[اللجنة الإخبارية والصحافية]

له رؤيته التي ينطلق منها لكتابة وإخراج العمل الدرامي والسينمائي، ودخل مؤخرا إلى ساحة الإنتاج الفني لتقديم طموحات جيله من الشباب، يؤمن بأنه لا يوجد مسلسل قوي دون وجود نص كتب بحرفنة عالية وتمت من خلاله مراعاة أدق التفاصيل، طوع إمكانياته في سبيل تقديم أعمال تستمد همها من المجتمع وتعيش مع الناس تفاصيل حياتهم.. هذا هو الأمير فهد بن خالد بن مشاري آل سعود المدير التنفيذي لشركة سمو الإعلام الذي التقيناه في الحوار التالي:

بداية.. ما الأعمال التي تقومون بالتجهيز لها حاليا؟
لدينا مسلسل «النادي» وهو أول مسلسل اجتماعي رياضي، ويعتبر أول تجربة في الخليج من هذا النوع وهو عمل كوميدي رياضي هادف، حيث يسلط الضوء على حياة اللاعبين والحكام والمدربين الوطنيين ويعكس صورة أيضا لأفراحهم وأحزانهم وعلى علاقة الجمهور بهم، ونراهن على هذا العمل لتوجهه الكوميدي الهادف ولرسالته التي سنقدمها في كل حلقة، حيث يمثل أكثر عناصره من الشباب وهو مسلسل بحلقات متصلة، وقمت بكتابة قصة العمل بصحبة الأخ منصور آل الشيخ، أما السيناريو والحوار فهم ورشة كتاب سمو الإعلام ، كما لدينا فيلم نعده يحمل اسم «الذاكرة».
حدثنا علن فيلم «الذاكرة» الذي بدأتم بتنفيذه.. ما تفاصيله؟
فيلم «الذاكرة» يتحدث عن شخص شاب فقد الذاكرة نتيجة ظروف معينة نتج عن هذه الظروف شخصيتان مختلفتان بفاصل زمني، يستعرض الفيلم بعض الأحداث التي وقعت في المملكة وتأثرها بالإرهاب سلبا وإيجابا، ويستعرض أيضا شرائح وعناصر من المجتمع من فئة الشباب ومن الأفكار والتوجهات بعيدا عن السياسة حيث يتحدث الفيلم عن طرق التأثير في الشباب، وإغوائهم، الفيلم غير متحيز ويعطي حق الاختيار للمشاهد.
أنتم تدخلون وسطا يحتاج إلى قدرات معينة من أهمها الكتاب الذين تفتقر إليهم الدراما المحلية فكيف ستتغلبون على هذا الجانب؟
لدينا الآن عدة نصوص لعدد من الكتاب السعوديين الموهوبين «من جيل الشباب» منها مسلسل للكاتب والممثل سلطان الرفاعي وهو عمل كوميدي تحت اسم «كولومبوس» بـ «فنتازيا» كوميدية وهو عمل جديد على مجتمعنا السعودي.
ويعتمد على كوميديا الموقف ويحترم عقلية المشاهد السعودي الذي أصبح واعيا بعيدا عن التهريج والابتذال، ونأمل أن يتقبله الجمهور وسيكون هناك خلط بين النجوم المخضرمين والممثلين الشباب، وسنقوم بإذن الله بمساعدة أي شخص أو كاتب في أي عمل وسندعم جميع المواهب التي تمتلك القدرة على الكتابة حتى نصنع جيلا جديدا من الكتاب السعوديين الذين ينطلقون في أعمالهم عن دراسة ورؤية.
لدينا ندرة في إنتاج الأفلام السينمائية فهل تعتقد أن الأمر يعود إلى تكاليفها العالية وعدم وجود ربحية من إنتاجها؟
لكي تنتج فيلما فإنك لا بد أن تجد النص المحفز للقيام بعمل الفيلم ليخرج من نص مكتوب إلى مشاهد مرئية ولذلك لو ركزنا على النص والقصة القوية التي تحفزنا على عمل ذلك الفيلم فإنه بالتأكيد سيقبل لدى الجمهور، ولو كان تركيزنا على أن ننتج الفيلم ثم نقوم بالبحث عن النص، فإنك لن ترى تلك الصورة الجميلة التي تطمح لأن تشاهدها، وهذا يدفعنا للتساؤل أين النص؟
نحن كمجتمع سعودي لدينا مواضيع كثيرة نحتاج لأن نراها على الشاشة، لأننا مررنا بتجربة حرب الخليج والإرهاب وظروف أخرى من خوف وتحد وفرحة تكاتف فيها المجتمع، والأهم هو كيفية اختيار اللحظة المناسبة والحيادية التي تنقلها إلى نص.
من خلال الأعمال التي تقومون بها يلاحظ تركيزكم على العنصر الشاب في أغلب الأعمال.. ألا يعتبر هذا تحديا ومجازفة تخوضونها؟
بفضل الله 85 % من الشباب الموجودين معنا لم يكن يجمعنا بهم أي تواصل، حيث تم التعارف من خلال الأعمال التي ننتجها وبعد ذلك بدأ الاختيار، وللعلم فإن هناك عدة مهن للشباب داخل المسلسل منهم الفنيون والسيناريو والحوار وغيرها من المهن، وبالنسبة لنا فإننا لو لامسنا البنية الأساسية لديهم فإننا ندعمهم للوصول للاحتراف، ومع الوقت فإنني أتحدى بهم وأراهن على نجاحهم، وكذلك يوجد في جميع الأعمال بعض النجوم من كبار من الممثلين بحيث لم تطغ فئة على أخرى وأما الجمهور فمن حقه رؤية عمل جديد ظهر به جيل جديد، والحكم هو المشاهد.
هناك بعض الأعمال المحلية حصلت على جوائز بالرغم من ضعف محتواها هل باعتقادك أن هناك أيادي خلفها؟
نحن لا نسيء الظن، ولكن نجد بعض المهرجانات الصغيرة غير مركز عليها إعلاميا، تمنح الجوائز وتجعل الناس يشيدون بالأعمال المقدمة لهم ويثنون عليها، وهناك مهرجانات كبيرة تقام بالعالم نجد أن الاختيارات فيها سيئة، وأغلبها أفلام تجارية لذلك نحن بصدد تدشين موقع إلكتروني نعرض فيه جميع الأعمال الخليجية بالترتيب الأبجدي ونجعل المشاهد هو وحده من يختار العمل الذي أعجب به وهو أقرب للاستفتاء، لأن الجمهور هم الحكم الحقيقي لهذه الأعمال، وسنقوم بإذن الله بعمل حفل سنوي لتكريم الأعمال الحاصلة على أكبر عدد من الأصوات.
هناك من يشكك دائما في قدرات الشباب خاصة إذا ما تحدثنا عن العملية الإنتاجية.. ألا تتفق معي؟
بالتأكيد، ولكن نتمنى نحن كشباب سعودي أن نحذو حذو ما قاله الملك عبدالله -حفظه الله- حين أكد على دعم الشباب السعودي سواء من القطاع الحكومي أو الخاص، ونحن نعاني كشباب من أن الثقة فينا قليلة حيث يعتقد الكثير أننا لم نصل إلى الاحترافية، وأنه من الصعوبة أن نقدم ما يقدمه الآخرون ولكن لا بد أن يعرف الجميع أننا جيل واعد كالجيل الذي سبقنا وتقبلناه وأحببناه واعتبرناه قدوة لنا، ولكن هذا هو زمننا، والسؤال عن الخبرات التعجيزية لا يفيدنا كجيل جديد، ونحن نحتاج تقييمهم لأعمالنا وليس لخبراتنا، وبفضل الله.. أعمالنا تشهد لنا.
مسلسل «الخطة» أول مسلسل بوليسي سعودي ماذا يحمل في داخله؟
مسلسل «الخطة» يتحدث عن مجموعة شباب اتخذوا اتجاها معينا ثم تفاجؤوا بالواقع، تمر عليهم ظروف متسارعة ليجدوا أنفسهم في خطوط لم يختاروها أما المشاهد فستكون قصيرة بحسب قوتها فقط وخالية من مشاهد الحشو ومركزة على نفس القصة ومحتواها، حاولنا استحداث طرق جديدة في الكتابة والسيناريو والتصوير والإخراج، ولا ننكر أن المشاهد والمستمع أصبح واعيا ومطلعا بدرجة كافية وليس كما في السابق وإذا لم نواكب تطلعاته فلن نحصل على اهتمامه.
على الرغم من أننا نملك العديد من الروائيين الموهوبين إلا أنهم لا يستطيعون التفريق بين الكتابة للشاشة والكتابة للكتاب نفسه.. إلى ماذا تعزو ذلك؟
الاختلاف بين الكتابة الفنية والروائية بسيطة جدا، وأرى أن هناك حركة كبيرة في مجتمعنا سواء من الشباب أو الفتيات لكتابة الروايات وهذا شي جميل وأعتقد أن هناك روايات قوية وجميلة والشعب السعودي بطبيعته مطلع ومبادر، أما الفرق بين الرواية العادية والفنية فهي تصاغ وتحول إلى مشاهد فيها حبكة درامية وإيقاع ورتم وتدخل هناك عوامل إخراجية بسيطة لزيادة الإثارة والغموض وتحريك المشاهد وكيف الدخول في المشهد والخروج منه، الرواية هي أساس أي عمل سينمائي في العالم، والرواية القوية لا تحتاج لتدخل إخراجي
كبير، وكما نشاهد بعض الأفلام ذات الإنتاج الضخم في العالم؛ نجد أن القصة هزيلة، أما الأفلام التي تفوز في المهرجانات الدولية فإنها تعتمد على القصة ونجدها ترسخ في عقول المشاهدين .

http://www.shms.com.sa/html/story.php?id=131135