الشاعر العربي الكبير محمد حلمي الريشة
يفوز بجائزة المهاجر العالمية
للفكر والآداب والفنون بأستراليا
أعلنتالأمانة العامة لجائزة المهاجر العالمية للفكر والآداب والفنونالتي تشرف عليها جريدة "المهاجر" العالمية التي تصدر عن "منظمة المهاجر الثقافية" في مدينة ملبورن في أستراليا، عن أسماء الفائزين في دورة موسم 2011، والتي اشتملت على فروعالفنون، الشعر، القصة، الصحافة، البحث العلمي، المؤلف الشاب.
وهيجائزة مستقلة تمنح سنوياً للأدباء والباحثين والفنانين عبر العالم، تكريماًلإسهاماتهم في مجالات التأليف، والبحث، والنشر، والإبداع، والمساهمة فيتلاقح الحضارات والثقافات على نطاق عالمي واسع.
وقد قررت الأمانة العامة منح هذه الجائزة في فرع الشعر للشاعر العربي الكبيرمحمد حلمي الريشةلـمسيرته الشعرية خصوصاً والأدبية عموماً،حيث يعود سبب اختياره لكونه أحد الأعلام الشعرية العربية التي لا يمكنالحديث عن الشعر لولاها، بل إنه ساهم منذ ما يزيد على ثلاثة عقود بأعمالهالشعرية المكتنزة نصوصاً أساسية في الشعر العربي والعالمي، في رسم خريطةالحداثة الشعرية العربية التي راهن عليها بقضاياه وأسئلته في كل سيروراتهاالظاهرة والخفية، وذلك ببصمته المعجمية النوعية بموسيقاها، وبلاغتهاواستعاراتها، وصورها وتمثلاتها، والتي أضفت على الشعر الإنساني وهجاً لقيمالإبداع، والحياة، والاختلاف، والسلم، والحرية. لقد أنجز الأستاذ الريشةأربع عشرة مجموعة شعرية منذ العام 1980، وقد صدرت أعماله الشعرية في ثلاثةمجلدات، كذلك ثمانية كتب في المقالات، والمعاجم، والأنطولوجيات، والبحث،والقراءات، والحوارات، والرؤى، وأنجز أيضاً ثلاثة كتب في ترجمة مختاراتمعاصرة من الشعر العالمي، كذلك يعمل على ثلاثة مشاريع ترجمات شعرية أخرى،وهو يستحق فعلاً لقب "الناسك الشعري" الذي لقّب به، حيث سخّر جلّ سنواتحياته للعمل الشعري والأدبي، ولم يزل.
ويعد الشاعر العربي الكبير محمد حلمي الريشة أو شعريار كما يسميه المتتبعين في الحقل الشعري العربي، أحد أعمدة ورواد الحداثة العربية، كما يعدّ واحداً منالشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في البحث والترجمات الشعرية، وفي التنظير للشعر الحر، وقضاياه، وأسئلته. فاستحق بذلك تنظيم جائزة شعرية سنوية باسمه بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان المغربية، كما استحق الريادة الشعرية من خلال مجاميعه الشعرية الأربع عشر التي كتبت في اغلبها دراسات نقدية كثيرة، اغلبها نشر في كتب خاصة بتجربته الشعرية، أخرى تنشر بصفة يومية في الملاحق الثقافية العربية، فاستحق بذلك ريادته الشعرية في الوطن العربي منذ مدة، بل و انغماسه مع الشعرالعالمي بقوة. كما قررت الأمانة العامة للجائزة تسليم جائزة هذا الفرع للشاعر والصحفي الفلسطينيموسىحوامدةعن مشاركته بمجموعته الشعرية "سلالتي الريح ..عنواني المطر" التي كانت وفية لبقية مجموعاته الشعرية المتسمة بالتحديث الشعري المبنيعلى جمالية بناء الشكل الفني و الفكري في القصيدة المكتنزة بأسمىالحمولات الفكرية والفلسفية والوجودية. بالإضافة إلى أن هذه المجموعة التيفازتبعدة جوائز دولية، وترجمت إلى لغاتعدة، تحتوي على ما يميزها في المشاركات التي قدمت للجائزة، بأسلوبها الفني وصورها الباذخة.
فيما يخص فرع الفنون فقد قررت الأمانة العامة منح هذه الجائزة للسوبرانو المغربية سميرة القادري عن عملها الفني الذي شاركت به: "من جبال البشرات إلى جبال عرفات"، وهو عمل فني يضم أشعاراً وأناشيد صوفية كتبها شعراء مورسكيين بعد سقوط غرناطة سنة 1492م، وقبل الطرد النهائي من الجزيرة الابيرية سنة 1609م، وهو عمل فني متكامل تقاطعت فيه بانسجام تام لوحات فنية تجسدت بالغناء والرقص وقراءة الشعر، فاستطاعت القادري بهذا العمل الأوبرالي الأصيل النبش في ذاكرة جماعيةمسكوت عنها، باعتبار أن المورسكيينهم ذاكرة متوسطية مشتركة،وباعتبارها طابوهاً في تاريخإسبانيا، يخص مأساة شعب تعرض للاضطهاد والتنكيل والتهميش، لذلك احتفت القادري بالقضية الموريسكية، فكان صوت الغجرية والمرأة الموريسكية حاضراً بقوة في هذا العمل تكريماً لهما في حفظ الذاكرة المشتركة، كما منحت هذه الجائزة للأستاذة القادري تقديراً لها لما قدمته خلال سنوات في البحث في غنائيات البحر الأبيض المتوسط، وأيضاً لغنائها الشعر العربي في قالب الليد والرومانسا والكانطاطا والمونودراما، حيث انفردت بهذه التجربة في الوطن العربي إلى جانب تجارب أخرى في أداء الأوبراباللغة العربية، من خلالتطويع الكلمة العربية فيقوالب موسيقية عالمية، ثمبفضل غنائها بالعربيةقطعاً موسيقية عربية- أندلسية باللادينولقصائد شعبية وروائية سفاردية Ballade - Romances sefarades وبالإسبانية العتيقة Gallego - Poruges قصائد الكانتيغاوبلغة OC أغانيالشعراء الجوالين-التروبادور، والغناء المدجنchant mudejar ، وأخيراًالغناء الصوفي المورسكي باللغةالالخمية Aljamiado، كما أن إنجازات الأستاذة القادري تشهد لها بأحقيتها باللقب، فبالإضافة إلى كونها شخصية بارزة على الصعيد الأكاديمي والثقافي والأدبي، فقد أثرت المكتبة المتوسطية بأبحاث تعكس جوهر التاريخ العربي الموسيقي الأصيل، بل وحملته إلى دول العالم بأسمى رسائل الحوار الحضاري والثقافي.
كما قررت الأمانة العامة منح جائزة القصة القصيرة مناصفة بين القاص والباحث والمترجم المغربي محمد سعيد الريحاني، عن مجموعته القصصية "2011 عام الثورة" التي اعتمدت كما باقي مجاميعه القصصية الأخرى على أساليب ومقومات فنية رصينة، أضفى عليها بلاغته وأسلوبه الساخر لموضوع المجموعة الذي يساير التغيرات الحالية في العالم العربي، كما وقفت الأمانة العامة على مشاريعه القصصية الرائدة التي أشرف عليها، منها ترجمته لخمسين (50) قاصة وقاصاً مغربياً إلى اللغة الإنجليزية ضمن أنطولوجيا "الحاءات الثلاث: مختارات من القصة المغربية الجديدة" وهو مشروع ثلاثي الأجزاء صدر له في نسخته الورقية العربية على ثلاث سنوات: "أنطولوجيا الحلم المغربي" سنة 2006، "أنطولوجيا الحب" سنة 2007، و"أنطولوجيا الحرية" سنة 2008، وهو المشروع الذي اختيرت منه بعض نصوصه المترجمة ضمن "صوت الأجيال: أنطولوجيا القصة الإفريقية المعاصرة" التي أصدرتها جامعة أوليف هارفيه بولاية شيكاغو الأمريكية صيف 2010. وارتأت اللجنة أن تمنحه الجائزة لمخطوطه المشارك به ولإصداراته القصصية التي اعتمد فيها أسلوباً ساخراً خاصاً ميزه عن بقية المشاركات المقدمة للجائزة، والتي تقاسمها مع الشاعر والقاص الدانماركي نيلس هاو الذي حاول من خلال كتاباته القصصية ، إرساء أسس إبداعية مكبلة بسلاسل الأبجديتين العربية واللاتينية، في فلسفة تحتويه بهمومها الوجودية التي ظل ينشدها عبر العالم، كالحب والشوق، ودعوته في أعماله القصصية كما الشعرية إلى التسامح، والإعلاءمن قيمة الثقافة.
كما قررت الأمانة العامة منح جائزة الصحافة لهذا العام لصحيفة (نيويورك تايمز)، تقديراً لها لما قدمته للإعلام الحر عبر العالم، وتتويجاً لمسارها الإعلامي لما يزيد عن ستة عقود من الريادة الصحفية عبر العالم، توجتها بأكثر من 95 جائزة بوليتزر، وجوائز أخرى.
وقررت الأمانة العامة منح هذه جائزة البحث العلمي للباحث المصري في جامعة القاهرة الدكتور عماد علي عبد اللطيف علي، عن بحثه المقدم للجائزة "البلاغة الأبوية في الخطاب السياسي العربي، دراسة في استعارة "كبير العائلة المصرية" في خطب السادات" اعترافاً بأحقية هذا البحث عن بقية البحوث المشاركة بها في الجائزة، لكتابته العلمية الرصينة، المعتمدة على التجديد، ثم لقيمة الأستاذ على المستوى العلمي الأكاديمي الدولي، من خلال حضوره البارز محاضراً فطناً، وكاتباً رصيناً، وفائزاً في أرقى المسابقات الدولية والعربية الخاصة بالنقد والبلاغة العربية.
وقررت الأمانة العامة منح هذه جائزة المؤلف الشاب للقاص والناقد المصري الدكتور علاء عبد المنعم إبراهيم غنيم عن بحثه "جماليات السرد في القصة التراثية، أخبار الطُّفيليين نموذجًا"، نظراً لما امتاز به البحث من توثيق علمي دقيق للتراث الأدبي العربي الذي تناوله بالدرس والتحليل، وأيضاً لقيمة الباحث الشاب على مستوى القصة القصيرة والبحث العربيين.