[اللجنة الإخبارية والصحافية]

أزمة الإنتاج هذا العام لغت أعمالا وأجلت أخرى
4 مسلسلات سيرة ذاتية تتنافس على تورتة رمضان

القاهرة – رغدة صفوت:

رغم تجهيز المنتجين لأكثر من عمل درامي يتناول السيرة الذاتية لشخصيات مشهورة، إلا أن أزمة الإنتاج هذا العام لغت بعض المشاريع مثل “مداح القمر” عن بليغ حمدي، وأجلت أعمال آخرى بسبب مشاكل في ميزانياتها، بينما فلتت أربعة أعمال ستعرض في رمضان القادم أولها وأهمها هو مسلسل “الشحرورة” المأخوذ عن سيرة صباح. يقدم المسلسل شخصية صباح من سن 18 سنة إلى 75 سنة، ولن يتطرق لآخر 8 سنوات أخيرة في حياتها، لأنها لا تضم أحداثا تفيد المشاهد على مستوى الدراما.
كما يؤكد صناع العمل أن المسلسل يتناول الجانب الإنساني في حياة الشحرورة، الذي لم يره الجمهور وهي كما تقول كارول سماحة بطلة العمل: فنانة مكشوفة مثل الورقة البيضاء، لا تشعر بأنك تتحدث إلى فنان يخفي شخصا آخر داخله، هي شفافة جدا، وعفوية وصادقة ولكن في الوقت نفسه لديها قناع ليس معناه الخبث أو الكذب، لكنها تخفي وراءه حزنها وألمها، ولا تحب أن تظهر ضعيفة أمام الناس، وعرفت هذا عندما سألتها عن القوة التي تواجه بها كل المصاعب في حياتها، وقالت لي إنها مرنت نفسها على السعادة، وكانت تقنع نفسها بأنها سعيدة، رغم أن هذا يمكن أن يكون غير صحيح، ومعظم من يتقرب إليها كان يفعل ذلك من أجل المصلحة، لكنها اعتادت على أن تعطي أكثر مما تأخذ، وقالت لي إنها كانت مثل البنك لغيرها ومثل الدجاجة التي تبيض ذهبا لغيرها.
ثاني مسلسل هو “رجل لهذا الزمان” الماخوذ عن سيرة على مصطفى مشرفة ويقدم العمل جزءا مهما وزاخرا من تاريخ مصر الحديث على مدار سبعة وعشرين عاما (1923/1950) من خلال استعراض حياة مصطفى مشرفة أول مصري يحصل على أعلى درجة في العلوم عن أبحاثه في تأثير المجال الكهربائي والمجال المغناطيسي على ذرات المادة، التي ستقوده في المستقبل إلى تفتيت الذرة وعالم الإشعاع وتأثيره في الحياة الإنسانية في الحرب والسلم. ورغم ما يبدو من جفاف الحياة العلمية فإن حياة على مشرفة العاطفية كانت مرهفة الحس يبدو ذلك من خلال قصة حبه الرومانسية للفتاة الإنجليزية “ليز” التي تعرضا فيها إلى كثير من التحديات المجتمعية والمادية والأسرية ومع انتصار حبهما في النهاية فإن قصة الحب لم تكلل بالنهاية السعيدة المنتظرة بالزواج.
وتستمر الأحداث وتتغلب كفة العالم على الفنان والمحب، فينشغل “مشرفة” في وقت لاحق بإعداد بحث عن السلم الموسيقي المصري من خلال الرياضيات، وهو أسلوب ابتدأه “مشرفة” بضرورة الاهتمام بالبحث العلمي في مجال الموسيقى. في خضم ذلك تشهد فترة شباب مصطفى مشرفة ظهور جيل كامل من الرواد في مجالات العلوم والفن والسياسة والأدب والثقافة في مصر الحديثة فيما بين ظهور السينما المصرية وسطوع سيد درويش، وافتتاح فرقة رمسيس المسرحية، وإنشاء بنك مصر، وإصدار أول دستور في البلاد وتحول من نظام السلطنة إلى نظام المملكة والحرب العالمية الثانية، وبداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين تمتزج سيرة حياة العالم علي مصطفى مشرفة بمسيرة آخرين منهم الزعيم سعد زغلول والسياسي محمود النقراشي وعميد الأدب العربي طه حسين، وأمير الشعراء أحمد شوقي ومحمد عبدالوهاب وحسن أفلاطون، مؤسس علم الحشرات في مصر، والعقاد وسميرة موسى وغيرهم المسلسل. قصة وسيناريو وحوار: محمد السيد عيد، وبطولة: أحمد شاكر عبداللطيف وهنا شيحة وأحمد خليل وشريف خيرالله ومفيد عاشور ويوسف فوزي وحسام فارس ونرمين زعزع، وإخراج: إنعام محمد علي.
ثالث عمل هو مسلسل “في حضرة الغياب” الذي يتناول حياة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش ويقوم بدوره فراس إبراهيم، الذي يواصل فريق عمله تصوير مشاهده الخارجية في بيروت، بعد تحول درويش من الأدب والشعر إلى الفكر، ففي تلك المرحلة شهد درويش اجتياح العاصمة اللبنانية وطرد الفلسطينيين منها، وفيها تعرف على عمالقة الفكر العربي والمقاومة مثل غسان كنفاني وإلياس خوري وممدوح عدوان. المسلسل من إخراج نجدة أنزور، وسيناريو حسن يوسف وبمشاركة أكثر من ثلاثمائة فنان من مختلف أرجاء الوطن العربي منهم سلاف فواخرجي وأحمد زاهر، وميرنا المهندس ومرح جبر ودينا هارون وعبدالحكيم القطيفان والموسيقي التصويرية والألحان للموسيقار مارسيل خليفة.
رابع عمل هو مسلسل “كاريوكا”، الذي تقوم ببطولة الفنانة وفاء عامر، من تأليف فتحي الجندي، وهو يروي السيرة الذاتية للفنانة الراحلة تحية كاريوكا، ويُركز المسلسل على شخصيتها كانسانة وفنانة، وطفتولتها التي تعرضت للظلم ففرت هاربة حليقة الرأس حافية القدمين من الإسماعيلية إلى القاهرة، دون أن تحمل حتى قيمة تذكرة القطار، كما سيتناول المرحلة الجديدة في حياتها التي خلقت امرأة قوية داخلها ثورة قوية على الظلم، مشوار حياة طويل به 14 زوج من فنانين و سياسيين و عسكريين و أدباء نرى من خلاله تاريخ مصر داخل الإنسانة “تحية كاريوكا”.
يذكر أن الفنان عزت أبو عوف يجسد في المسلسل شخصية الفنان”سليمان نجيب” وفادية عبد الغني تجسد شخصية الراقصة “بديعة مصابني” والفنان رضا إدريس يجسد شخصية “إسماعيل ياسين”.

جريدة عالم اليوم