عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2011, 03:42 PM   #1 (permalink)
محمد العيدان
المشرف العام على الشبكة
 
الصورة الرمزية محمد العيدان
 
 العــضوية: 3420
تاريخ التسجيل: 28/05/2009
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 6,563
الـجــنــس: ذكر
العمر: 55

افتراضي شخصيات من بلادي- الحلقة الثالثة - الشيخ عبدالله النوري





أسرة النوري من الأسر الحديثة التي سكنت الكويت وقدمت من الموصل شمال العراق عن طريق الزبير في سنة 1920م وساهمت برجالتها في خدمة الكويت على جميع الأصعدة.

نسب عائلة النوري

بالنسبة إلى أصل ونسب آل نوري أرجو الرجوع إلى ديوان شعر العلاّمة المرحوم الشيخ عبد الله النوري والمطبوع بمكتبة وهبة في القاهرة ويتضح في ترجمة المؤلف التي كنبها شقيق العلاّمة المذكور وهو عبد الملك آل نوري والتي يتبين منها بشكل لا لبس فيه أصل آل نوري كما شرح المترجم في الصفحات(5,6و7)أنها: من عبدة وهي فرع من شمر القحطانية وأن المرحوم عبد الله آل نوري ترك الدراسة في دار المعلمين ببغداد راغباً عنها إلى الكويت في عام 1920م حيث عمل أول ما عمل فيه في التعليم.

هو الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد النوري، ولد في فجر يوم الثلاثاء 13 ربيع الأول سنة 1323 هـ الموافق 17 مايو 1905، وكان الشيخ رجل تقي ورع محبوباً بين أهل الكويت لا يعرف شيء اسمه الفراغ وكان مرجع ديني موثوق في الدوله، إذ يرجعون له أهل الكويت في مسائلهم الدينية. وكان شاعراً ومؤلفاً وأديباً محترماً وساهم في تطور التعليم في الكويت، ويعتبر الشيخ عبد الله النوري.

تربى الشيخ عبد الله في بداية حياته على يد جدته وكانت تحبه حباً جما لانها لم ترزق بولد طوال حياتها الا بالشيخ عبد الله فكان أول ذكر في ذريتها. علمه والده القراءه والكتابه منذ صغره فختم القرآن وهو في الثامنه من عمره واحتفل به والده لختمه القرآان لانه كان في زمانه لختم القرآن مرحله مهمه في حياة المسلم فاستقبل والده الأقارب والأصحاب للتهنئه. وكان استاذ الشيخ عبد الله النوري هو الشيخ عبد الله بن خلف الدحيان وكان الشيخ النوري دائماً يذكره (الشيخ عبد الله الخلف) بالخير إذ كان ورع وتقي ومتواضع.
وقد عمل الشيخ عبد الله النوري بعدة أعمال فاستغل في التدريس والتعليم ثم انتقل إلى التجارة وسافر على أثرها إلى الهند وسيلان وغيرهما أسوة بما كان يفعله الكويتيون آنذاك، لكن التجارة لم تكن طريقه الصاعد، فتركها والتحق مدرساً في المدرسة المباركية ثم المدرسة الأحمدية وخلال تلك الفترة أخذ يقرأ كتب الفقه الحنبلي والنحو على يد والده الذي توفاه الله في سنة 1927، ولازم بعدها الشيخ عبد الله الخلف الدحيان فاستفاد منه الشئ الكثير ودرس على يديه الفقه الحنبلي.
وفي أوائل عام 1926 عين كاتباً في المحكمة ثم أخذ يتدرج حتى أصبح رئيسا للكتاب ثم أختاره رئيسها الشيخ عبد الله الجابر سكرتيراً خاصا له وقد أسندت له وهو في المحكمة مهمة التدريس بالمعهد الديني في بداية إنشائه فظل يؤديها ثلاث سنوات كما عين مفتشا ومرشداً عاما لائمة المساجد لمدة سنة كما شارك فترة في إدارة إذاعة الكويت عند تأسيسها وفي عام 1955 استقال من عمله بالمحاكم وأحيل إلى التقاعد حيث تفرغ للعمل بالمحاماة. وقام الشيخ عبد الله النوري والذي يسكن في منطقة القادسية بإمامة مسجد العثمان في قطعة 3 فترة من الزمن وفي عام 1964? رشح عضوا في لجنة الفتوى وقا بتأليف كتب كثيرة في الدعوة والإرشاد ومحاربة العقائد الفاسدة
وكان يميزه دماثة الخلق وحسن الحديث والدعابة، والمرح في مجالسه الخاصة وعرف عنه سعة الصدر و«طول البال» وبشاشة الوجه إذ كان نادراً ما يغضب.وقد ترك إرثا ضخما من المؤلفات في مختلف الموضوعات والخطب والمواعظ والتفسير والفتاوى بل إن اهتمامه لم يكن في مجال الفقه، حيث يدرس الفقه الحنبلي بل إن سعة أفقه جعلته من عشاق الكتابة عن الرحلات والأسفار والشعر كما التراث والتاريخ الشعبي، حيث كان معارفه يعودون اليه في توثيق الكثير من الحوادث والقضايا.
أما حياته الخاصة فهي سجل من التواضع فقد كان يشارك الخدم الطعام ويركب الوانيت مع سائقه فواز عبد الرحمن وكان أبناؤه يعترضون بأن لديك خيرا وتستطيع أن تركب أحسن السيارات، إلا انه لم يترك عادته فقد كان فواز -فلسطيني الجنسية من طول كرم- سائقه وطباع كتبه ومراسلاته أي سكرتيره الخاص وقد أسكنه في بيوت حولي القديمة وحين توفي الشيخ بكى عليه بكاءً مراً وقال وجدت منه حنانا ًوحباً لم أجده من والدي. وعمل فواز سكرتيرا في جمعية النوري الخيرية حتى الغزو العراقي غادر إلى الأردن وبعدها توفي بنفس مرض الشيخ!!
وكان الشيخ عبد الله النوري بعد صلاة العصر يعطي كل يوم درسا في تفسير القرآن في المسجد، وفي المساء يستقبل في بيته في القادسية الناس بعد صلاة العشاء لحل مشكلاتهم وأحياناً يقوم بالإصلاح بين المطلقين ويعقد قران « يملج لهم » لبعض العائلات. وكان بيته الكبير يضج بالحياة وفيه موائد دائمة تقوم بها بناته للفقراء والضيوف، ومن يدخل الإسلام من النصارى الذين يواجهون تجريما من عائلاتهم ويتعرضون للتهديد كان الشيخ عبد الله النوري يؤويهم عنده.
هذا الشيخ الجليل فهم الإسلام على أنه نظام شامل يتناول كل مناحي الحياة :علم وقضاء وطن وقوة، ثقافة وفنون، وعقيدة وعبادة.. سار على نهج السلف الصالح فكان رحمة الله عليه من أعلام الهدى في الكويت، ونجمة مضيئة في سماء هذا الوطن الذي كان خير سفير له في مجال الأعمال الخيرية، خارج الكويت ولثقة الكويتيين بشخصه النبيل كانوا يتسابقون لاعطائه التبرعات التي يوزعها ويرسلها للمسلمين في الداخل والخارج ولم يتوقف عن ذلك حتى طرحه المرض

ابناءه :

1- عبد الخالق
2- عبد الباقي
3- نوري
4- حامد
5- أحمد
6- محمد
7- أنور
8- منير
9- مناور
10- دولة
11- فاطمة
12- خولة
13 سهيلة

تولّى لأول مرّة إمامة المصلین في منتصف شھر رمضان من عام 1340 خلفا لوالده في صلاة التراويح وبما أنعم الله علیه من صدق الإيمان منذ نشأته، كان خطیبا مفوّھا. فعمل لسنوات طويلة في إمامة كثیر من مساجد الكويت متفرّغا وغیر متفرّغ. فكان إماما لمسجد "الخالد" ومسجد "دسمان" مدة طويلة ثم في مسجد بن بحر، ومسجد القادسیة لعدة سنوات، والذي أسسّته السیدة المرحومة والدة عبد الله العثمان، فكان يصلي فیه الفروض ويلقي العظات.
إحسانه إلى فقراء المسلمین في العالم: كان الشیخ عبد الله النوري مھتما بأمور المسلمین في الكويت والخارج، فقام بجمع الأموال والتبرعات من المحسنین لتوظیفھا في خدمة الإسلام والمسلمین، وفي عام 1970 م ترك وظائفه الحكومیة وبدأ يتجول في كثیر من البلاد الإسلامیة والبلاد التي فیھا أقلیات مسلمة ومنھا:
اندونیسیا: في عام 1977 سافر إلى أندونیسیا للمرّة الثانیة حاملا معه 117000 مائة وسبعة عشر ألفا من الدولارات لتوزيعھا على المدارس والمستشفیات ھناك بالتعاون مع جمعیة إسلامیة معتمدة.
الھند: في أبريل 1978 م سافر إلى مدينة دلھي عاصمة الهند ولمس ھناك نقص الدّعم الماديّ للمنظمات الإسلامیّة فتبرّع لھا بما تیسّر له من المال ثم رجع إلیھا في السنة نفسھا حاملا معه 180,000 مائة وثمانین الف دولار أمريكي تمّ توزيعھا على مدارس وجمعیات إسلامیة بالھند.
أسترالیا: عند سفره إلى أسترالیا التقى ھناك بمسؤلي الاتحاد الإسلامي الذين طرحوا علیه فكرة إنشاء مدرسة إسلامیة بمدينة سدني في أسترالیا وقد لاقت ھذه الفكرة لديه استحسانا فقام بجمع التبرَعات اللازمة لھذا المشروع ثم سافر إلیھا مرّة ثانیة حاملا معه 600,000 ستمائة ألف دولار أسترالي اشترى بھا دارا لتكون مقرّا للمدرسة الإسلامیة وتوفّي الشیخ عبد الله النوري دون أن يكتمل ھذا المشروع ولكن رجال الخیر الذين سلكوا مسلك الشیخ ونھجوا منھجه في جمعیة الشیخ عبد الله النوري الخیريّة تابعو ھذا المشروع الخیري إلى أن تمّ إنشاء مدرسة النوري في مدينة سدني تخلیدا لذكراه وتحقیقا لرغبته وقد أصبحت فیما بعد مدرسة نموذجیة يؤمّھا أولاد المسلمین في أسترالیا وقد تمَّ افتتاحھا في عام 1989 م بجھود أھل الخیر وجھود أبناء الشیخ عبد الله النوري.
اتجه بكل ما أعطاه الله من جھد ومال وفطنة إلى الدّعوة إلى الدين فكان داعیة ومرشدا يتخذه الناس مرجعا، لأنه علم أن الدين النصیحة، ولم يشغله شاغل عن الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

توّلى في عام 1953 م إدارة إذاعة الكويت فأدخل علیھا برامج متنوعة منھا برنامج "الدين النصیحة" وبرامج صحیِّة كان يُعدّھا ويُقدّمھا بنفسه وبرامج للأطفال يغرس فیھم مبادئ الدين القويم.تولّى إعداد وتنفیذ حلقات تلفزيونیة أسبوعیة كل خمیس على شكل سؤال وجواب كانت ولادة لبرنامج عظیم تحت عنوان "مع الدين" الذي اكتسب شعبیّة واسعة داخل الكويت وخارجھا.من أقواله: كتبي ھم أصحابي الذين لا يملّون ولا يكرھون ولا يكذبون. وقال: خیر ھدية يھديھا لي صديق: ھي كتاب. وقد ترك مكتبة عامرة بكتب الفقه والحديث وعلوم الدين والدنیا، فضمت ما يزيد على سبعة آلاف كتاب ينتفع بھا الآن الكثیرون من طلاب العلم. في العام 1964 اقترح عليه وزير الإرشاد والأنباء سعادة الشيخ جابر العلي الصباح أن يقوم بتقديم أول حديث له مع المشاهدين عبر التلفزيون أسبوعيا، فكان اتصاله وثيقا بالجمهور حيث كانت تصله العشرات من الرسائل يوميا من الكويت والبحرين وقطر وجنوب العراق. وقد قدم الشيخ العديد من البرامج الدينية في التلفزيون وكان لها شعبيه عند المشاهدين والمستمعين وأبرز هذه البرامج هو برنامج الإفتاء فكان الشيخ يجاوب على أسئلة الناس الدينية وكان اسم هذا البرنامج "مع الدين"

وفاته :
أحس الشيخ عبد الله النوري وهو في أستراليا في نوفمبر 1980م أثناء الإِشراف على مدرسته بآلام في جسده كانت أشبه بدبيب النمل وعاد إلى الكويت ليرقد في مستشفى الصدري وشخص المرض أنه سرطان في الكلى لم يمهله أكثر من أسبوعين. وحين زاره السيد يوسف جاسم الحجي وكذلك ابن شقيقه نادر عبد العزيز النوري في المستشفى وهو على فراش الموت أبلغهما بإلحاح أن هناك دفترا فيه أمانات للعمل الخيري وهذه المبالغ التي كانت فيما تعد نواة لجمعية خيرية تحمل اسمه «جمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية»، سعى بإنشائها أبناؤه مع مجموعه من محبيه وتلامذته. كما افتتحت مدرسة نموذجية باستراليا بمدينة سيدني باسم »مدرسة النوري» وقد أوصى قبل وفاته بالتبرع إلى مكتبة الزبير وفاء لمسقط رأسه بمجموعة من الكتب القيمة وبعضها من مؤلفاته.
في يوم السبت 11 ربيع الأول سنة 1401 هــ الوافق 17 يناير 1981م فقدت الكويت المرحوم الشيخ عبد الله النوري طيب الله ثراه وشيع جثمانه يوم الأحد ولم يمنع وابل المطر في ذلك اليوم جموع المشيعين تعبيراً لحبهم وتقديرهم له يتقدّمهم الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح رحمه الله (والذي كان وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء آنذاك). كما توافدت جموع المعزين في ديوان المرحوم بمنطقة القادسيه يتقدمهم صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، كما شارك في تقديم العزاء ممثلين للعديد من حكومات الدول الإسلامية تعبيرا عن امتنانهم وتقديرهم لما قام به المرحوم الشيخ عبد الله النوري. والشيخ عبد الله النوري كان عالم من علماء الكويت الذين أضاؤوا الطريق لمن جاؤوا بعدھم قولا وعملا، فكان ولم يزل قدوة حسنة في العالم العربي وخارج حدود العرب. وأصبح الشیخ عبد الله النوري بما قدمه من إحسان حیا في تاريخ الوطن العربي وفي قلوب الناس.
ويذكر الناس الشيخ عبد الله النوري رحمه، بأنه يجيب عن أسئلة الناس بقدر عقولهم، متميزا بهدوئه وابتسامته المحببة!لم يكن يوما مزمجرا، ولا مهددا بالويل والثبور، وعظائم الأمور! ولم يهدد المشاهدين بالنار، والسعير، وعذابات القبور! ولم ولم يجد غضاضة، أو تقليلاً من شأنه، عندما يجيب عن بعض الأسئلة بإجابة «لا أعرف»... وبعد كل هذه السنوات مازلت الناس تذكر صورته وكلماته وابتسامته!
هذه مسيرة عطرة لشيخ جليل واليوم لا يفتقده فقط أهل القادسية التي كان يسكنها ويخطب في مسجدها مسجد أم «عبد الله العثمان» بل يفتقده كل أهل الكويت. رحمك الله يا شيخ عبد الله وأسكنك فسيح جناتك

 

 

__________________

 


للمراسلة : kak34@windowslive.com
انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم



مع خالص تقديري احترامي

محمد العيدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292