«طيور الجنة» للأطفال وفتوى مشاهدة الكبار لها..!! «طيور الجنة» للأطفال وفتوى مشاهدة الكبار لها..!!
محمد الرشيدي
في سؤال لمتصلة لاذاعة القرآن الكريم ببرنامج للفتوى ، سألت المتصلة ما حكم مشاهدة الاطفال قناة (طيور الجنة) الفضائية الخاصة بالاطفال ، اجابة الشيخ في شقها الاول كانت عادية بانه لامانع من ذلك ، ولكن الشيخ اردف بقوله ان ذلك لايجوز للكبار لانه يؤدي بهم للهو والانشغال . دخول الكبار في الخط بالفعل مثير للاستفهام ، لا اعتقد انه في ظل مئات لقنوات الفضائية سينشغل الكبار بمتابعة قناة اغانيها خاصة بالحث على شرب الحليب وغيرها ، لاننا حتى الان لم نشاهد الكبار يرددون " يا بابا اسناني واوى، وديني عند الطبيب"!!
هنا تكمن الاشكالية لدينا ، في بعد الكثير من الفتاوي الخاصة بالفضائيات عن الواقع المعاش بالفعل ، انتشرت وبشكل مؤخرا قنوات غير منضبطة اخلاقيا ولا شرعيا ولم نجد لها رادعا حقيقيا ، في ظل انشغال الكثيرين بالقنوات الاخبارية او الدينية بمختلف طوائفها ، مما اوجد لدينا خلال الفترة القريبة الماضية قنوات للتعارف غير المشروع بين الشباب وبشكل مباشر وعلني وعبر شبكات اتصالات دولية معروف عنها تخصصها في اصطياد الشباب واستغلال حاجتهم لاقامة علاقات عاطفية مشتركة بالضحك عليهم بمصاريف اتصالات مكلفة جدا ، هنا نحتاج للواقعية في طريقة اخراج الفتوى الخاصة بمشاهدة الفضائيات ، لا ان نركز على فضائية سطحية للاطفال ونعتبرها مصدرا للهو عند الكبار.
الامر المهم جدا في وقتنا الحاضر من وجهة نظري ، اهمية تنظيم اصدار رؤية شرعية خاصة بالقنوات التي تستغل الدين لبث رسائل او اجندات معينة ، ضررها كبير على الامة ويتم من خلالها استغلال بعض الاحداث في اثارة الشبهات والتأليب على الآخرين ، بدعوات وبرامج وشخصيات متنوعة ، فالملاحظ مؤخرا انتشار الكثير من هذه النوعية من القنوات الفضائية واستغلالها استغلال يثير كما كبيرا من الاستفهامات المتنوعة .
فكما كان للكاسيت تأثيره المباشر والقوي على شبابنا في بداية الصحوة ، وذهابهم لافغانستان بدعوى الجهاد والحصول على الكرامات المتنوعة والخيالية في وصفها احيانا ، والنتيجة نعيش معاناتها للاسف حاليا وقبل وقت ليس ببعيد ، فان الوقت الحاضر هو دور بعض الفضائيات في زعزعة بعض المفاهيم الفكرية لدى العديد من شبابنا ، بعد ان تسببت البرامج والصور التلفزيونية والفوتغرافية اثناء الغزو الامريكي لافغانستان والعراق في اثارة حماس الكثير من شبابنا والتغرير بهم بدعوى الجهاد واستغلالهم للانضمام لمنظمات وتنظيمات ارهابية وانعكاس هذا التوجه غير الواعي والمدروس في تأثيرات واعمال ارهابية تضررنا بها ونحن اهلهم واخوانهم ولم يكن لها أي تأثير يذكر على امريكا او قواتها في العراق او افغانستان .
الفضاء يمثل خطرا حقيقيا ويحتاج لدراسته برؤية قريبة ومتابعة ، لانه ليس من المعقول ونحن نعيش اخطار الفضائيات فكريا ان يداعبنا بحسن نية شيخ فاضل نحترمه لينهي مشاهدة الكبار لقناة فضائية للاطفال عادية وسطحية جدا ، لانه حتى الان لم نجد الكبار متأثرين بترديد " ما بدي اشرب الشكولاته ، بدي اشرب الحليب"!!
جريدة الرياض
|