تميزت بالتجديد وأعطت المفهوم الحقيقي للنجومية
هدى حسين المدرسة الفنية الثالثة بعد سعاد عبدالله وحياة الفهد
هدى حسين
أحمد الوسمي
عانت الدراما الكويتية طوال السنوات الماضية من غياب جيل الوسط من الفنانين، ولطالما التصقت الاعمال بأسماء الكبار والمخضرمين أمثال عبدالحسين عبدالرضا، وسعاد عبدالله، حياة الفهد، أحمد الصالح، مريم الصالح، مريم الغضبان، سعد الفرج، وغيرهم.
في حين يعتبر البعض من يأتي بعد هذه الاسماء من الممثلين الشباب وعندما نريد أن ندير بوصلة الفن الكويتي ونبحث عن فنانات جيل الوسط سنجدهن لا يتجاوزن عدد أصابع اليد ومنهن على سبيل المثال: انتصار الشراح، باسمة حمادة، الهام الفضالة، هدى حسين والاخيرة هي المحطة التي تستحق أن نتوقف عندها والانتظار أمام تجاربها الفنية في السنوات الاخيرة الى درجة لن نبالغ في القول انها الامتداد الحقيقي لمستقبل الدراما الكويتية مع خالص الاحترام والتقدير لكل الفنانات ونتوسم أن تكون امتدادا لمدرستي سعاد وحياة إن لم تكن فعلا قد أنشأت مدرستها الخاصة بها لتكون أيضا هي مدرسة يتتلمذ فيها جيل الفنانين الشباب.
مساحة الدور
وفي السنوات الاخيرة تميزت هدى باختياراتها للشخصيات التي تجسدها حيث اتسمت أدوارها بالتنويع والتجديد والاختلاف الكلي عن بعضها، وهذا جعلها من الفنانات اللواتي أثبتن أن الفن ليس مجرد بطولة مسلسل يمكن أن تقاس بالمساحة الحوارية ومساحة الدور ولعل تجسيدها لدور المرأة العجوز والمرأة المتصابية والحازمة والعاطفية والغامضة يعزز نضوجها الفني، فالمكانة التي وصلت اليها هدى والمشوار الفني الذي قطعته يمكن أن يحافظ على وجودها على الساحة الفنية.
إنما نحن بصدد التطرق الى النجومية بمفهومها الحقيقي الذي جسدته هدى حسين بمشاركتها المتقنة والمدروسة، فهي لا تبالي بالمساحة الحوارية بقدر ما تبالي بالقيمة التي يحملها الدور، كما أنها من الممثلات اللواتي يخلقن حالة من التوافق بين الدور والشكل مثلما فعلت في مسلسل «عيون الحب»، حيث جسدت دور المرأة العجوز وقبلت على عكس غيرها الظهور بالعباءة والملفع ودون مكياچ، كما أنها ظهرت بدور المربية الحازمة في مسلسل «أميمة في دار الأيتام» وأظهرت قدرتها على التعايش في حالتين منفصلتين هما «الحزم والطيبة» فكانت تشعرنا بأننا أمام ممثلة تجسد دورين في عمل واحد ولم تتوقف اختياراتها عند هذه الأدوار، بل تجاوزتها الى أدوار أكثر تأثيرا مثل «الشمس تشرق مرتين» و«فضة قلبها أبيض»، فهي تسير بوتيرة من الافضل الى الافضل وهكذا.
تحد جديد وفي رمضان عام 2011 ستدخل هدى حسين مرحلة تحد جديدة ومغايرة، فهي أمام أربع تجارب فنية مختلفة لعل أبرزها «الدخيلة» و«الملكة» طبعا لسنا بصدد إطلاق أحكام مسبقة عن العمل ولكننا نتحدث عن طبيعة اختيار الدور، ففي مسلسل «الدخيلة» تجسد دور امرأة غامضة يقودها القدر لتكون ضمن أفراد عائلة تربطهم علاقة وطيدة تفسدها «الدخيلة» فهي هنا نموذج للشر والحقد والحسد، في حين نجدها على النقيض تماما في مسلسل «علمني كيف أنساك»، حين تجسد دور المرأة الحالمة الرومانسية والمستضعفة التي لا حول لها ولا قوة، وأيضا تحقق معادلة التنويع في الاختيار خلال مسلسل الملكة والذي سبقته حملة دعائية غير مسبوقة وهنا تتجلى في كل حالاتها كون أن المسلسل يتناول قضية الفنان ومعاناته، لذا هي ستمثل كل الفنانين في مسلسل سيكشف الكثير من الخفايا والحقائق التي لا يعرفها الجمهور، حيث ستظهر «الملكة» بشكل إنساني صرف، ولذلك ستكون هي المرأة العاطفية التي تخشى على مكانتها الفنية وما تواجهه من نظرة مجتمعية غاضبة تجاه الفنان، ومن هنا ومن خلال ما ذكرناه من تنويع وتجديد وحسن اختيار، حيث أصبح المشاهد ينتظر في كل رمضان ما تقدمه الفنانة هدى حسين التي تسير نحو تسلم راية الفن من سعاد وحياة أمد الله بعمريهما، لكن هذا يجعلها تقطع الطريق أمام كل من يرى في غيرها انها امتداد لأفضل مدرستين في الفن الكويتي.
جريدة الأنباء