[اللجنة الإخبارية والصحافية]

يطالب بتخفيض الأجور والاعتماد على البطولة الجماعية لمواجهة الركود
شريف منير: الوطنية ليست بالتواجد في "التحرير

حوار - محمود الرفاعي:

أبدى اندهاشه من الذين وضعوا اسمه ضمن ما يسمى بالقوائم السوداء, مؤكدا أن شباب الثورة نفوا علاقتهم بوضع تلك القوائم التي قيل انها صادرة عنهم, كذلك نفى اعتذاره على طريقة الرئيس التونسي زين الدين بن علي, وقال ان أحداث ما بعد الثورة قد أثارت مخاوف عديدة بداخله, وطالب الفنانين بتخفيض أجورهم لتعود عجلة الانتاج الفني من جديد انقاذا للفن ولمن يعتمدون عليه باعتباره مصدر رزقهم الوحيد, الفنان شريف منير يتحدث عن جملة من الموضوعات في هذا الحوار:
البعض يرى أن الفن يجب أن يتغير بعد 25 يناير, فما رأيك?
ارفض فكرة الالزام والقيد, لأن الفن عبارة عن ابداع وتألق, فمن المؤكد أن الأعمال التي كانت تعتمد على تقديم الابتذال والاسفاف, لن تكون أمامها فرصة بعد الثورة, وسوف تنشغل السينما, والأعمال الفنية بشكل عام برصد افرازاتها, وتناول أحداث التحرير, وستتعرض أفلام أخرى لقصص الحب التي نشأت داخل الميدان, ومظاهر التسامح بعيدًا عن الخلافات وتصفية الحسابات. وأعتقد أيضًا أن الفرصة ستكون مواتية للابداعات, والمواهب الفنية التي ظهرت خلال الثورة.
ما حقيقة اعتراض الرقابة على بعض المشاهد في مسلسلك الجديد "الصفعة", ما أدى الى تأجيله?
الرقابة لم تقرأه من الأساس, رغم انتهاء المؤلف أحمد عبدالفتاح من كتابة حلقات المسلسل كلها, وقد كان المؤلف على اتصال دائم بجهاز المخابرات المصرية, بحكم أن العمل من أرشيف ملفاتها, ويرسل لهم الحلقات تباعًا, فنالت اعجابهم, وأشادوا بها. وتأجيل العمل لا يرجع للرقابة ولكن للأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر, والتي أراها في صالح المسلسل, حيث سيكون كم الحرية أكبر, وما كانت تعترض عليه الرقابة من قبل لن تعترض عليه الآن.
هل أنت مع ما يطالب به عدد من الفنانين إلغاء الرقابة على المصنفات الفنية?
الرقابة مطلوبة في كل شيء, فلماذا اذن نطالب بالغائها على المصنفات الفنية, وفرضها على الأجهزة الأمنية والسياسية? أرى أن الرقابة مهمة للغاية للحيلولة دون الأعمال التي تؤذي المراهقين, أو تروج للشذوذ. والأمر نفسه في الأفلام السياسية, فعلى الرقابة أن تمنع التبجح السياسي.
ما تعليقك على القوائم السوداء التي انتشرت مؤخرًا عقب ثورة "25 يناير" وتم ادراج اسمك ضمنها?
القوائم السوداء لا تعنيني ولا تمثل لي أهمية, ولست بحاجة لتكوين عداوات, ولكنها تدفعني للاندهاش, والتساؤل, عمن نصبوا أنفسهم لوضع مثل هذه القوائم, خاصة وأن شباب الثورة أنفسهم أكدوا عدم وجود ما يسمى بالقوائم السوداء أو البيضاء. فقد كانت بعض الشخصيات لا تفهم حقيقة الأمور في البداية, ولكن عندما اتضحت الحقائق أمامهم, كانوا معها, وهذا لا يعني أنهم منافقون, أو يسعون لركوب الموجة.
هل توجهت فعلا بالاعتذار لشباب الثورة كما تردد?
هذا الكلام لم يصدر مني فأنا لست "زين العابدين" رئيس تونس المخلوع الذي قال لشعبه "فهمتكم فهمتكم", ولكن كل ما قلته أنني خلال الأيام الثلاثة الأولى في الثورة لم أكن أفهم ما يحدث, خاصة وأنني قد رأيت نفس تلك الأحداث بعيني سنة 1986 فكان يتم تكسير المحلات ونهبها, وعندما بدأت الأمور تتبلور أمام عيني كنت في ذلك الوقت مشغول بحراسة بيتي مع اللجان الشعبية من شباب المنطقة التي أقطن بها.
لماذا لم تنزل للميدان بعدها لتشارك في الثورة من ميدان التحرير?
وهل المشاركة المطلوبة تكون بالتواجد في ميدان التحرير لاثبات الوجود والتسجيل مع القنوات الفضائية, حتى يعلم الجميع أنني مع الثورة, أم أن أحمي بيتي في ظل حالة الانفلات الأمني التي كانت عليها البلد وقت غياب الشرطة. فمن كانوا باللجان الشعبية لا يقلون وطنية عن الثوار المتواجدين بميدان التحرير. كما أنني بطبعي أحب "الفعل" وليس الكلام. وخلال الفترة المقبلة سأبحث عما يمكن أن افعله لبلدي, سواء أكان ماديًا أو معنويًا بدافع من وطنيتي من دون أن أعلن عنه.
الأحداث الأخيرة منذ الثورة أدت الى تأجيل معظم الأعمال الدرامية لرمضان فإلى أي حد تأثرت القطاعات الفنية بالثورة?
أود أن أوضح أن الفنانين والممثلين ليسوا فقط من يعملون في الأوساط الفنية بالسينما والتلفزيون, هناك مساعدو الاخراج, وعمال الاضاءة والماكيير, والعاملون بالاستوديوهات التي أصبحت في الوقت الحالي خاوية لعدم وجود حجز بها, وهناك فئة الكومبارس, كل هؤلاء بدون عمل الآن, ولذلك علينا أن نتكاتف جميعًا لتجاوز الظروف الصعبة التي نمر بها.
هل تقصد أن يتم تخفيض أجور الفنانين كي تعود عجلة الانتاج الفني مرة أخرى?
بالتأكيد, يجب على الفنانين التنازل عن جزء من أجورهم خلال هذه الفترة على الأقل, وبعد أن تتحسن الأمور, سيفرض العرض والطلب نفسه مرة أخرى, في حين أن تخفيض أجورنا في الوقت الحالي سيساهم في صناعة السينما التي تحتم علينا أن نكون مخلصين للمهنة, فلو كان الممثل مثلا يتقاضي "10 ملايين" جنيه فما المانع أن يكتفي ب¯ "5 ملايين". كما يجب علينا أن نستغل مسألة تخفيض الأجور في عمل أفلام البطولة الجماعية لتضم أكثر من نجم أو نجمة, وقد كان من الصعب أن يحدث هذا لارتفاع كلفة الانتاج.
ما الذي تخشاه على مصر خلال الفترة المقبلة?
اخشى ضياع ايجابيات الثورة , نتيجة للمظاهرات الفئوية التي تعيق عجلة الانتاج, وأرى أنه على أصحاب المظاهرات الفئوية أن يصبروا حتى تتحقق مطالب الثورة كاملة فهي أهداف كبيرة ولها الأولوية, ثم بعدها يمكنهم أن يطالبوا بما يريدون. ومن الأشياء التي أخشاها أيضًا أن تضيع حالة التآلف والحب التي جمعت الشعب المصري, وساهمت في جعله متابعا جيدا لما يدور من خلال البرامج السياسية اليومية, التي ثقفت الشعب وجعلته أكثر وعيًا.وأخيرًا أخشى الفتنة بين عنصري البلد المسلمين والأقباط, ومن التشكيك في شباب الثورة الذين أجبروا العالم على الاشادة بهم, فأنا ضد أن ننسب نجاح الثورة لشخص ما.

جريدة السياسة