المخرج أحمد المقلة >> أين كان وأين وصل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المخرج أحمد يعقوب المقلة اسم لامع في سماء الدراما الخليجية، يُلقب بنجدت أنزور الخليج، مخرج كبير لمع نجمه في منتصف التسعينات وواصل حصد نجاحاته حتى 2005م وهو من نجاح إلى نجاح آخر، مسلسلاته يُشار لها بالبنان، شكّل ثنائياً رائعاً مع الكاتب البحريني الكبير راشد الجودر في عدة أعمال، أهمها رائعة سعدون الذي لا نزال في شغف متابعته وكأنه يُعرض لأول مرة، تخرج على يديه ممثلون عدة، أذكر منهم : علي الغرير – يوسف بوهلول – أحمد مبارك – جمعان الرويعي – محمد القفاص ( درامياً ) وغيرهم، إضافة إلى تطويره لمستويات ممثلين قديرين، مثل مبارك خميس وإبراهيم بحر وسعد بوالعينين وزينب العسكري وغيرهم، وهو عامل مهم ساهم في إعادة انتعاش الدراما القطرية بعد موتها سريرياً لمدة طويلة، وذلك من خلال مسلسل حكم البشر ويوم آخر ولكن بدءً من عام 2006م بدأ يتخبط في مسلسلاته، فبدأها بمسلسل قيود الزمن مع تأرجحه في مسلسل نعم ولا، وبعد ذلك أخرج المسلسل الجميل ظل الياسمين، وعام 2009م لم يقم بإخراج أي مسلسل، ليأتي عاما النكبة بالنسبة له، فمن مسلسل متلف الروح مروراً ببنات آدم وصولاً لسماء صافية لم نرَ فيهما البصمة التي عهدناها من مخرج بحجمه، وأصبحت مسلسلاته نادرة المشاهدة حتى على المستوى المحلي، بل إن تراجعه فتح مجالاً لبروز آخرين كالقفاص والرويعي والعلي، ومصطفى رشيد في الإمارات، وهذا العام ظهر لنا مخرج بحريني جديد وهو حسين الحليبي مخرج جفنات العنب، مع عودة المخرج أمير الشايب بعد غياب لسنوات طوال من خلال إخراجه لمسلسل باب الفرج، فما هي أسباب تراجع المقلة ؟ لدي أسباب بسيطة حول هذا التراجع، وهي : 1- اعتماده الكبير على الوجوه البحرينية : البحرين لديها قاعدة عريضة من الممثلين الجيدين، ولكن لا يمكن تسويق عمل بهم، خاصة أنهم غير معروفين إلا في بلدهم . 2- الاتجاه إلى المسلسلات ذات المجاميع النسائية : فنجد أنها الأكثر استقطاباً للمشاهدين مهما بلغ مستوى المسلسل أو انحطاطه، حتى مثل هذه الأعمال سحبت المشاهدين وصرفتهم عن متابعة سعاد أو حياة الفهد، فنجد أن بوكريم وبنات الثانوية يحصدان أعلى نسب المشاهدة، بينما مسلسلات العمالقة أصبحت متوسطة المشاهدة، بينما لا زال المقلة في الأعمال التقليدية التي تكون بين عائلتين أو أكثر بكثير، وهذا النوع من المسلسلات لم يعد مرغوباً فيه، وأصبحت أساليبه وقصصه غير مرغوب بها وأوراقها محترقه . 3- اعتماده على المصور عبدالرحمن علي الملا : المصور القدير عبدالرحمن الملا هو مدير التصوير الخاص بأحمد المقلة والذي يصطحبه منذ منتصف التسعينات، وبينهما ارتياح كبير، ولكن الحقيقة تُقال أنه ليس لديه أي تجديد بمستوى الصورة، بل إن آخر سنتين لاحظنا رداءة في مسلسلات المقلة، خاصة مسلسل بنات آدم الذي كانت فيه الصورة دائمة الاهتزاز . ولكن لا أنسى أن مسلسلات المقلة يتم منتجتها لدى أحد أكفأ الأشخاص في المونتاج وهو عايض الكعبي، الأمر الذي يجعل من النادر أن نكتشف أخطاء في المسلسل ولكم التعليق __________________
بالنقد البنّاء ندفع عجلة الفن نحو التطوّر
|