08-08-2011, 12:32 PM
|
#1 (permalink)
|
المشرف العام على الشبكة
العــضوية: 3420 تاريخ التسجيل: 28/05/2009 الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 6,524
الـجــنــس: ذكر
العمر: 55 | لحظات اغتيال السادات بيوم ذكري حرب اكتوبر
السادات ومبارك لحظة الوصول لمكان الاحتفال
لحظة متابعتهم للعرض وقبيل لحظات من الاغتيال
شتان مابين يوم 6اكتوبر من عام 73 ومابين 6اكتوبر من عام 81 .. الاول هو بداية الحرب المشرفة والتي اكتسحت مقولة اسرائيل الجيش الذي لايقهر عندما دكت القذائف العربية خط بارليف الشهير وحطمته ... اما الثاني فهو اغتيال قائد هذه الحرب على منصة الاحتفال بذكرى هذه الحرب ... ثمانية سنوات فصلت مابين الحرب ويوم الاغتيال .. فما الذي حدث في هذا اليوم ؟؟
حدث أن توصل رجال الأمن إلى معلومات خطيرة، ليلة العرض العسكري، حيث التقى عبود الزمر أحد عملاء المباحث المندسين في التنظيم، في الساعة الثامنة مساء، في ميدان باب الحديد. وكان عبود في حالة هياج، ووصفه عميل المباحث بأنه كان «سعران» (مضطربا)، وقال له: «لا بد من عملية كبيرة، إحنا ميتين .. ميتين».
وقد اتصل النبوي إسماعيل، وزير الداخلية، بالرئيس السادات، وأبلغه بذلك، ورجاه أن يعيد النظر في حضور العرض العسكري، ولكن السادات رفض، وهو يقول: «أنت هوال وخواف، يا نبوي، العيال أصبحت خطوطهم مقطوعة، وأنا هددت الولد الزمر في خطابي» (يقصد خطاب 28 سبتمبر).
وكانت هناك مفاجأة كبرى، ظهرت بعد العرض العسكري!
لقد اتصل أحد قادة التنظيم بعميل للمباحث العامة، مدسوس في هذا التنظيم، وقال له: «لا تخرج من منزلك اليوم.. استمع إلى الراديو أو التليفزيون. وغدا الساعة 11 صباحا، ستصلك تعليماتي». وأدرك عميل المباحث، أن هناك عملية كبرى تتعلق بحياة السادات. وحاول الاتصال بالضابط الذي يرأسه، فلم يمكنه، وعندما استطاع الاتصال بغيره، كان السادات قد قتل.
وفي تلك الليلة، جاءت التقارير إلى الرئيس، تفيد بأن الحرس الجمهوري تسلم، في الصباح، منطقتين من الاستخبارات الحربية، وهما منصة العرض العسكري ومبنى وزارة الدفاع، حيث اعتاد الرئيس أن يزور القيادة العسكرية قبل العرض بنصف ساعة.
وكان اجتماع قد عقد، ظهر يوم الخامس من أكتوبر، برئاسة اللواء أركان حرب محمد صبري زهدي، نائب رئيس قوات المنطقة العسكرية المركزية، وضم رجال رئاسة الجمهورية من جميع الأفرع، ورجال الاستخبارات الحربية والاستخبارات العامة، وقيادات المجموعة (75) استخبارات حربية، وهي على مستوى متقدم وكفاءة نادرة، وتم كتابة مذكرة «تنسيق» وقعها الجميع.
وتأكد الرئيس بنفسه، قبل العرض بأربع وعشرين ساعة، من سيطرة أجهزة أمن رئاسة الجمهورية وقيادتها على منصة العرض العسكري، وأنه لمزيد من الحيطة، تم تركيب مائة وعشرين خطا هاتفيا مباشرا داخل المنصة، التي لا تزيد مساحتها على تسعين مترا مربعا. واطمأن الرئيس تمام الاطمئنان، ونام ليلته.
اليوم الدامي
استيقظ السادات، كعادته، واهتزت أسلاك الهاتف، من الولايات المتحدة الأميركية، بمكالمة من جمال السادات، ابن الرئيس، يهنىء أباه، كما تعود، في صباح السادس من أكتوبر، كل عام. ثم خابر الرئيس صهريه، المهندس عثمان أحمد عثمان، والمهندس سيد مرعي، ثم تحدث مع اللواء عبدالعزيز نصار، مدير المخابرات العامة، كما تلقى مكالمة من نائبه، حسني مبارك، ثم من فؤاد محيي الدين، رئيس الوزراء في ذلك الوقت، ثم من نبوي إسماعيل. واعتذر السادات عن عدم تلقي باقي المكالمات من رؤساء تحرير بعض الصحف المصرية. ثم دخل عليه الأطباء، لإجراء الفحوص اليومية المعتادة، وجاء خبير التدليك، وزاول السادات بعض التمرينات، واستحم بعدها بمياه فاترة.
كانت الصحف، في ذلك اليوم، تتحدث عن الأسلحة الغربية، التي ستظهر في العرض بنسبة كبيرة، تصل إلـى 50% من جملة الأسلحـة المشتركة، ومنها الطائرات الأميركية من نوع «فانتوم PHANTOM»، والعمودية من نوع «شينوك CHINOOK»، والطائرات العمودية الفرنسية من نوع «جازيل GAZELLE»، والبريطانية من نوع «سي كينج SEA KING».
في العاشرة والنصف من صباح ذلك اليوم، كان السادات في مقر وزارة الدفاع، لالتقاط الصور التذكارية مع كبار القادة. وقد وقف إلى يمينه نائبه، حسني مبارك، وإلى يساره المشير محمد عبدالحليم أبو غزالة، وزير الدفاع.
وكان السادات مرتديا بدلته الهتلرية، التي صنعت في لندن، والتي كان مغرما بها، ووصل غرامه بالزي الألماني، أن أمر أفراد الحرس الجمهوري بارتداء الخوذات العسكرية الألمانية.
ورفض السادات أن يرتدي القميص الواقي من الرصاص على الرغم من إلحاح زوجته، السيدة جيهان، ووزير الداخلية. وكان سبب ذلك، أن البدلة الجديدة كانت ضيقة، ولا تسمح بارتداء القميص الواقي تحتها، ورفض السادات أن يلبس بدلة العام الماضي، وقال: «أنا رايح لأولادي، أنت هوال وخواف، يا نبوي».
ثم توجه الرئيس إلى أرض العرض، ليتبوأ مقعده من المنصة. وإلى يمينه نائبه، حسني مبارك، ثم الوزير العماني شبيب بن تيمور، مبعوث السلطان قابوس. وإلى يساره المشير أبو غزالة، ثم سيد مرعي، ثم عبدالرحمن بيصار، شيخ الأزهر.
في ذلك الوقت.
كان خالد الإسلامبولي قد توجه إلى الخيمة، التي ينام فيها أصحابه، حسين عباس وعبدالحميد عبدالسلام وعطا طايل، وسلمهم كيس الذخيرة، وأمرهم بالاستعداد.
واستعد خالد الإسلامبولي بملابس العرض، وتناول خزنة الرشاش، بعد أن ملأها بالذخيرة، ووضعها في جوربه، ثم لف حولها (أستك) عريضا حتى لا تسقط.
وتحرك الجنود لتجهيز السيارات، وأمر الإسلامبولي بتسليم الأسلحة منزوعة إبر ضرب النار، إلى الجنود.
وأخذ الإسلامبولي، وهو يتناول كوبا من الشاي، يتابع تسليم الأسلحة للجنود، إلى أن اطمأن إلى أن البنادق المعبأة بالذخيرة هي في حوزة عبدالحميد وعطا وحسين.
بدأ تحرك الجرارات، وخلفها المدافع، إلى ساحة العرض، كل في دوره المرسوم. وحمل الإسلامبولي الخوذة، التي سيرتديها في العرض، إلى السيارة التي سيركبها، ووضع تلك الخوذة أسفل المقعد. وأخذ يتفقد طاقم سيارته.
وفي السادسة والنصف، ركبت الأطقم العربات الأربع، الخاصة بكتيبة خالد، وركب حسين وعبدالحميد وعطا العربة التي ركبها خالد، وكانت إلى اليمين من القطار الثاني لعربات اللواء المواجهة للمنصة، وجلس خالد إلى جوار السائق.
وفي حوالي الساعة الثامنة، وبينما كان الجنود منهمكين في أعمال النظافة للمدافع والعربات، أعطى خالد لعبدالحميد قنبلتين يدويتين دفاعيتين. احتفظ عبدالحميد بواحدة، وأعطى الثانية لعطا طايل. وخبأ خالد القنبلتين الأخريين في «تابلوه» العربة، ثم طلب من السائق عصام عبدالحميد، أن يذهب ليشتري «ساندوتشين». وعند ذهاب السائق، انتهز خالد الفرصة، فغير خزنة الرشاش الخاص بالسائق، بخزنة أخرى مملوءة بالذخيرة، ووضع الخزنة الفارغة تحت الكرسي. ثم أعاد خالد ترتيب جلوس أفراد طاقم عربته، فأجلس عبدالحميد خلفه مباشرة في صندوق العربة، وظهره إلى المنصة، كما أجلس عباسا في آخر صندوق العربة، في الصف نفسه الذي يجلس فيه عبدالحميد، وظهره إلى المنصة كذلك، بينما أجلس عطا طايل في مواجهة عبدالحميد، ووجهه إلى المنصة.
وقبل تحرك السيارة لدخول طابور العرض، ظهر ضباط من رئاسة الجمهورية، يركبون دراجات نارية، أخذوا يفتشون السيارات واحدة بعد الأخرى. فألقى عبدالحميد نفسه فوق الرشاشات الثلاثة، ونام عليها، وجهز نفسه لتفجير واحدة من قنابل الصوت التي في حوزته، عند محاولة تفتيشه.
ويقول خالد: نظرت إلى الخلف، فإذا هم ثلاثة ضباط كبار، منهم ضابط عمل معه عبدالحميد عبدالسلام، ويعرفونه جيدا، ويعرفون أنه فصل من الخدمة. فأيقنت أن الأمر سينكشف، ولكن الله هيأ من ينادي عليهم، أثناء تفتيش العربة السابقة لعربتنا، وهكذا شق هؤلاء الضباط طريقهم بعيدا عن عربته، وقاموا بتفتيش العربة التي بعدها.
في ذلك الوقت، كان كل اهتمام الأمن منصرفا إلى ما وراء منصة العرض، ظنا منهم أن عبود الزمر، قد يأتي من الخلف في هجمة انتحارية.
كان الحاضرون يستمتعون بمشاهدة العرض، خصوصا طائرات «الفانتوم»، وهي تمارس ألعابا بهلوانية في سماء العرض.
ثم انطلق صوت المذيع الداخلي: «والآن تجيئ المدفعية». وتقدم قائد طابور المدفعية لتحية المنصة، وحوله عدد من راكبي الدراجات النارية. وفجأة، توقفت إحدى الدراجات، بعد أن أصيبت بعطل مفاجئ، ونزل الرجل من فوقها، وراح يدفعها أمامه. ومن حسن حظه، أن معدل سير باقي الدراجات كان بطيئا، يسمح له باللحاق بها. ولكن سرعان ما انزلقت قدمه، ووقع على الأرض، والدراجة فوقه، فتدخل جندي، كان واقفا إلى جوار المنصة، وأسعفه بقليل من الماء. كل هذا حدث أمام الرئيس والجميع.
وأسهمت تشكيلات الفانتوم وألعابها في صرف نظر الحاضرين واهتمامهم. لذا، عندما توقفت سيارة الإسلامبولي، بعد ذلك، ظن أنها تعطلت، كما تعطلت الدراجة النارية، خصوصا أن أحداثا كهذه، وقعت، قبل ذلك، في عروض كثيرة في عهدي الرئيسين، عبدالناصر والسادات.
في تمام الساعة الثانية عشرة وعشرين دقيقة، كانت سيارة الإسلامبولي، وهي تجر المدفع الكوري الصنع عيار 130مم، قد أصبحت أمام المنصة تماما.
وبينما كان المذيع الداخلي يقول عن رجال المدفعية: (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) (سورة الكهف، الآية 13)، وفي لحظات، وقف القناص حسين عباس، وأطلق دفعة من الطلقات، استقرت في عنق السادات، بينما صرخ خالد بالسائق، يأمره بالتوقف، فشد السائق كابح (فرملة) اليد، بصورة تلقائية، ونزل خالد مسرعا من السيارة، وألقى قنبلة، ثم عاد إلى السيارة، وأخذ رشاش السائق، الذي سبق أن وضع فيه خزنة مملوءة، وطار مسرعا إلى المنصة.
كان السادات قد نهض واقفا في اندفاع، بعد إصابته في عنقه، وهو يقول: «مش معقول»، بينما اختفى جميع الحضور على المنصة أسفل كراسيهم.
وتحت ستار الدخان، وجه الإسلامبولي دفعة الطلقات إلى صدر الرئيس، في الوقت نفسه الذي ألقى فيه كل من عطا طايل بقنبلة ثانية، لم تصل إلى المنصة، ولم تنفجر، وعبدالحميد بقنبلة ثالثة، ونسي أن ينزع فتيلها (صمام الأمان)، فوصلت إلى الصف الأول، ولم تنفجر.
ثم قفز الثلاثة، وهم يصوبون نيرانهم نحو الرئيس. وكانوا يلتصقون بالمنصة، يمطرون الرئيس بالرصاص. وكان عبدالحميد قريبا من نائب الرئيس، حسني مبارك، وقال له: «أنا مش عايزك، إحنا عايزين فرعون».
وتعطل رشاش الإسلامبولي بعد الطلقة السادسة، فألقى به أرضا، وأخذ بندقية حسين عباس، وقال له: «بارك الله فيك، إجر إجر».
وكان عطا طايل آخر من وصل إلى المنصة، لأنه وقع أرضا، فقام وتناول بندقيته، ولم يجد أحدا جالسا فوق المنصة، فوجه نيرانه إلى الكرسي، الذي ظـن أن السادات قريب منه. وانطلق حسين عباس هاربا، إذ بات بلا سلاح، بعد أن أخذه منه خالد.
كان السادات قد سقط مضرجا بدمائه، منبطحا على وجهه. بينما كان سكرتيره الخاص، فوزي عبدالحافظ ملقيا بجسده عليه، محاولا حمايته، رافعا كرسيا، ليقيه وابل الرصاص.
كان أقرب ضباط الحرس الجمهوري إلى السادات، عميد يدعى أحمد سرحان، صاح لدى سماعه طلقات الرصاص: «إنزل على الأرض، يا سيادة الرئيس، إنزل»، ولكن بعد فوات الأوان.
صعد عبدالحميد سلم المنصة من اليسار، وتوجه إلى حيث ارتمى السادات، وركله بقدمه، فقلبه على ظهره، ثم طعنه بالحربة (السونكي)، وأطلق عليه عيارا ناريا. وارتفع صوت خالد، يؤكد لوزير الدفاع أنهم لا يقصدون أحدا، إلا السادات. بينما أفرغ عبدالحميد باقي ذخيرته في سقف المنصة. وانقضى نصف دقيقة دام، وانتهت معه حياة السادات.
عبود الزمر
صحيفة الاخبار بيوم 7 اكتوبر
صورة توضح المشاركين بالاغتيال
الاسلامبولي يطلق النار على المنصة
هرج ومرج على المنصة
واخيرا السادات مسجى في المشرحة __________________ للمراسلة : kak34@windowslive.com انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم مع خالص تقديري احترامي
|
| |