25-08-2011, 05:25 PM
|
#1 (permalink)
|
المشرف العام على الشبكة
العــضوية: 3420 تاريخ التسجيل: 28/05/2009 الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 6,520
الـجــنــس: ذكر
العمر: 55 | هيفاء حسين.. متى تتجاوز صورتها؟
حساسية عالية.. وفهم رفيع للشخصيات التي تقدمها، هكذا هي الفنانة البحرينية هيفاء حسين، وقبل كل هذا وذاك، خلق فني وانساني مقرون بالالتزام.
احتراف فني رصين، اقترن بالاختيارات العالية، حتى وان حاصرها المنتجون والمخرجون ومن قبلهم الكتاب بشخصية الفتاة الرومانسية، التي ما ان تذهب الكاميرا الى ملامحها، حتى تنساب تلك الاحاسيس بعفوية عالية.. وعمق في التحليل للشخصية، وهو امر صقلته التجربة، واكدته الاعمال.
هيفاء حسين مسيرة عامرة بالبصمات، وان كنا نعتقد بان محطة الانطلاق الاساسية كانت مع مسلسل «نيران عام 1999، حينما جسدت شخصية «مريم» مع المخرج أحمد يعقوب المقلة، لتنطلق بعدها الى البعيد لتتجاوز الفضاء البحريني، الى الافق الخليجي الارحب والاوسع والاخصب.
وفي كل مرة كانت هيفاء تمارس لغة من الاختيارات شديدة الحساسية.. تذهب الى شخصيات تتطلب كثيراً من الاشتغال على الشخصية وملامحها.
ولكن يظل هنالك سؤال محوري، كلما شاهدت تلك الفنانة التي تشمخ التزاما.. وتترسخ احترافاً واحتراما لمهنتها.. حتى تتجاوز هيفاء حسين صورتها؟
بمعنى تلك الصورة التي ذهبت إليها.. من حيث تدري ولا تدري، او من حيث يريد صناع الانتاج الدرامي في منطقة الخليج العربية.
ولو رصدنا النسبة الاكبر فيما قدمت من نتاجات، على مدى 13 عاماً، أو اكثر بقليل، لوجدنا عدداً بارزاً من الاعمال، التي تظل خلالها، ذات الفتاة اسيرة ظروفها.. التي تذوب عشقاً.. والما.. وحيرة في البحث عن مستقبلها وتجاوز قدرها.
ومما قدمت نشير الى «نيران» و«حلم السنين» و«حكم البشر» و«ملاذ الطير» و«دمعة عمر» واللقيطة» و«قيود الزمن» و«الساكنات في قلوبنا» و«متلف الروح» و«ليلى» «ثلاثة أجزاء» و«بنات ادم» و«سماء ثانية».. ونوح الحمام». وفي هذا العام نشاهد لها عدداً من الاعمال، التي نتوقف عندها لاحقاً، ومنها «سماء ثانية» و«ليلى 3» و«طماشة 3» «وطماشة 3» و«نوح الحمام» ولكن قبل الذهاب الى تلك الاعمال، نشير الى كم من التجارب العالمية والعربية التي تتطلب فعلاً فنياً مختلفاً، يتجاوز ايقاع الشخصية الواحدة.
على المستوى العربي، هنالك تجربة الفنان العربي الراحل محمود المليجي، الذي ظل اسيراً لشخصية الشرير في السينما العربية، حتى جاءه المخرج يوسف شاهين، ليسند له دور الفلاح «ابوسويلم» في فيلم «الارض» وكانت النتيجة، ان العالم راح يتذكر المليجي بذلك الفيلم، وبالذات مشهد اصابعه وهي تغوص بالارض اثناء عملية سحله!
وعلى صعيد العالمي، حدث وأسهب، ونشير الى تجربة النجم العالمي جون ترافولتا، الذي ظل لسنوات يمثل شخصية الفتى الوسيم. الجميل.. الذي يذوب عشقاً.. فكان ان بدأت عوائد افلامه تتراجع فيلما بعد اخر.. ما جعل المنتجين والموزعين ينصرفون عنه.. فكان ان نصحه فريقه الاستشاري، ان يرفض جميع الاعمال.. التي تعيد تقديمه بذات الشخصية، وكان عليه ان ينتظر لاكثر من سبعة اعوام، حتى جاءته دعوة المخرج كونتين نارانتينو في فيلم «بالبا فاكش» في اطار شخصية الرجل الشرير، وكان اول من قدم شخصية الجميل الشرير.. يومها فتحت امامه ليلة القدر.. فكانت بداية الانطلاق الجديدة، ليصبح لاحقا اغلى نجم في هوليوود، بعد افلام «السهم المكسور» و«فيس اوف» وغيرها.. والتي تفنن من خلالها في تقديم شخصية الشرير الوسيم.
ونحن هنا لا نريد لنجمتنا الرائعة هيفاء حسين ان تتوقف بل ان «تعيد» النظر في اختياراتها، وان تتجاوز تلك الصورة التقليدية، التي ظلت اسيرتها.. وحبيستها.. والتي تبدو اليوم قبل اي وقت اخر بحاجة الى وقفة موضوعية لدراستها وتحليلها والعمل على تجاوزها.. لان تلك الشخصية ومعطياتها ودلالاتها، لا تمثل الا جزءا يسيرا من الامكانات الفنية والطاقات التي تمتلكها الفنانة هيفاء حسين.
ونتساءل: متى يأتي القرار.. ومتى تأتي الاختيارات الجديدة، والتي تمثل افاق المرحلة الجديدة، من مسيرتها الفنية.
وحتى يأتي الجواب، نشير الى عدد من اعمالها الجديدة، التي نتواصل معها منها« ليلى 3» حيث ذلك النص الثري للكاتبة ليلى الهلالي، وايضاً تلك المعالجات والحلول الذكية للمخرج عامر الحمود، ولكننا في اطار ذات الشخصية «العاشقة والمعشوقة» والتي مرت على مدى الاجزاء الثلاثة بكم من التفاعلات الرومانسية العالية، التي طافت من لحظة اللقاء الى عاصفة الحب.. ثم الفراق.. ثم العودة.. وكم اخر من اللحظات الانسانية الثري بالتفاعلات الدرامية، والتي ظل محورها العاطفة والحب بكل اختلاجاته.
وفي مسلسل «سماء ثانية» مع جاسم النبهان وعبدالمحسن النمر وابتسام المعطاوي.. تذهب الى القضية الاجتماعية، حيث شيء من مشاكل الشباب في البحرين مع البحث عن العمل، ولكن تظل الشخصية في ذات الاطر، ذات البعد المثقل بالهم الانساني، ولكن على ناحية الالم العاطفي. وذات النهج في «نوح الحمام» الى جوار فاطمة الحوسني وعدد كبير من نجوم الاماراتية والخليجية، ذات الشخصية.. وذات الاطر.. والمضامين.
ورغم ان المعادلات تختلف في «طماشة 3» مع فضاء الكوميدية في العمل، الا ان اسلوب تقديم الشخصية، يظل في ذات الاطر، التي تتطلب اعادة نظر، في مضامين الشخصية.. ومنهجية تقديمها. تلك المسيرة الثرية بالاعمال، شكلت منصة انطلاق حقيقية لواحدة من نجمات الخليج الاكثر حضوراً، وايضاً الاكثر تعبيراً عن نبض جيلها، حيث استطاعت وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ان تشخص للتعبير عن فضاءات الشابة الخليجية، وان ظل المحور الاساسي، هو المحور الاجتماعي العاطفي.
ونذهب الى فضاء الرومانسية الذي تتربع عليه وباقتدار واضح وصريح، لنشير الى ان الفنانة هيفاء حسين، استطاعت ان تثري هذه الشخصية، كما انها عرفت كيف تذهب بعيداً في اطار ذلك الفضاء والمحور والشخصية.
عبر الاشتغال على الشخصية، ودراستها وتحليلها، وكشف مناطق جديدة في التعابير التي تصل حد التصريح عبر المفردة تارة.. وعبر الاشارة.. والاداء المركب الجميل في تقديم تلك الشخصية، ونخص اداءها العالي، سواء في «ليلى» او «معكف الروح» حيث التقمص في اقصى درجاته.. والمعايشة في ابعد حدودها.
تمتلك الفنانة هيفاء حسين علاقة وطيدة مع الكاميرا تتركها تذهب الى ملامحها البسيطة.. تقرأها باداء عفوي مقتدر، خال من التكلف.. او المبالغة في التعابير.. بالاضافة الى الاقتران بمعادلات ماكياج تذهب هي الاخرى الى البساطة المتناهية.. التي تركز على مناطق الجمال.
ولكن يظل بيت القصيد، حيث البحث عن لحظة التجاوز.. وهي وان كانت بالنسبة لكثيرات تبدو صعبة المنال، ولكنها بالنسبة لنجمة بقدرات وامكانات، تبدو امر سهلا تمتلك ناحيته.. المهم المبادرة في الانسلاخ من تلك الحويصلة التي ذهبت اليها، وتكاد تتحرك في اطارها، وهي تمتلك من القدرات ما هو ابعد من كل ذلك.
ان المرحلة المقبلة من مسيرة الفنانة هيفاء حسين تتطلب تحديات من نوع مختلف.. وتتطلب الكشف عن قدرات.. وامكانات.. وقبل كل هذا اختيارات تفتح ابواب.. ونوافذ.. ودهاليز التنوع في البحث.. والاختيار.. والتقمص.. والتقديم.
ونحن بانتظار تلك النقلة.. واللحظة.. وهي احدى مسارات المرحلة الجديدة من مسيرة نجمة تعرف ماذا تريد.
تعليقات (1)
حساسية عالية.. وفهم رفيع للشخصيات التي تقدمها، هكذا هي الفنانة البحرينية هيفاء حسين، وقبل كل هذا وذاك، خلق فني وانساني مقرون بالالتزام.
احتراف فني رصين، اقترن بالاختيارات العالية، حتى وان حاصرها المنتجون والمخرجون ومن قبلهم الكتاب بشخصية الفتاة الرومانسية، التي ما ان تذهب الكاميرا الى ملامحها، حتى تنساب تلك الاحاسيس بعفوية عالية.. وعمق في التحليل للشخصية، وهو امر صقلته التجربة، واكدته الاعمال.
هيفاء حسين مسيرة عامرة بالبصمات، وان كنا نعتقد بان محطة الانطلاق الاساسية كانت مع مسلسل «نيران عام 1999، حينما جسدت شخصية «مريم» مع المخرج أحمد يعقوب المقلة، لتنطلق بعدها الى البعيد لتتجاوز الفضاء البحريني، الى الافق الخليجي الارحب والاوسع والاخصب.
وفي كل مرة كانت هيفاء تمارس لغة من الاختيارات شديدة الحساسية.. تذهب الى شخصيات تتطلب كثيراً من الاشتغال على الشخصية وملامحها.
ولكن يظل هنالك سؤال محوري، كلما شاهدت تلك الفنانة التي تشمخ التزاما.. وتترسخ احترافاً واحتراما لمهنتها.. حتى تتجاوز هيفاء حسين صورتها؟
بمعنى تلك الصورة التي ذهبت إليها.. من حيث تدري ولا تدري، او من حيث يريد صناع الانتاج الدرامي في منطقة الخليج العربية.
ولو رصدنا النسبة الاكبر فيما قدمت من نتاجات، على مدى 13 عاماً، أو اكثر بقليل، لوجدنا عدداً بارزاً من الاعمال، التي تظل خلالها، ذات الفتاة اسيرة ظروفها.. التي تذوب عشقاً.. والما.. وحيرة في البحث عن مستقبلها وتجاوز قدرها.
ومما قدمت نشير الى «نيران» و«حلم السنين» و«حكم البشر» و«ملاذ الطير» و«دمعة عمر» واللقيطة» و«قيود الزمن» و«الساكنات في قلوبنا» و«متلف الروح» و«ليلى» «ثلاثة أجزاء» و«بنات ادم» و«سماء ثانية».. ونوح الحمام». وفي هذا العام نشاهد لها عدداً من الاعمال، التي نتوقف عندها لاحقاً، ومنها «سماء ثانية» و«ليلى 3» و«طماشة 3» «وطماشة 3» و«نوح الحمام» ولكن قبل الذهاب الى تلك الاعمال، نشير الى كم من التجارب العالمية والعربية التي تتطلب فعلاً فنياً مختلفاً، يتجاوز ايقاع الشخصية الواحدة.
على المستوى العربي، هنالك تجربة الفنان العربي الراحل محمود المليجي، الذي ظل اسيراً لشخصية الشرير في السينما العربية، حتى جاءه المخرج يوسف شاهين، ليسند له دور الفلاح «ابوسويلم» في فيلم «الارض» وكانت النتيجة، ان العالم راح يتذكر المليجي بذلك الفيلم، وبالذات مشهد اصابعه وهي تغوص بالارض اثناء عملية سحله!
وعلى صعيد العالمي، حدث وأسهب، ونشير الى تجربة النجم العالمي جون ترافولتا، الذي ظل لسنوات يمثل شخصية الفتى الوسيم. الجميل.. الذي يذوب عشقاً.. فكان ان بدأت عوائد افلامه تتراجع فيلما بعد اخر.. ما جعل المنتجين والموزعين ينصرفون عنه.. فكان ان نصحه فريقه الاستشاري، ان يرفض جميع الاعمال.. التي تعيد تقديمه بذات الشخصية، وكان عليه ان ينتظر لاكثر من سبعة اعوام، حتى جاءته دعوة المخرج كونتين نارانتينو في فيلم «بالبا فاكش» في اطار شخصية الرجل الشرير، وكان اول من قدم شخصية الجميل الشرير.. يومها فتحت امامه ليلة القدر.. فكانت بداية الانطلاق الجديدة، ليصبح لاحقا اغلى نجم في هوليوود، بعد افلام «السهم المكسور» و«فيس اوف» وغيرها.. والتي تفنن من خلالها في تقديم شخصية الشرير الوسيم.
ونحن هنا لا نريد لنجمتنا الرائعة هيفاء حسين ان تتوقف بل ان «تعيد» النظر في اختياراتها، وان تتجاوز تلك الصورة التقليدية، التي ظلت اسيرتها.. وحبيستها.. والتي تبدو اليوم قبل اي وقت اخر بحاجة الى وقفة موضوعية لدراستها وتحليلها والعمل على تجاوزها.. لان تلك الشخصية ومعطياتها ودلالاتها، لا تمثل الا جزءا يسيرا من الامكانات الفنية والطاقات التي تمتلكها الفنانة هيفاء حسين.
ونتساءل: متى يأتي القرار.. ومتى تأتي الاختيارات الجديدة، والتي تمثل افاق المرحلة الجديدة، من مسيرتها الفنية.
وحتى يأتي الجواب، نشير الى عدد من اعمالها الجديدة، التي نتواصل معها منها« ليلى 3» حيث ذلك النص الثري للكاتبة ليلى الهلالي، وايضاً تلك المعالجات والحلول الذكية للمخرج عامر الحمود، ولكننا في اطار ذات الشخصية «العاشقة والمعشوقة» والتي مرت على مدى الاجزاء الثلاثة بكم من التفاعلات الرومانسية العالية، التي طافت من لحظة اللقاء الى عاصفة الحب.. ثم الفراق.. ثم العودة.. وكم اخر من اللحظات الانسانية الثري بالتفاعلات الدرامية، والتي ظل محورها العاطفة والحب بكل اختلاجاته.
وفي مسلسل «سماء ثانية» مع جاسم النبهان وعبدالمحسن النمر وابتسام المعطاوي.. تذهب الى القضية الاجتماعية، حيث شيء من مشاكل الشباب في البحرين مع البحث عن العمل، ولكن تظل الشخصية في ذات الاطر، ذات البعد المثقل بالهم الانساني، ولكن على ناحية الالم العاطفي. وذات النهج في «نوح الحمام» الى جوار فاطمة الحوسني وعدد كبير من نجوم الاماراتية والخليجية، ذات الشخصية.. وذات الاطر.. والمضامين.
ورغم ان المعادلات تختلف في «طماشة 3» مع فضاء الكوميدية في العمل، الا ان اسلوب تقديم الشخصية، يظل في ذات الاطر، التي تتطلب اعادة نظر، في مضامين الشخصية.. ومنهجية تقديمها. تلك المسيرة الثرية بالاعمال، شكلت منصة انطلاق حقيقية لواحدة من نجمات الخليج الاكثر حضوراً، وايضاً الاكثر تعبيراً عن نبض جيلها، حيث استطاعت وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ان تشخص للتعبير عن فضاءات الشابة الخليجية، وان ظل المحور الاساسي، هو المحور الاجتماعي العاطفي.
ونذهب الى فضاء الرومانسية الذي تتربع عليه وباقتدار واضح وصريح، لنشير الى ان الفنانة هيفاء حسين، استطاعت ان تثري هذه الشخصية، كما انها عرفت كيف تذهب بعيداً في اطار ذلك الفضاء والمحور والشخصية.
عبر الاشتغال على الشخصية، ودراستها وتحليلها، وكشف مناطق جديدة في التعابير التي تصل حد التصريح عبر المفردة تارة.. وعبر الاشارة.. والاداء المركب الجميل في تقديم تلك الشخصية، ونخص اداءها العالي، سواء في «ليلى» او «معكف الروح» حيث التقمص في اقصى درجاته.. والمعايشة في ابعد حدودها.
تمتلك الفنانة هيفاء حسين علاقة وطيدة مع الكاميرا تتركها تذهب الى ملامحها البسيطة.. تقرأها باداء عفوي مقتدر، خال من التكلف.. او المبالغة في التعابير.. بالاضافة الى الاقتران بمعادلات ماكياج تذهب هي الاخرى الى البساطة المتناهية.. التي تركز على مناطق الجمال.
ولكن يظل بيت القصيد، حيث البحث عن لحظة التجاوز.. وهي وان كانت بالنسبة لكثيرات تبدو صعبة المنال، ولكنها بالنسبة لنجمة بقدرات وامكانات، تبدو امر سهلا تمتلك ناحيته.. المهم المبادرة في الانسلاخ من تلك الحويصلة التي ذهبت اليها، وتكاد تتحرك في اطارها، وهي تمتلك من القدرات ما هو ابعد من كل ذلك.
ان المرحلة المقبلة من مسيرة الفنانة هيفاء حسين تتطلب تحديات من نوع مختلف.. وتتطلب الكشف عن قدرات.. وامكانات.. وقبل كل هذا اختيارات تفتح ابواب.. ونوافذ.. ودهاليز التنوع في البحث.. والاختيار.. والتقمص.. والتقديم.
ونحن بانتظار تلك النقلة.. واللحظة.. وهي احدى مسارات المرحلة الجديدة من مسيرة نجمة تعرف ماذا تريد.
تعليقات (1)
حساسية عالية.. وفهم رفيع للشخصيات التي تقدمها، هكذا هي الفنانة البحرينية هيفاء حسين، وقبل كل هذا وذاك، خلق فني وانساني مقرون بالالتزام.
احتراف فني رصين، اقترن بالاختيارات العالية، حتى وان حاصرها المنتجون والمخرجون ومن قبلهم الكتاب بشخصية الفتاة الرومانسية، التي ما ان تذهب الكاميرا الى ملامحها، حتى تنساب تلك الاحاسيس بعفوية عالية.. وعمق في التحليل للشخصية، وهو امر صقلته التجربة، واكدته الاعمال.
هيفاء حسين مسيرة عامرة بالبصمات، وان كنا نعتقد بان محطة الانطلاق الاساسية كانت مع مسلسل «نيران عام 1999، حينما جسدت شخصية «مريم» مع المخرج أحمد يعقوب المقلة، لتنطلق بعدها الى البعيد لتتجاوز الفضاء البحريني، الى الافق الخليجي الارحب والاوسع والاخصب.
وفي كل مرة كانت هيفاء تمارس لغة من الاختيارات شديدة الحساسية.. تذهب الى شخصيات تتطلب كثيراً من الاشتغال على الشخصية وملامحها.
ولكن يظل هنالك سؤال محوري، كلما شاهدت تلك الفنانة التي تشمخ التزاما.. وتترسخ احترافاً واحتراما لمهنتها.. حتى تتجاوز هيفاء حسين صورتها؟
بمعنى تلك الصورة التي ذهبت إليها.. من حيث تدري ولا تدري، او من حيث يريد صناع الانتاج الدرامي في منطقة الخليج العربية.
ولو رصدنا النسبة الاكبر فيما قدمت من نتاجات، على مدى 13 عاماً، أو اكثر بقليل، لوجدنا عدداً بارزاً من الاعمال، التي تظل خلالها، ذات الفتاة اسيرة ظروفها.. التي تذوب عشقاً.. والما.. وحيرة في البحث عن مستقبلها وتجاوز قدرها.
ومما قدمت نشير الى «نيران» و«حلم السنين» و«حكم البشر» و«ملاذ الطير» و«دمعة عمر» واللقيطة» و«قيود الزمن» و«الساكنات في قلوبنا» و«متلف الروح» و«ليلى» «ثلاثة أجزاء» و«بنات ادم» و«سماء ثانية».. ونوح الحمام». وفي هذا العام نشاهد لها عدداً من الاعمال، التي نتوقف عندها لاحقاً، ومنها «سماء ثانية» و«ليلى 3» و«طماشة 3» «وطماشة 3» و«نوح الحمام» ولكن قبل الذهاب الى تلك الاعمال، نشير الى كم من التجارب العالمية والعربية التي تتطلب فعلاً فنياً مختلفاً، يتجاوز ايقاع الشخصية الواحدة.
على المستوى العربي، هنالك تجربة الفنان العربي الراحل محمود المليجي، الذي ظل اسيراً لشخصية الشرير في السينما العربية، حتى جاءه المخرج يوسف شاهين، ليسند له دور الفلاح «ابوسويلم» في فيلم «الارض» وكانت النتيجة، ان العالم راح يتذكر المليجي بذلك الفيلم، وبالذات مشهد اصابعه وهي تغوص بالارض اثناء عملية سحله!
وعلى صعيد العالمي، حدث وأسهب، ونشير الى تجربة النجم العالمي جون ترافولتا، الذي ظل لسنوات يمثل شخصية الفتى الوسيم. الجميل.. الذي يذوب عشقاً.. فكان ان بدأت عوائد افلامه تتراجع فيلما بعد اخر.. ما جعل المنتجين والموزعين ينصرفون عنه.. فكان ان نصحه فريقه الاستشاري، ان يرفض جميع الاعمال.. التي تعيد تقديمه بذات الشخصية، وكان عليه ان ينتظر لاكثر من سبعة اعوام، حتى جاءته دعوة المخرج كونتين نارانتينو في فيلم «بالبا فاكش» في اطار شخصية الرجل الشرير، وكان اول من قدم شخصية الجميل الشرير.. يومها فتحت امامه ليلة القدر.. فكانت بداية الانطلاق الجديدة، ليصبح لاحقا اغلى نجم في هوليوود، بعد افلام «السهم المكسور» و«فيس اوف» وغيرها.. والتي تفنن من خلالها في تقديم شخصية الشرير الوسيم.
ونحن هنا لا نريد لنجمتنا الرائعة هيفاء حسين ان تتوقف بل ان «تعيد» النظر في اختياراتها، وان تتجاوز تلك الصورة التقليدية، التي ظلت اسيرتها.. وحبيستها.. والتي تبدو اليوم قبل اي وقت اخر بحاجة الى وقفة موضوعية لدراستها وتحليلها والعمل على تجاوزها.. لان تلك الشخصية ومعطياتها ودلالاتها، لا تمثل الا جزءا يسيرا من الامكانات الفنية والطاقات التي تمتلكها الفنانة هيفاء حسين.
ونتساءل: متى يأتي القرار.. ومتى تأتي الاختيارات الجديدة، والتي تمثل افاق المرحلة الجديدة، من مسيرتها الفنية.
وحتى يأتي الجواب، نشير الى عدد من اعمالها الجديدة، التي نتواصل معها منها« ليلى 3» حيث ذلك النص الثري للكاتبة ليلى الهلالي، وايضاً تلك المعالجات والحلول الذكية للمخرج عامر الحمود، ولكننا في اطار ذات الشخصية «العاشقة والمعشوقة» والتي مرت على مدى الاجزاء الثلاثة بكم من التفاعلات الرومانسية العالية، التي طافت من لحظة اللقاء الى عاصفة الحب.. ثم الفراق.. ثم العودة.. وكم اخر من اللحظات الانسانية الثري بالتفاعلات الدرامية، والتي ظل محورها العاطفة والحب بكل اختلاجاته.
وفي مسلسل «سماء ثانية» مع جاسم النبهان وعبدالمحسن النمر وابتسام المعطاوي.. تذهب الى القضية الاجتماعية، حيث شيء من مشاكل الشباب في البحرين مع البحث عن العمل، ولكن تظل الشخصية في ذات الاطر، ذات البعد المثقل بالهم الانساني، ولكن على ناحية الالم العاطفي. وذات النهج في «نوح الحمام» الى جوار فاطمة الحوسني وعدد كبير من نجوم الاماراتية والخليجية، ذات الشخصية.. وذات الاطر.. والمضامين.
ورغم ان المعادلات تختلف في «طماشة 3» مع فضاء الكوميدية في العمل، الا ان اسلوب تقديم الشخصية، يظل في ذات الاطر، التي تتطلب اعادة نظر، في مضامين الشخصية.. ومنهجية تقديمها. تلك المسيرة الثرية بالاعمال، شكلت منصة انطلاق حقيقية لواحدة من نجمات الخليج الاكثر حضوراً، وايضاً الاكثر تعبيراً عن نبض جيلها، حيث استطاعت وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ان تشخص للتعبير عن فضاءات الشابة الخليجية، وان ظل المحور الاساسي، هو المحور الاجتماعي العاطفي.
ونذهب الى فضاء الرومانسية الذي تتربع عليه وباقتدار واضح وصريح، لنشير الى ان الفنانة هيفاء حسين، استطاعت ان تثري هذه الشخصية، كما انها عرفت كيف تذهب بعيداً في اطار ذلك الفضاء والمحور والشخصية.
عبر الاشتغال على الشخصية، ودراستها وتحليلها، وكشف مناطق جديدة في التعابير التي تصل حد التصريح عبر المفردة تارة.. وعبر الاشارة.. والاداء المركب الجميل في تقديم تلك الشخصية، ونخص اداءها العالي، سواء في «ليلى» او «معكف الروح» حيث التقمص في اقصى درجاته.. والمعايشة في ابعد حدودها.
تمتلك الفنانة هيفاء حسين علاقة وطيدة مع الكاميرا تتركها تذهب الى ملامحها البسيطة.. تقرأها باداء عفوي مقتدر، خال من التكلف.. او المبالغة في التعابير.. بالاضافة الى الاقتران بمعادلات ماكياج تذهب هي الاخرى الى البساطة المتناهية.. التي تركز على مناطق الجمال.
ولكن يظل بيت القصيد، حيث البحث عن لحظة التجاوز.. وهي وان كانت بالنسبة لكثيرات تبدو صعبة المنال، ولكنها بالنسبة لنجمة بقدرات وامكانات، تبدو امر سهلا تمتلك ناحيته.. المهم المبادرة في الانسلاخ من تلك الحويصلة التي ذهبت اليها، وتكاد تتحرك في اطارها، وهي تمتلك من القدرات ما هو ابعد من كل ذلك.
ان المرحلة المقبلة من مسيرة الفنانة هيفاء حسين تتطلب تحديات من نوع مختلف.. وتتطلب الكشف عن قدرات.. وامكانات.. وقبل كل هذا اختيارات تفتح ابواب.. ونوافذ.. ودهاليز التنوع في البحث.. والاختيار.. والتقمص.. والتقديم.
ونحن بانتظار تلك النقلة.. واللحظة.. وهي احدى مسارات المرحلة الجديدة من مسيرة نجمة تعرف ماذا تريد. __________________ للمراسلة : kak34@windowslive.com انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم مع خالص تقديري احترامي
|
| |