يبدو أن ذكرى رحيل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مرت مرور الكرام، ليست على المستوى الذي تمرت به الأعوام القادمة من احتفالات وعرض أعماله الفنية على شاشة التلفزيون المصري ، ولكن تأثر الاحتفال بالطبع بالأجواء المتوترة التي تعيشها مصر في الوقت الحالي .
وظهرت مؤخراً صور تجمع الرئيس المصري السابق حسني مبارك يمسك بيد موسيقار الأجيال ويساعده على نزول السلم ، ويتردد ان ثمة صداقة جمعتهما في الفترة الأخيرة من حياة عبد الوهاب فضلاً عن اعجاب مبارك بصوته.
ولد محمد عبد الوهاب 13 مارس 1902 في حارة برجوان بمنطقة باب الشعرية أحد الحياء الشعبية بالقاهرة، ونشأ في بيئة دينية فقد كان والده إمام مسجد سيدى الشعرانى ، وساعدته هذه النشأة فى حفظ قدر كبير من القرآن الكريم ، وكان لها أثر كبير على جمال وطلاوة صوته .
بدأ حياته الفنية مطرباً بفرقة فوزي الجزايرلي عام 1914 م وأخذه ليشارك في تقديم بعض الأغاني بين فصول الرويات على المسرح، ووصل اعجاب الجزائيرلي به بوضع لافتة على باب المسرح إعلانا يقول "الطفل الأعجوبة "الذى يغنى لسلامة حجازى، وتنقل بعدها للعمل في عدد كبير من المسارح كمغني للرويات خلف الكواليس وتعرف على العديد من النجوم.
ارتبط بأمير الشعراء أحمد شوقى ولحن أغان عديدة لأمير الشعراء، ،لحن للعديد من المغنيين في مصر والبلاد العربية منهم أم كلثوم فقدم لها مثلا ألحان عبد الوهاب لأم كلثوم فى السبعينات "دارت الأيـام " 1970 ، "أغـدا ألقـاك" 1970 ،"ليـلة حـب" 1971.
كما قدم أغاني لعبد الحليم حافظ في فترة الخمسينات مثل "ظلمو"ه ، "توبـــة" ،" أهواك "،" أنا لك على طول"، "عقبالك يوم ميلادك" ، "بتلومونى ليه". وبالنسبة لنجاة الصغيرة فقدم لها لحن "أيظن " و "لا تكذبي " وهناك ألحان قدمها فايزة أحمد و وردة الجزائرية و فيروز و طلال مداح وأسمهان وليلي مراد.
كما عرف عبد الوهاب بأغانية الوطنية منها " الجندول" و"الكرنك" و"كليوباترا "و"دعاء الشرق" و"فلسطين" ، " النيل نجاشى" " النهر الخالد"، بجانب أغانية الرومانسية مثل" يا دنيا يا غرامى "و" يادى النعيم " ويا وابور قوللى " و" يا ورد مين يشتريك"، "يا جلاس "،" يا مسافر وحدك "،" ياللى فت المال والجاه "،" ياللى نويت تشغلنى".
على الجانب السينمائي دخل عبد الوهاب عالم السينما بأول فيلم غنائى له وعمره 29 عاما " الوردة البيضاء" احتوت أفلامه على عشرات من أجمل الأغانى ، وبعدها قدم "دموع الحب "1935، "يحيا الحب" 1938 ،"يوم سعيد" 1939، "ممنوع الحب" 1942 " رصاصة فى القلب" 1944، "لسـت ملاكا "1947 ،"غـزل البنات" 1949 .
ورحل الموسيقار الكبير وتوفى 3 مايو 1991 وترك ثروة كبيرة من الفن الراقى ،ودعته مصر فى موكب مهيب وشارك فى وداعه الملايين الذين متعهم بفنه طوال حياته، وصدر عام وفاته عشرات الكتب والمقالات والبرامج اضافة إلى فيلم وثائقى فرنسى باسمه تعرضه القناة الفضائية الفرنسية من آن لآخر.