عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2011, 09:32 AM   #1 (permalink)
عِماد
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
 العــضوية: 13250
تاريخ التسجيل: 08/05/2011
المشاركات: 6
الـجــنــس: ذكر

افتراضي أسمهان توفيق..خليجيّة الفن فلسطينة الأصل حجازيّة الهوى!!


[بسم الله الرحمن الرحيم:


"أسمهان توفيق:سيرة ذاتيّة موثّقة"


ربّما يصنّف البعض الاستاذة اسمهان في قائمة الممثلّين ذوي الجدارة والكفاءة فحسب؛على أنّ "أم وفاء"هي فنّانة متعدّدة الميول والمواهب..فضلاً عن كونها قارئة نهمة وتملك مخزوناً ثقافيّا انعكس على نتاجها الفكري المتمثّل عبر الكتابات المتعدّدة؛سواء مقالات مبثوثة عبر مجلاّت متعددة؛أو سيناريوهات لأعمال درامية نالت إعجاب أغلبية المشاهدين وبعض النقّاد.

أسمهان توفيق..هذه المرأة العصاميّة التي كافحت في سبيل إيصال رسالة إيجابية عبر مشوار فنّي إمتد لأكثر من أربعين عاماً عالجت خلالها كثيراً من القضايا والمواضيع التي تستحق تسليط الضوء عليها،والجميل أنّها تقدّم ذلك في قالب فريد مميّز،إذ تراعي كثيراً من الأمور؛حيثُ قلّما شاهدنا لها عمل يتّسم بخرق العادات والمساس بالخطوط الحكراء كما نشاهد الآن في كثير من القضايا الخليجيّة للأسف؛وحجّتهم أن ليس ثمّة خطوط حمراء لأنّ ذلك يشكّل لهم تضييقاً للإبداع!!!على أنّ أسمهان إنتهجت خطّاً دراميّاً يحكي المحافظة والإلتزام محفوفاً باحترام عقل المشاهد والواقعية في الطرح وعدم "التجديف"و"المبالغة"في الطرح أو "المثاليّة" وسواها من سمات قد تشوّه العمل الدرامي-ولا يعني عدم وجود أخطاء،ولكن ثمة قدر كبير من الواقعية في أعمالها تفرض احترام المشاهد الذي يروق لذائقتها الفنيّة-


"أم وفاء"هذه المرأة الفلسطينيّة..ذات الملامح البريئة الوادعة..والتي تستشف من خلال تأمّل نظراتها الرزانة والهدوء والسمو..ترسّخت هذه الصفات الايجابيّة في ظلّ عوامل عدّة فقد نشأت في في "لؤلوة الخليج" وترعرت في كنفها..في فترة ساعدت في الانكباب على المصادر المعرفية المتعددة كي تشكل لها زاد فكريا وروحيّاً..لم تنعتق من "فلسطينيتها" فما زالت هذه القضية الحسّاسة متعمّقة في وجدانها..ومتغلغلة في فكرها-رغم التباعد الجغرافي-مازالت هويّتها تشكل لها مصدر إلهام وتحفيز وإقدام..ربما لأنها تعود في جذورها إلى هذه الأرض المباركة..


الفترة الذهبيّة التي أقامتها في الكويت الحبيبة..والتي كانت نواة للعطاء الفنّي المتدفّق من قبل أسمهان..كان علامة فارقة ونقلة نوعيّة في حياتها..كما هو معلوم لنا فترة الإزدهار الفنّي في الكويت الحبيبة في منتصف الستينات والسبعينات..من منّا ينسى مشاركتها في"على هامان يافرعون"أو "مضحك الخليفة" وسواها من الأعمال المسرحيّة المميّزة التي شارك فيها عمالقة الفنّ الكويتي..والتي هي مرحلة مفصليّة في تاريخ الفن الكويتي جسّدت الحرية والمصداقية في الطرح..


النشأة في الكويت الحبيبة وقضاء(بعض) مراحل الدراسة فيها...كان عاملاً قويّا وجوهريا في إذكاء الابداع وتفجير المواهب..ومنها كانت انطلاقة للمضي قدماً في المشوار الفنّي..حيثُ دخلت المجال في عمرِ مبكّر جدّاً..وكانت ضمن الفرقة المؤسسّة لمسرح الخليج العربي-كما تشير الى ذلك المصادر الموثوقة(ويكيبيديا)- ووجود الشخص ضمن "كوكبة"لتأسيس "جهاز"أو "منشأة" هو بالفعل تحقيق الذات وتنمية للثقة في النفس..

بعد هذه السنوات من الدراسة والتدرّب في ساحة المجال الفنّي..قدّمت أسمهان-إلى جانب كوكبة وخليط من الفنانين طبعاً-أعمالاً خالدة لازالت تشكّل مصدر يستلهم منه الكتاب الآن محاكاتها وتقديمها بصور تواكب هذا العصر..كمسلسل"أبي وأمي مع التحيّة"الذي نشأ عليه العض منا وهو صغير.. و"رقية وسبيكة" وكانت الأعمال الفنية الكويتية في فترة الثمانينات -وبداية التسعينات- تلك..في أوج تقدّمها وإحتلالها مركز متقدّم في الساحة الفنية العربية..ومن ضمن النماذج عليها"على الدنيا السلام" "عاد ولكن" العمل الراقي"رقية وسبيكة" وسواها من أعمال متعددة تتسم بالكوميديا المعقولة التي تختلف جوهريا عن كوميديا اليوم المزيفة -في بعض الاعمال ليس كلها-!!!



ربّما كان((أحد)) آخر أعمالها قبيل الغزو الصدّامي الغاشم في مطلع التسعينات"للحياة بقية"حيثُ شاركها البطولة الراحل علي المفيدي-رحمه الله- والسندريلا سعاد عبدالله وكوكبة من النجوم..وبعد أن حلّت هذه الأزمة التي كان وقعها على كلّ حرّ شريف "مؤلمة" جدّاً..غادرت إلى حيثُ بلدها الآخر"مصر"حيثُ تحمل جنسية هذا البلد المعطاء-أيضا-،بالاضافة الى مغادرة الكثير ايضا من النجوم المميزين نظرا للأوضاع السياسية الحرجة...إلاّ أن معظمهم عاد بفضل الله وواصل عطاءاته بعد انقشاع الغمّة..

وقد مكثت فترة طويلة في "مصر"..قبل أن تعود إلى السعوديّة وتقدم عدّة أعمال مميّزة حيثُ قدّمت أوّل عمل بعد تلك الفترة ..مسلسل "الوهم"وهو من بطولة الرحل محمد العلي وزينب العسكري ومحمد العيسى وعبدالعزيز الحماد بالاضافة الى اسمهان توفيق..ويعدّ هذا المسلسل إحدى روائع العلي..وأيضا أحد الأعمال الدراميّة المميزة السعودية التي عرضت في التسعينات..وقد كان دور أسمهان محوري ومؤثّر..


وعبر هذا المسلسل السعودي تشكلّت مرحلة مهمة في تاريخ اسمهان..وهي "تُضاف"إلى تجربتها الرائدة في الفن الكويتي..حيثُ كان ذلك المسلسل باعثا للمشاركة في الساحة الفنيّة السعوديّة كتابة وتمثيلا..وقد أثرت الساحة فعلا بآدائها المميز وكتاباتها المميزة ذات الطابع الفريد المحبوك..

حيثُ تفرّغت لما يقارب "4سنوات"للمشاركة والانخراط في الساحة الدرامية السعودية حينها..حيثُ قدّمت بعد ذلك عمل"حكاية على جدران الزمن"مع الممثل السعودي خالد الحربي..
****

ثم قامت-في مطلع-2000م- بآداء مميّز ورائع في مسلسل كنتُ أستمتع بمشاهدته في صباي..وهو مسلسل"دموع الرجال"للممثل الحجازي محمد حمزة..حيثُ جسّدت دور والدة محمد حمزة وجدّة البيت ؛وكانت مقعدة لكنها كانت حازمة في قراراتها؛الغريب أن أسمهان أتقنت اللهجة الحجازية في آدائها وهذا يعكس قدرتها ومدى تقمصها للدور المقّدم لها.وقد شارك في المسلسل نخبة من النجوم في الوطن العربي كالمصرية وفاء عامر،وممثلة مصرية أخرى لايحضرني اسمها.ورغم آدائها المميز في هذا المسلسل إلاّ أنني فوجئت -وحزنتُ ايضا-وأنا أنبش في أرشيف الصحف عن تصريح للسيدة أسمهان تتهم الممثل والمنتج محمد حمزة ووفاء عامر بسلب حقوقها الفكرية والأدبيّة وطالبت التلفزيون السعودي بعدم عرض المسلسل حينها كنوع من الاحتجاج على هضم حقوقها،بالاضافة الى تقديمها شكوى للوزارة بهدف التعويض،وقد أسفتُ لوجود نوع من التعامل الذي ينقصه الذوق مع فنانة كبيرة وقديرة بحجم أسمهان؛وعموما القصة مضى عليها مايقارب العشر سنوات.فلربّما تم تصالح وشيء من هذا القبيل بين الطرفين .


وفي عام "2001م"قدّمت عملاً دراميّاً مميزا..وكانت أسمهان "حفيّة""أو مهتّمة جدّاً "به..الى درجة أنّها قالت عن هذا المسلسل أنّه يشكّل انطلاقتي الحقيقيّة،وهذا يعكس قرب هذا العمل الى قلبها.وقد شاركت فيه تأليفاُ وتمثيلاً.حيثُ كتبت نصّ المسلسل وقامت بآداء دور محوري وهام في المسلسل إذ شاركت بطل العمل الراحل الكبيير محمد العلي بطولته..والمسلسل هو"طعم الأيّام"وتم تصوريره في البحرين؛وهو من إخراج المتألق أحمد المقله..وبطولة أ. جاسم النبهان،عبير أحمد،أميرة محمد،عبدالمحسن النمر وغيرهم من النجوم.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا العمل أيضا يعتبر ضمن الاعمال الدراميّة المميزة في السعودية؛وكان التلفزيون الحكومي كثيرا مايقوم بعرضه وآخر مرة عرض قبل 3سنوات تقريبا.وهذا يبرهن على مساهمة أسمهان في نهضة الدراما السعودية وإثرائها بكتاباتها المميزّة .

وفي مطلع 2002 بدأت أسمهان في العودة الى الدراما الكويتيّة المميّزة وكانت عودة تثير الشجن فعلا لمن يقوم باستعراض سيرة اسمهان.حيثُ قدّمت اعمالا مميزة في الساحة الكويتية لغاية وقتنا الحاضر..

ومابين 2002 و2006..مانت تتنقل بين أماكن تصورير عدّة لعرض جملة من الاعمال الكويتية أو السعودية ..وكانت باكورة الاعمال الكويتية-بعد الألفية الثانية-العمل المميز والرائع"وفاء"التي شاركتها البطولة الاستاذه هيفاء عادل،ابراهيم الحربي..وكان دورها متفرد ومركّب..ثم قدّمت عدة اعمال خليجيّة..حتى توّجتها بعودتها مع رفيقة دربها سعاد عبدالله"سندريلا الخليج"عبر مسلسل الرحى عام 2006..


وخلال الفترة الممتدة تلك قدمت عملا دراميا سعوديا تحت عنوان"القادم الغريب"وكانت فكرة العمل والسيناريو رائع وعلى مستوى عال..بيدَ أن الانتاج ربما كان سببا في اختصار الاحداث..ولكن العمل كان جيدا في الجملة..وشارك البطولة الفنان محمد المنصور الفنان الكويتي الكبير محمد المنيع وليلى سلمان..ومن خلال اسم المسلسل قد -تستشف-عزيزي القارئ احداث المسلسل حول قدوم رجل غريب يدعي وجود علاقة وثيقة بزوج"ليلى سلمان"حيثُ توفي زوجها..ممّا دفع محمد المنصور الى القدوم لوجود أمور شخصية-يزعم- أنها تتعلق بالراحل وفي خلالها تدور مواقف وأحداث مفصلية في المسلسل ...

وفي عام 2004"قدمت عملا سعوديا بعنوان خارطة أم راكان.تأيف ليلى الهلالي؛وقد لقي سخطا عاما من قبل النقاد والجمهور.وكان البعض يعلق الفشل والسقوط الذريع لليلى من خلال هذا المسلسل.على أنّني بعد التتبع وجدت ان العمل ذا "رمزية " واضحة ؛وهو يعالج قضية دقيقة وحساسة جدا.ورغم الاداء الدرامي الذي لم يحوز على الاعجاب الا ان فكرة المسلسل واخلاص الممثلين يشفع لاعتباره جيدا نوعا ما.


وفي خلال العام 2006 والذي شهد عودة أسمهان مع السيدة سعاد عبدالله..صوّرت في ذات العام عملا خليجيا من انتاج حسن عسيري..وهو "أسوار1"حيثُ كان العملاق غانم الصالح-رحمه الله0بطل المسلسل بجانب اسمهان توفيق وعبدالرحمن العقل وميساء وسواهم من فنانين نجوم ومبتدئين..


وهو المسلسل الذي أثار ضجة عارمة في الساحة السعودية الفكرية..وإستفز إحدى أتباع بعض التيارات وهو مااعترف به حسن عسيري في برنامج "اضاءات"حيثُ تلقى تهديدا صريحا..وكان محتوى الفكرة للمسلسل جريئة وفريدة وهي طرح لعدة قضايا وأفكار حسّاسة نوعا ما.وقد طرح بعض المشاكل الاخلاقية والاجتماعية والتأثّر ببعض الافكار والميول من قبل من لم يُحصّنوا وتكون لديهم حماية فكرية.وكيفية معالجتها.



ثمّ تتالت أعمال القديرة أسمهان في الساحة القطرية والكويتية والاماراتية ..-الخليجية بشكل عام-
ومازال عطائها متدفقا ويثري الساحة الخليجيّة...

من ضمن الاعمال الخالدة في الساحة القطريّة وقد أثارت اهجاب طيف عريض من المجتمع الخليجي وهو "نعم ولا"للسيدة الكواري..وكان دور أسمهان توفيق قد حظي بالاعجاب ولقي قبول واسع..وهو دور "مهرة"تلك المرأة الكبيرة في السن التي أثقلها المرض لكنها كانت حيويّة الروح متّقدة الذهن..وكان تتكبّد معاناة أبنها المتمرد غريب الأطوار..بينما كانت المفارقة هي ان حفيدها عوّضها عن برّ ابنها الذي افتقدته نظرا لدلالها الزائد هي وزوجها معه في صغره.دورها كان يشكل إضافة في سجلها الدرامي الحافل بالعطاءات؛اقولها صدقا لامجاملة.


ولعلّي لا أنسى هنا في هذه العجالة "معالجتها الدراميّة"للعمل السعودي المميز"دمعة عمر" الذي شكل انطلاقة حقيقة للفنان الشاب تركي اليوسف..


أيها السادة:أسمهان توفيق لم يسعفني القلم في احصاء ابداعاتها وتسطير بعض التحليلات لبعض مواقفعا..ولكن أحبذ أن أشير في الختام ألى أنّ أسمهان مبدعة ومميزة ومتفردة في أشياء كثيرة.وهي ذات شخصية معتدلة ومتوازنة في رؤيتها الفكرية والفنيّة


،حتى على المستوى الشخصي هي متفردة ومميزة:فهي فلسطينية الأصل،وكويتية المنشأ،وتحمل الجنسية الأردنية والمصرية،وتعود جذورها الى الحجاز؛فأصولها تعود الى شمال الحجاز-ولهذا ذكرتُ في العنوان أنها حجازية الهوى للارتباط الوجداني والتناغم الفكري بين الحجازيين والشاميين..وهي خليجية الفنّ..حيثُ أن هذا الزخم كان له دور جوهري في ترسيخ هذه الشخصية المميزة..ورغم أنّ الاصل والقومية أو البلد الذي يتبعه الفنان قد لايكون له علاقة بما يقدم من فنّ..فالمهم هو الرسالة وهذا صحيح جدّاً..بيد أنني ذكرت ذلك لسببين:توثيق سيرتها الذاتيّة،وتبيين بعض العوامل التي قد تكون مساهمة في نضجها الفكري والفني وهي ارتباطها جغرافيا ببلدان متعددة ..وهذا طبعا لاعلاقة له بالتعصب أو خلاف ذلك..فنحن في النهاية أمّة واحدة يجمعنا العروبة والدبن.والرسالة الايجابية هي التي يُعوّل عليها في نجاح الفنان وسلمتم.


وعوداً على مسألة"فلسطين"فإنّ الكاتبة بصدد إخراج رواية مطبوعة تحكي قصة فتاة فلسطينية.واسم الرواية"وطن اللاعودة"ذكرت ذلك مع غنيمة الفهد في قناة الراي.وهو يعكس مدى الحب الذي تكتنزه في وجدانها لهذه الارض الطيبة.

((وآسف جدّاً للاطالة.وبالنسبة لمصادر المعلومات ذات الطابع الشخصي فبعضها من خلال وسائل خاصّة كالتواصل الشخصي أو سؤال المقربين من فنانتنا العظيمه.وبإمكان من أراد التأكد أن يبحث بطريقته.))


وكتبه لكم:عماد:مايو 2011/



(((ملاحظة هامة جدّاً:هذا الموضوع نزّلتُه بوقت واحد بمنتدى الاقلاع اضافة لاحدى القروبات الخاصّة))
وأرجو من الادارة ان تسامحني على هذا الفعل,وأعدهم بأنني سأنزل مقالات حصرية لأن هذا المنتدى رائد وكبير،ولكن احببتُ ان انشر مقالي هذا في منتيدات عدّة.واذا كانت هذه مخالفة فليسامحوني وآسف لهذا الفعل..size="6"][/size]

ولابد أن أكرر مرة أخرى الى رغبتي في نشر مقالي عبر اكثر من مصدر تقديرا للسيّدة اسمهان.ولهذا فمقالي منشور في منتديين فقط وغيرهما مالم يشر الى المصدر فهو متعد على حقي الادبي


 

 

عِماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292