[اللجنة الإخبارية والصحافية]

الدراما الخليجيّة… بمنأى عن التأجيل

كتب: أحمد عبد المحسن



إذا كانت الثورات في الوطن العربي أجّلت أعمالاً سواء على صعيد الدراما أو الغناء، إلا أن الحركة الفنية في الخليج بقيت على حماستها المعتادة وإن تأثر العاملون فيها، بطبيعة الحال، بما يحدث في الشارع العربي. هنا لا بد من طرح علامات استفهام حول مدى تأثير الثورات على شكل الدراما ومضمونها…
 شوق
تابعت الفنانة الشابة شوق ما يحدث في أكثر من بلد عربي عبر الفضائيات، لكنها لا تملك صورة كاملة عن تأثير الثورات على مستوى الفن عموماً، وترى أن هذا السؤال يجيب عنه المؤلفون الذين يكتبون المسلسلات، «من المؤكد أن يتأثروا إلى حدّ ما بما يحدث في الوطن العربي» .
تضيف شوق: «لا أعتقد أن الثورات أثرت على مستوى التوزيع والإنتاج وتصوير المسلسلات، فثمة دراما مصرية وغيرها نابعة من بلاد الثورة ستُعرض في رمضان، على رغم أنها قليلة بعد توقّف مسلسلات كثيرة بسبب الأحداث».
  
بدر محارب
 
يرى الكاتب المسرحي بدر محارب أن الثورات في بعض الدول العربية ما زالت متأججة وتحركات الشعوب بهدف التغيير مستمرة وثمة انتفاضات وأحداث تجري في الشارع العربي، لذا ما زال الحديث مبكراً حول تأثر الدراما الخليجية أو العربية بالثورات العربية.
يقول محارب: «على رغم نجاح الثورة في مصر ضد النظام السابق وكذلك الحال في تونس وتأثر الدراما العربية، خصوصاً المصرية، بما يحصل وإدراج ذلك ضمن مشاهد وشخصيات، لكن الصورة لم تكتمل بعد ومن الأفضل الانتظار قبل التطرّق إلى موضوع الثورات في الدراما».
يضيف محارب: «بعد الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت، وفي فترة تحريرها ظهرت أعمال درامية ولكن بعد مدة قُيّمت بأنها طفولية، لذا لن يظهر تأثير الثورات على الدراما العربية عموماً إلا بعد عشرة أعوام على الأقل ليتمكّن الكاتب والمخرج من دراسة كاملة نموذجية لهذه الأعمال، وبالتالي الدراما التي ستظهر في الوقت الراهن لن تكون ناضجة، بل ستحتاج الى فترة زمنية طويلة ليستوعب المؤلفون الأمر ويدرسوا الظاهرة بتأنٍّ بعيداً عن الانفعال» .
عبد العزيز الحشاش
يوضح الكاتب عبدالعزيز الحشاش أن الثورات قد تؤثر على الدراما عموماً لكن الاتفاق على الأعمال الخليجية تمّ قبل وقوعها، بالتالي انطلق الإعداد لها في وقت مبكر، لذا لم تتأثر الدراما الخليجية بشكل كبير بما يحصل في الوطن العربي.
يضيف الحشاش: «مسلسل «الدخيلة»، مثلاً، بطولة الفنانة الكبيرة هدى حسين (سيُعرض على شاشة رمضان) تمّ الإعداد له مسبقاً ولم يتأثر بالثورات العربية مع أنني لم أكن قد انتهيت من كتابته عند اندلاعها. الأمر نفسه أكده لي الزملاء أيضاً، إذ لم تتأثر أعمالهم إلا بنزر بسيط، لكن قد تتأثر الدراما الخليجية مستقبلاً».
محمد دحام الشمري
يلاحظ المخرج محمد دحام الشمري ألا ردة فعل واضحة تجاه الثورات العربية والتحركات الشعبية المطالبة بالتغيير، ربما يعدّ شهر رمضان المبارك المحكّ ليبيّن مدى تأثير هذه الثورات على مستوى الدراما الخليجية.
يضيف الشمري: «لكل حدث كبير في الوطن العربي تأثير على الدراما وربما  سيكون أكبر في البلدان التي اندلعت فيها الثورة بخاصة في مصر وستظهر الدراما بمنطق وبشكل مختلفين».
يعتقد الشمري أن الصورة لن تتّضح إلا بعد فترة من الزمن، أي بعد أن يكون المؤلفون قد درسوا هذه الظاهرة واستوعبوا ما حدث ، لأن الدراما في الأساس هي صورة لما يحدث في المجتمع.







جريدة الجريدة