16-05-2011, 02:09 PM
|
#20 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| حسين القلا : مشاكل السينما لا تُحلّ بلمسة سحريّة حسين القلا : مشاكل السينما لا تُحلّ بلمسة سحريّة
القاهرة - فايزة هنداوي
يرتبط اسم حسين القلا بأزهى عصور السينما المصرية، فأفلامه كانت وستظل علامات فارقة في تاريخ هذه السينما، ربما لأنه لا يتعامل معها كمنتج يبحث عن الربح بل كعاشق لها.
حول رؤيته لحال السينما المصرية، من واقع خبرته، كان اللقاء التالي معه.
من خلال تجربتك الثرية في السينما المصرية، هل ترى أن ثورة 25 يناير ستساهم في إخراجها من أزمتها؟
لدى السينما المصرية مشاكل كثيرة لا يمكن حلّها بلمسة سحرية، بل تحتاج الى وقت طويل لتشخيصها وإيجاد حلول عمليّة لها.
ما أهم هذه المشاكل برأيك؟
المشكلة الكبرى هي مشكلة القوانين وعلاقة الدولة بالسينما، فلا يوجد من يرسم سياسة عامة لهذه الصناعة، أو كياناً قانونياً يحميها، كذلك تحوي غرفة صناعة السينما في عضويتها مصالح متضاربة، إذ تضمّ منتجين وموزّعين وأصحاب دور عرض، وهذا وضع خاطئ، برأيي، لأنه يحمل تناقضاً لا يخدم صناعة السينما.
المشكلة الثانية تكمن في صناع السينما أنفسهم، فجميعهم يعلمون مشاكل هذه الصناعة ولكنهم لا يسعون الى حلّها، لأن كثراً منهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية فحسب بعيداً عن مصلحة صناعة السينما ومستقبلها، بالإضافة الى الاعتماد مثلاً على القنوات الفضائية في تفعيل هذه الحلول، ومن ثم تركنا لها التحكّم في الأمر، لتشارك في الإنتاج أو تنسحب مثلما حدث في السنوات الأخيرة.أخيراً، عدم وجود موزّع مصري في الدول الأجنبية والاكتفاء بالدول العربية.
ماذا عن تصوّراتك لكل هذه المشاكل؟
الحل ليس صعباً. منذ الثمانينيات ناديت مع غيري من الزملاء بضرورة وجود اتحادات مختلفة أحدها للمنتجين، وثانٍ للموزّعين وثالث لأصحاب دور العرض، على أن تكون غرفة صناعة السينما الكيان الذي يجمع هذه الاتحادات من دون تناقض. كذلك، لا بد من أن توضع شروط للمنتج السينمائي أهمّها أن يكون على قدر كاف من التعليم وعضواً غير عامل في غرفة صناعة السينما، بالإضافة الى أنه على الدولة أن تساهم في خروج السينما من أزمتها.
كيف يمكن أن تتدخّل الدولة، من وجهة نظرك؟
ليس بالإنتاج المباشر، بل ثمة طرق أخرى تستطيع الدولة من خلالها دعم السينما، منها مثلاً أن ينفصل جهاز السينما عن وزارة الإعلام، ويُلحق مباشرة برئاسة الوزراء ويتخلّص من البيروقراطية، ويمكن في هذه الحالة أن يقوم بدور الموزّع الخارجي، فيشتري حق التوزيع من منتجي الأفلام. فالدول في جميع أنحاء العالم تدعم السينما من دون خسارة لكن مع وجود قوانين تضبط السوق السينمائي. كذلك، لا بد من وجود تسهيلات في التصريحات.
على رغم وجود سينما المقاولات في الثمانينيات، شاهدنا أيضاً خلال تلك الفترة سينما لافتة قدّمت جيلاً من المخرجين والممثلين المتميزين، فلماذا لا يحدث ذلك اليوم؟
لأن ثمة اختلافاً في المناخ العام، ثم إن الأموال غير معلومة المصدر التي تشارك في الإنتاج لم تكن قد ظهرت بعد، بالإضافة الى أن المناخ السياسي والاجتماعي في تلك الفترة كان صحياً، ما ساعد على ظهور سينما مميزة.
منذ قدومك إلى مصر في الثمانينيات، وأنت تدعم الشباب وتفضّل العمل معهم، بداية من داود عبد السيد ورأفت الميهي وخيري بشارة، وصولاً الى محمد مصطفى، فهل ترى أن السينما هي فن الشباب؟
بالتأكيد، والمقصود ليس شباب السن، بل روح الشباب، إذ لا بد من أن تكون روح السينما مختلفة ومغايرة ومقدامة.
هل يعني ذلك أنك ستقدم على العمل مع شباب السينما المستقلّة؟
بل أتمنى أن أعمل معهم كمنتج منفّذ لأفلامهم ومن دون أي مقابل، لأنني أرى ضرورة دعم هذا النوع من السينما الجريئة والمغامرة.
قدّمت أجمل الأفلام مع المخرج داود عبد السيد، ألن تقدّم معه عملاً مشتركاً قريباً؟
أتمنى بالتأكيد العمل مع داود ثانية، فنحن صديقان على المستوى الشخصي، ومتفاهمان سينمائياً وأزعم أنني أول من يقرأ أعماله، وبمجرد أن تحين الفرصة سنقدّم عملاً مشتركاً.
تغامر دائماً في إنتاج عدد من الأفلام غير مضمونة النجاح، مثل «سهر الليالي} و{أوقات فراغ» و»الماجيك»، ألا تخشى الخسارة؟
السينمائي لا بد من أن يكون مغامراً طالما يقدّم سينما جيدة، وأعلم من خلال خبرتي أن السينما الجيدة تجذب المشاهدين ولا تؤدي إلى خسارة.
هل يعني ذلك أنك لم تتعرّض للخسارة في أي من الأفلام التي أنتجتها طوال تاريخك؟
تعرّضت للخسارة مرّتين، وذلك في فيلمَي «حب في التلاجة» و{أيام الرعب»، وكانت لكل منهما ظروفه، فمثلاً الأول كان إنتاجاً مشتركاً بين مؤلّفه ماهر عواد ومخرجه سعيد حامد، وحين تعثّرا قرّرت مشاركتهما في الإنتاج كنوع من الدعم للتجربة وليس بحثاً عن الربح، وقد تعرّض الفيلم للخسارة بسبب قلة الإمكانات التي لم تسمح باستخدام التقنيات اللازمة لفكرته. أما «أيام الرعب» فكان سيناريو كتبه يسري الجندي كسهرة تلفزيونية، إلا أن المخرج سعيد مرزوق قرّر تحويله إلى فيلم من دون تعديل فيه، فجاء ضعيفاً لأن السيناريو لم يكن جاهزاً.
شاركت أفلام كثيرة قدّمتها في المهرجانات وحصلت على جوائز، فهل كانت هذا هدفك أثناء إنتاجها؟
لم يكن هدفي يوماً أن تشارك أفلامي في المهرجانات، بل دائماً ما تكون عيني على المشاهد، فهو المستهدف الأول والأخير.
منذ أعوام عدة قرّرت مغادرة مصر وممارسة العمل السينمائي في سورية، إلا أنك تراجعت، فلماذا كان القرار ولماذا كان التراجع عنه؟
اتخذت هذا القرار بسبب ظروف السينما والمناخ السينمائي الذي تحدّثنا عنه، خصوصاً أن سورية بلد جميل ولي فيه أصدقاء كثر، إلا أن مصر تظلّ البلد الذي يحمل تاريخي ورصيدي والذي يسمح لي بالحركة والعمل أفضل من أي بلد آخر.
ما آخر أخبار فيلم «الحياة حلوة» الذي قرّرت العودة به إلى السينما؟
تعاقدت على الفيلم كمنتج منفّذ مع الشركة العربية، وكان يجب أن نبدأ تصويره خلال يناير (كانون الثاني) الفائت، إلا أن اندلاع الثورة المصرية حال دون ذلك، وما زال الإنتاج السينمائي متوقفاً.
إلى متى سيظلّ الإنتاج متوقّفاً برأيك؟
أرى ضرورة البدء في الإنتاج السينمائي فوراً كي تدور العجلة ثانيةً، خصوصاً أن الاضطرابات وحظر التجوّل قد انتهيا، بالإضافة الى أن توقّف الإنتاج السينمائي يضر بآلاف العاملين في هذا المجال، بدءاً من كاتب السيناريو مروراً بالمنتج والمخرج والممثلين وصولاً إلى عامل النظافة في دور العرض.
ألا تفكّر في تقديم فيلم عن ثورة يناير?
الوقت لم يحن لذلك برأيي، لأن الثورة لم تنته بعد، ولا بد من الانتظار حتى تتبلور الرؤية، لتكون الأفلام على قدر روعة الثورة، أما الآن فيفضّل تقديم الأفلام الوثائقية واستغلال المادة المصوّرة الغزيرة عن الثورة.
جريدة الجريدة
|
| |