[محمد العيدان]

صورة حليمة بالفيس بوك


http://www.annaharkw.com/annahar/Art...&date=29092011



بالتأكيد عام 2011 لم يكن عام الاعلامية حليمة بولند التي تعرضت لأكثر من أزمة، انتهت باطلاق صفحة على الفيس بوك عنوانها: «الشعب يريد اعتزال حليمة بولند».






القذافي

مع بداية الحرب التي أعلنها القذافي في فبراير الماضي ضد شعبه «الجرذان» حسب وصفه الشهير تنازلت المغنية الشهيرة بيونسي عن أجرها وقدره مليون دولار حصلت عليه مقابل احياء حفل خاص لهانيبال نجل القذافي، وقبلها فعلت نيللي فورتادو الشئ نفسه بعدما أحيت حفلاً لعائلة القذافي في ايطاليا مقابل مليون دولار أيضاً!!

في تلك الأجواء ظهرت صورة شهيرة لحليمة مع القذافي، التقطت عام 2009 عندما زارت «الجماهيرية العظمى» والتقت ملك ملوك افريقيا. وآنذاك صرحت بولند بأنها تلقت دعوة رسمية لزيارة ليبيا وأن الزعيم الليبي أشاد بتميزها كاعلامية خليجية، وتم منحها درع أكاديمية الدراسات العليا للاعلام.وجاء موقف حليمة مما يجري في ليبيا ملتبساً، وليس بوضوح وصراحة موقف بيونسي وفورتادو، فرغم تأكيدها أنها ضد ما يحدث من قتل ووحشية في العالم العربي، الا أنها اعتبرت تكريم القذافي لها جزءاً من التكريم الذي يحظى به أي فنان أو اعلامي عند زيارة أية دولة عربية.

لكن صورة حليمة مع القذافي وموقفها الملتبس، كانا مثار التعليق في مواقع الانترنت والمنتديات، حيث جرى تداول الصورة بمعزل عن سياقها، لأن البعض لا يستطيع أن يعرف اذا ما كانت الصورة منذ عامين أم قبل شهر فقط! وجاءت التعليقات ضدها لاذعة ولا تخلو من طرافة، فأحدهم تساءل عن سبب زيارة حليمة للقذافي فرد عليه آخر بأن كليهما يتعاملان مع نفس مصمم الأزياء؟! كما علق آخر بأنها تقاضت مليون دولار مقابل تلك الزيارة!

ما يؤكد أن الصورة في عصر شبكات التواصل لا ترحم، فهي أكثر شراسة في رصد أدق التفاصيل ونشرها بسرعة البرق في أنحاء المعمورة.

mbc

ولم تكد تنتهي أزمة القذافي حتى اشتعلت ضدها أزمة ثانية متعلقة بفضائية mbc، ولعل أزمتها مع mbc تعود الى العام الماضي عندما صدرت تصريحات رسمية عن ايقاف برنامجها «مسلسلات حليمة» والاكتفاء بخمس عشرة حلقة فقط نظراً لاعتراض الجمهور السعودي عليه! وجاهدت حليمة للتأكيد نجاح البرنامج وعلى علاقتها الطيبة مع ادارة القناة.

لكن هذا العام، كشف أن وراء الأكمة ما وراءها، فمسيرة حليمة مع mbc توقفت، بل وتم تسريب جزء من كواليس برنامج «مسلسلات حليمة» ووصفها للجمهور السعودي بأنهم «مساطيل» و«محششين»! وتحذير المخرج لها من الظهور بفستان لأنه «غير لائق»، وطلبها من الكنترول أن يأتيها بمتصلين يمدحونها! لكن حليمة نفت صحة التسجيل وأكدت أنه «مفبرك». وبغض النظر عن صحته من عدمه فقد أثر تأثيراً مباشراً على مستقبلها المهني.

وفي رمضان عادت حليمة للظهور على قناة فنون، خصوصاً أن معظم نجاحاتها حققتها في هذا الشهر الكريم، وبالفعل سجلت برنامج مسابقات بعنوان «حليمة بارك»، واستضافت من خلاله مجموعة من الفنانين العرب.

لكن البرنامج لم يحقق نجاحاً يذكر، وبعد الدعاية الكبيرة له، أعلنت ادارة «فنون» ايقافه والاكتفاء بخمس عشرة حلقة فقط! وتحدث مسؤولو القناة متهمين حليمة بأنها سبب الايقاف لتعمدها تهميش نجوم الكويت والتعامل معهم كأنهم «كومبارس»، واستبعادها لأسماء كثيرة مثل مشاري البلام وشهاب حاجية بحجة انهم «ما يشيلون» البرنامج!

وكان الواضح من الكلام المنسوب الى مسؤولي «فنون» أنهم فتحوا النار على حليمة التي وفروا لها كل الامكانات لانجاح البرنامج، لكنها تسببت في فشله، مع الاشارة الى استحالة التعامل معها مستقبلاً!

ملوك الملاقة

وبعد أن عودنا مهرجان «المميزون في رمضان» كل عام على اختيار حليمة بولند باعتبارها أفضل مذيعة عربية، تجاهلها المهرجان في دورته الرابعة، لتحل حليمة أكثر من مرة في قائمة «ملوك الملاقة» وهي الصفحة التي خصصها الكاتب المسرحي بدر محارب على الفيس بوك لتعليقات الجمهور على برامج ومسلسلات رمضان، وبالطبع نالت حليمة نصيباً لا تحسد عليه من التعليقات الى حد المطالبة لها بالاعتزال.

أما أحدث صفحة على الفيس بوك ضد حليمة فهي بعنوان «الشعب يريد اعتزال حليمة بولند» أسوة بالعبارة الرائجة الآن «الشعب يريد اسقاط النظام» والصفحة تضم أكثر من 345 عضواً، وتتضمن بورتريهات لحليمة وأخبارها، ومطالب الجمهور لها وتقييمهم لأدائها.

ومن عنوان الصفحة نفهم أن معظم الأعضاء ضد حليمة ولا يتوقفون عن انتقاد أدائها وتصريحاتها، فمثلا في سؤال: اذا أعطيتك قلماً وورقة لتكتب كلمة لحليمة فماذا تقول لها؟ وجاءت معظم التعليقات سلبية من عينة: متى تعتزلين؟ ولا نعدم من بين التعليقات من ينتصر لها فيقول لها: أحبك، أو لا تظلموها.. أو الى الأمام يا قاهرتهم.

ولاشك أن حليمة على المستوى الانساني تستحق التعاطف والمساندة بعد عملية الاجهاض التي تعرضت لها، لكن على المستوى المهني فان الأزمات المختلفة التي تعرضت لها، وتعليقات القراء والمدونين والمغردين، كلها تستوجب منها أن تمنح نفسها اجازة مؤقتة تعيد فيها ترتيب أولوياتها، لتتجاوز أخطاء المرحلة الماضية، وتتفهم أوجه القصور في أدائها، هذا ما لم ترضخ للجمهور الثائر ضدها، وتعتزل فعلاً!