عرض مشاركة واحدة
قديم 25-01-2011, 10:50 AM   #3 (permalink)
أحمد سامي
مالك ومؤسس الشبكة
 
الصورة الرمزية أحمد سامي
 
 العــضوية: 1
تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 6,094
الـجــنــس: ذكر

افتراضي

«لن أخون وطني».. دعوة للأمل رغم سوداوية الواقع




اختتمت ليالي مهرجان «القرين» الثقافي، مسرحية «لن أخون وطني»- لفرقة المسرح الشعبي، بحضور أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي. وفيما يلي قراءة للعرض وحفل ختام الليالي المسرحية:

أكد المسرح الشعبي دوره الرائد عبر أكثر من نصف قرن، سواء في النهوض بالحرفة المسرحية، والالتزام بالوطن وقضاياه وهموم أبنائه، من خلال تبنيه للعرض وفاعليات حفل الختام، وحشد عدد كبير من الفنانين الكبار للمشاركة.

لفتة فنية وحضارية صعود مجموعة من كبار الفنانين: جاسم النبهان، محمد جابر، إبراهيم الحربي، سليمان الياسين، وعبدالإمام عبدالله.. إلى خشبة المسرح معاً ليبلغوا الرسالة: «لا.. للانقسام وخفافيش الظلام».. وهي رسالة مباشرة وواضحة إلى من يهمه الأمر، وإلى كل المعنيين بها.

وطالما أن فرقة «الشعبي» راعية المبادرات النبيلة فيا ليت أن تعيد صياغة هذا المشهد بشكل أرحب وبإشراك عدد أكبر من الفنانين والمطربين، وإعادة بثها ضمن احتفالات الكويت باليوبيل الذهبي لاستقلالها.

غاب عن مشهد الكبار عدد من الفنانين منهم القدير عبدالحسين عبدالرضا الذي اتصل بالأمين العام بدر الرفاعي معتذراً لظروف صحية، وكذلك إبراهيم الصلال وأحمد الصالح، فيما اكتفى الفنان محمد المنيع بالحضور في الصالة.

تابع الجمهور عرض فيديو على مدى عشرين دقيقة لمشاهد وجمل لا تخفى دلالاتها من مسرحيات مثل: باي باي لندن، حامي الديار، حرامي آخر موديل، الجنون فنون وغيرها. لكنها بدت فقرة مجانية، لا لزوم لها.

لا أدري هل مهرجان القرين أصبح متخصصا فقط في أعمال محمد الماغوط! ففرقة المسرح الشعبي قدمت مسرحية «مستوحاة» من مقالات شهيرة للماغوط، بعنوان «سأخون وطني».- والعام الماضي قدم المخرج هاني النصار مسرحيته «العصفور الأحدب»!

المقالات الماغوطية تبدو جاذبة للشباب لما فيها من التزام فكري ووجع سياسي، صاخب أحياناً، ومفسد لجماليات الدراما في أحيان أخرى. إذ يطغى «السياسي» على «الفني»، وهو ما حدث إلى حد ما في عرض «لن أخون وطني».

بذل معدا النص الدرامي بطل العرض سامي بلال ومخرجه أحمد الحليل جهداً لا بأس به في مسرحة المقالات لكنه لا يرقى إلى مستوى العرض المتكامل، بل هو أقرب إلى حالة مسرحية كاريكاتورية بروح الكوميديا السوداء. وكان من الأفضل لو اكتفى الحليل بالإخراج وبلال بالتمثيل واستعانا بكاتب درامي محترف.

شارك في التمثيل هاشم أسد، حيدر الحداد، ومحمد الخالد إلى جانب سامي بلال الذي شغل خشبة المسرح بطاقته وحيويته وخبرته.. كما تميز هاشم أسد في تجربته المسرحية الأولى ومواجهة الجمهور بجرأة وثقة.

ديكور وأزياء هنادي الشمري، اعتمد على تقنيات المسرح الفقير، مجموعة قليلة من الكراسي المتحركة، وأشكال مستطيلة ورمادية في الخلفية مثبت بها مجموعة من «القوابس» والأسلاك الكهربائية. وهو ديكور لا يخلو من الحس التجريبي لكن بالإمكان تحريك الإضاءة من خلال هذا الديكور نفسه، وتوظيف القوابس في الانتقال من موقف درامي إلى آخر، وإعطاء مساحات للصمت وتأمل دوافع وحركات الشخصيات بدلاً من الثرثرة اللغوية، الملتبسة في بعض الأحيان، والتي قد لا تساعد في تمييز الشخصية ولا تحريك الحدث. كما لفتت الشمري انتباه الجمهور من خلال فكرة «الغترة» الطويلة التي تصل إلى أمتار، ويرفعها شخص ما يسير وراء «الشخص النافذ»، وهي مفارقة تهكمية لا تخفى دلالتها.

يحسب للفنان والمخرج نادر الحساوي تواضعه وحرصه على مشاركة الشباب وفي موقع بالتأكيد أقل من خبراته، من خلال توليه تصميم الإضاءة. وعلى الأرجح يبدو أن ذلك كان إنقاذ موقف.

موسيقى ومؤثرات أحمد الحليل، بطابعها الإلكتروني الغربي، كانت جميلة في ذاتها، وبدت أقرب إلى حالة فصام مع طبيعة المشاهد المفككة أصلاً. ولعل العرض بأكمله كان بمنزلة حالة فصام، تتلاحم مع الواقع المعيش بهدف فضحه لا الامتزاج معه، وتعلو بجمل فصيحة ثم تهبط نحو «أفيهات» باللغة الدراجة، شخصيات مجمدة أو محنطة على الكراسي ثم فجأة تدب فيها حيوية زائفة وهزلية!

ما قاله الشباب عن واقعهم يبدو غارقاً في التشاؤم والسوداوية: محسوبية، رشوة، فساد في المجالس البلدية والنيابية، شعارات رنانة لا أثر لها على مستوى الممارسة، جنوس.. إلخ، ولا أحد يزايد على مصداقية الشباب وحماسهم في التعبير عن أنفسهم، لكن ذلك جاء ذلك على نحو مبالغ فيها، وعلى حساب بقية المفردات المسرحية. وأيضاً لا يبرر النهاية التي كانت مغايرة لتلك المقدمات، مع دخول طفلين إلى خشبة المسرح ورفع علم الكويت، وكأنها رسالة / أمنية، إلى الآخرين: أرجوكم لا تخونوا الوطن احتراماً لهذا العلم، واحتراماً لحق هؤلاء الأطفال في مستقبل أفضل. أو هي دعوة للأمل رغم سوداوية الواقع.

إجمالاً يحمل العمل «بذور» كثيرة قابلة للاشتغال عليها بتأن، لخلق عرض مسرحي تجريبي الطابع، وتجاوز الخط الأفقي نحو تصاعد درامي، وإيقاع يدمج الجمهور في العرض ويفتح أمامه أفقاً للتوقع.

المصدر / جريدة النهار

" وعلامة تعجب على وجود ابراهيم الحربي من ضمن الرواد "

 

 

__________________

 


أحمد سامي غير متواجد حالياً  
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292