أن تجد بحرا غامضا فهو شيء مغري للغوص في أعماقه.
بحر وأي البحار هو, ليس ذاك المحشو بأنواع الكائنات, ولا ذلك
الذي يغدر بك في لحظة هيجان, ولا ذي المرج بين الحلو والملح
في نقطة يلتقيان.
أنه بحر مختلف, لو كان ذي منبع واحد لكان عين ساقية, لكنه
ذي منابع فهو مهد الحياة المختلفة.
لن أغوص في عمقه الصعب, فهو متلون بأنواع الابداع فحق لي
تسميته "بحر الابداع" يحوي فن ونقدا وحب .
سأنزل أشرع أشرعتي, وأبدأ في اطلاق عنان مركبي المتواضع مرددا
"هو يا مليه هو يا مليه" , لأسلم للأقدار رقبتي علني أنجو في رحلتي
يرافقني فيها صوت النهام " ليل بعد ليل ياليل آآهـ".
وإن كانت لي عودة فمن سيقف يردد لمجيئي
توب توب يا بحر
أربعة والخامس دخل
ماتخاف من الله يابحر
أربعة والخامس دخل
يانوخذاهم لاتصلب عليهم
ترى حبل الغوص قطع ايديهم
ياريتني غويمة
وأظلل عليهم
يبدو من الوهلة الأولى في الاسم المستعار أنك أمام اسم تقليدي اعتيادي يطغى على حياة المنتديات, وترى في أسفل السطور صورة تجمع عملاق وجوكر, فتبدأ حيرة بين الاسم والتوقيع, تقليدي+ذوق فالصورة تغني عن السطور. ولنقلب أمواج هذا البحر بدل أن يقلبنا .. فهو عميق بدرجة 4563 مشاركة حفر منها بجده المتواصل 20 طبقة من المواضيع, وبقي يشاطر الآخرين جهودهم. فمن طبقاته حيرة اطلقها بقوله :أين التلفزيون الكويتيوالمنتجون من الأعمال التاريخية؟ وسطر بلغة الأوفياء حروف محمد السريع .. من دهاليز الوظائف إلى أضواء الشهرة والنجومية طرق بهذا أبواب الذاكرة لفنان قل أن تجد من يكتب عنه. وعندما يتابع المشاهد ويهزه مشهد قد اخذ منه النقصان درجات, ترى بحر الحب قد سبق الكل وسلط المد البحري على تلك السهوة الفنية مبالغات وأخطاءدرامية.. ومن سنة 2000 حتى 2009 سطر اعجابه وأبدأ رأيه الثاقب فيما عرض في الشاشة افضل اعمال العقد المنصرم "من وجهة نظري".. هذا البحر الفني المنوع, لا يدع أي من "النواخذة" ذوي السقطات الكبرى أن يعبروا فوق أمواج الفن, فلا بد له من أعصار أشبه بسنة طبعة جديدة على ذلك النوخذة, ولنا في هذا قصة بوستر"ليلة رعب" لـ عبد العزيز المسلم, سرقة علنية .. وافلاس فني !!
ويواصل بحر الحب,مسيرة عطاء مكللة بالنجاح ويلوح بأمواجه فيمن ينجو منه سوى الاخلاص والتفاني فيما يقدمه للناس, ويبتلع آخرين جاؤوا للرقص فوق هموم الناس, وأوقدوا شموع لهم من احتراق كبيرهم الذي سكن مهجة المشاهدين, فخالف المثل "ابن الوز عوام" فسطر لنا عائلة المرحوم الكبير"علي المفيدي" حيث كان بوحسين هو الشمعة , واراد أبنائه أن يرثوا النور وسرعان ما طغى الموج البحري وأغرق أضوائهم { أبناء علي المفيدي } .. دخلاء على الفن !!! ولم يتوقف, بالنقد بل قدم حلولا للتساؤلات, وللعابرين من أمام الشاشة أو الجمهور, حين يسأل النص : من لهذه الشخصية البسيطة؟؟ فالنص يعلم, أن ثمة أفذاذ يقلبون موازين الدور, وهذا ما رآه بحر الحب, عندما كتب "غانم الصالح نهاش فتى الجبل" في سطور حملت عنوان ( باي باي لندن ) .. ودرسعظيم في التمثيل من غانم الصالح استراحة" وقفت بالبحرِ أسرح بصري فسرق اللب واشغلني يا مد الرضا ويا جزر الغضب فيك أنت توافقت آرائي .... سألت نفسي ذات يوم, عن آراء بحر الحب, من يا ترى يثير اعجاب هذا الذوق الراقي في الكتابة؟؟ فـ رد واثقا: طارق عثمان فقلت : لماذا؟ فأقنعني: الدراما الكويتية القديمة = طارق عثمان بدون منازع ..
في أعماله أجدالكوميديا العالية والتراجيديا العميقة ومستوى ثقافي رائع ويحترم المشاهد
تواجد بحر الحب في محيط الأطروحات المعيقة, فجمع تسائل عن العمق الدرامي البحريني الشقيق, فبلغة الحسرة على التكامل أن يكون أصحابه جلوسا في منازلهم, فأستنجد بالآراء في موضوع دراما مكتملة العناصر .. لكن اصحابها جلاسا في بيوتهم !! ( نقاش حول الدراما البحرينية ) وعلى طريق المثل "الطمع فرق ما جمع" وفي طريق العزف على شجون المجتمع, من خلال استغلال الساقطون وتلميعهم في قناة Mbc جاء محذرا تلك الخطة الدنيئة في التحول الأنتاجي التدميري للفن من خلال هذه المؤسسة الإعلامية فبعد ملء الشاشة بالغث السعودي سافرت غيوم الاموال نحو الفن الكويتي الذي يرثي نفسه دون هذه المحطة , فكيف معها, مع المرور بـ قطر والبحرين الـ mbc والتحول الغريب في خطة الانتاج الرمضاني القادم وتوسيع نطاق الدعم !! – بقلمي قائمة تطول وأبحار يحتاج لأسطول من المراكب بدعم فني ذي نظرة ثاقبة حتى تتمكن من الإحاطة بهذا البحر. فكيف تحيط, وهو من جمع الشر المحبب في جزأين رجال ونسائي. وفي النهاية لابد أن نقف في هذا البحر نغتسل بالصراحة في الرأي فـ عن من سوف تحدثنا ما رأيك أن تعلق على حياة الفهد: صارت تتفنن في جمع اشباه الكتاب واشباه الممثلين وانتاج رخيص جدا مي العيدان: (فقاعة) وراح تنفجر وتختفي .. حتى حجي مثل الناس ما تعرف اتكلم طارق العلي:اريد منه تقديم مسرحية يحترم فيها الجمهور ذات قصة ومضامين ولها بداية ووسط عايشة إبراهيم: افضل دور لها كان في ( العتاوية ) , وآخر اعمالها مسرحية ( لولاكي 2 ) عام 1992 ..
في النهاية, أعود إلى المرفأ محملا ببضائع الابداع, وكلي شوقا للرحلة
من جديد, لكن التعب أعياني, فحمدا للرب أنه أمد في جهدي لأتمكن
أن أرسم صورة حفرها صاحبها في صخور الإهرام, وما قمت به
سوى ظل للأصل " بحر الحب".