارة الشؤون تعمل بشكل تلقائي على ترميم المباني كل عام للتقليل من تكاليف الترميمات في حال بقي المبنى من دون اصلاحات لفترة طويلة. وعلى عكس ذلك، لم يقم المجلس الوطني بالتحرك تجاه هذا الموضوع أو حتى الرد على مخاطبات الفرقة الا أن موظفي المجلس في زيارتهم الأخيرة للفرقة أثناء اجراء انتخاباتها وعدوا بالقيام بالاصلاحات ولكن «لا حياة لمن تنادي».
الحالة المزرية التي يعيشها مبنى فرقة المسرح الكويتي تعطيك شعوراً بأنك تزور «بيت عزوبية» حيث يتكدس الفنانون في بعض من الغرف سواء للاجتماعات أو التسجيل الاذاعي أو لاقامة ديوانية التجمع لاعضاء الفرقة ومشاهدة التلفاز، بينما تحول الدور الثاني من المبنى الى بيت للأشباح حيث الأغراض المكدسة التي عاش عليها الغبار والأبواب المعطلة والسلالم المتهالكة، بدلاً من أن تكون هذه الغرف مكاتب أرشيفية وادارية كما هو المفترض.
وان كانت المسارح الصغيرة التي تمتلكها الفرق الأهلية تثير الحزن في نفوسنا، فان فرقة المسرح الكويتي باسمها العريق ونتاجها المستمر لا تملك خشبة للقيام بتدريباتها وبروفاتها، وبدلاً من ذلك يتدرب الفنانون في «حوش» الفرقة حيث يكدسون ديكوراتهم التي اضطروا لتخزينها في مكان قرب المبنى وانتهى بها الأمر في قمامة البلدية. أحمد السلمان وصف المبنى باعتباره «نادياً بلا ملعب» فمن يتخيل وجود فرقة أهلية بلا خشبة بسيطة تحمل الفنانين على ظهرها لتقديم ابداعاتهم وعروضهم المسرحية.


بدر الرفاعي


السلم المستحيل


ملفات الفرقة ويبدو الغبار عليها


أزياء وملفات مكدسة في إحدى الغرف


أحد ممرات مبنى فرقة المسرح الكويتي


الغرف الادارية تحولت إلى مخازن


فوضى عارمة في الغرف المهملة



http://www.alraimedia.com/Alrai/Arti...&date=24012011