[اللجنة الإخبارية والصحافية]

نادية الجندي:
لن أجسّد شخصيّة سوزان مبارك



القاهرة - رولا عسران


قدّمت الممثلة القديرة نادية الجندي على مدار أكثر من 50 عاماً عشرات الأفلام والمسلسلات التي تناولت مواضيع اجتماعية وسياسية، لكن يبقى الأغرب في مشوارها الفني ترشيحها حديثاً لدور سوزان مبارك في فيلم سينمائي من المقترح أن يحمل عنوان «امرأة باعت مصر» على طريقة فيلمها «المرأة التي هزّت عرش مصر»...

عن حقيقة هذا الفيلم وعن مسلسل «الملكة نازلي» وأمور أخرى، تحدّثنا مع الجندي.

تناولت مواقع إلكترونية عدة خبر ترشيحك لدور سوزان مبارك، زوجة الرئيس السابق حسني مبارك، فما حقيقة هذا الأمر؟

حتى الآن لم يُعرض عليَّ أي سيناريو لأقبله أو أرفضه، المسأله كلّها أن عدداً من المعجبين أنشأوا صفحة على موقع «فايسبوك» طالبوا فيها بأن أجسّد شخصية سوزان مبارك.

من وجهة نظرك، ما سبب اختيارهم لك لأداء هذا الدور؟

ربما لأنني قدّمت سابقاً شخصيات حقيقية عدة، أو لأن الشخصية تحتاج الى قدرات تمثيلة وقراءة جيّدة لها، ما دفع منشئ الصفحة الى اختياري بوصفي الأجدر بتجسيدها، وقد تكون هناك أسباب أخرى... المهم أن هذا الاختيار أسعدني وفرحت به، لأنه أتى من الجمهور، لكن في النهاية أكرّر أنني لن أؤدي هذا الدور لأنه لا يشبهني.

ما سبب هذا الرفض، خصوصاً أنه لم تُعرض عليك سيناريوهات أعمال محتملة لتبدي رأيك سواء بالقبول أو الرفض؟

منذ شهر يناير (كانون الثاني) الماضي وحتى الآن، تتلاحق الأحداث بشكل سريع جداً لا يسمح معه بالتدقيق بها والبحث فيها، لذا أرى أنه يجب التأني والبحث المطوّل قبل تجسيد أي شخصية موجودة بالفعل، ثم إن الفترة الزمنية القليلة وعدم وجود أخبار مؤكدة، كلّها عوامل مهمة سيفتقدها أي عمل مقبل يتناول أي شخصية من الفترة الماضية، لذلك أنتظر حتى تتوافر حقائق مؤكدة يمكن تناولها فنياً لنستطيع إخراج عمل يفيد الجمهور.

هل كان موقفك هذا سيختلف لو عُرض عليك الدور نفسه قبل ثورة يناير؟

قبل 25 يناير، لم يكن ليُعرض عليَّ هذا الدور أو يفكّر أحد في تقديمه، لكن الثورة جعلتنا نعي أموراً لم نكن ندركها سابقاً.

ما صحّة ما تردّد عن تحويل مسلسل «الملكة نازلي» الذي قمت ببطولته الى فيلم رُشحت لبطولته أيضاً؟

هذا الكلام غير صحيح، فالمسلسل نجح وانتهى، وأنا لست من هواة استنساخ النجاح، ثم لم يعرض عليّ أحد الفكرة ولو حصل ذلك سأرفض بشدة، لأن العمل لو تكرّر لن يحظى بالقدر نفسه من النجاح.

هل الفترة الزمنية الطويلة التي تفصلنا عن عصر الملكة نازلي هي السبب في قبولك تجسيد شخصيتها؟

قد يكون ذلك أحد الأسباب، لكن السبب الأهم هو أن الملكة نازلي بالنسبة إلي ليست الشخصية التاريخية التي قرأ عنها الجميع فحسب بل أيضاً المرأة التي تمتّعت بجوانب إنسانية كثيرة في شخصيّتها، فهي عاصرت أحداثاً كثيرة في حياتها وتحوّلت من ملكة وأم لملك إلى امرأة عادية عاشت منفية بعيداً عن بلدها، لذلك بحثت طويلاً في تفاصيل حياتها الشخصية كي أستطيع الإلمام بجوانب الشخصية كافة سواء كملكة أو كإنسانة، والحمد لله استطعت القيام بعمل أشاد به الجميع وكُرمت عليه مراراً، وهذا ما يرضيني جداً.

لكن المسلسل تعرّض لهجوم شديد، خصوصاً أنه أظهر الملكة نازلي على عكس ما تتحدّث عنه كتب التاريخ، ما ردّك؟

المشكلة أن نازلي كانت تنتمي الى عائلة من الطبقة الأرستقراطية تتّسم بالتحرر الفكري من تقاليد كثيرة كانت موجودة في تلك الفترة، لهذا قد نراها بصورة مختلفة عما كانت عليه في الحقيقة، فنازلي ظُلمت بشكل كبير، إذ تزوّجت في سن صغيرة ومات زوجها وتحمّلت مسؤولية كبيرة، لكن بالطبع لها أخطاء إنما يجب وضع الجانب الإنساني في الاعتبار عند الحكم عليها.

كان مقرراً سابقاً أن تقومي ببطولة عمل يروي سيرة الراقصة والممثلة تحية كاريوكا الذاتية، فما السر وراء رغبتك الدائمة في أداء أدوار شخصيات حقيقية؟

ما يجذنبي دائماً هو التركيز على الجانب الإنساني للشخصية، وتحية كاريوكا فنانة كبيرة ولها الكثير من المواقف سواء إنسانياً أو وطنياً، وهي إحدى أجدر الشخصيات التي يجب إلقاء الضوء عليها ليتعرّف الجيل الجديد إليها بشكل أكبر، لكن المشروع ألغي.

ما صحة ما تردّد عن وجود خلافات بينك وبين وفاء عامر حول قيامها ببطولة مسلسل «تحية كاريوكا»؟

لا خلاف بيننا. وفاء عامر زميلة وفنانة موهوبة وأتصوّر أنها ستقدِّم العمل بشكل جيد، فأن يقدّم فنان ما عملاً فنياً كان مرشّحا لتقديمه آخر ليس معناه أن بينهما خلافات، خصوصاً أن هذا الأمر يتكرّر كثيراً وليس فيه عيب.

ألا تفكّرين في العودة الى السينما من خلال إنتاجك الشخصي، كما يفعل عدد من الفنانين؟

لا أفكّر في دخول مجال الإنتاج، فأنا ممثلة ولا أعرف كثيراً في الأمور المالية والحسابات. أقدّم العمل الفني الذي أقتنع به وهذا هو دوري فحسب، ثم إنني أعشق مهنتي ولست مستعدّة لاستبدالها بأخرى.


في «الملكة نازلي»

جريدة الجريدة