[محمد العيدان]

http://www.alraimedia.com/Alrai/Arti...&date=01102011


«العروض المسرحية في عيد الفطر قراءة نقدية» هذا هو عنوان أولى فعاليات ملتقى فضاء المسرح في موسمه الثقافي الأول والذي اقيم مساء الخميس الماضي بمجمع «ديسكفري»، حيث قدم المتحدثون في ندوة تحليل فني عميق لبعض العروض التي قدمت خلال عيد الفطر الماضي.
وأدار الندوة رئيس قسم النقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور علي العنزي، الذي بدأ حديثه بعتب موجه للحضور الذي غاب عن الملتقى قائلا: «فضاء مسرحي والمجتمعات العربية فيها خواء مسرحي».
وكان أول المتحدثين الناقد رئيس لجنة الندوات في الملتقى فهد الهندال الذي انتقد مسرحية «الطرطنجي» واعتبرها أقل من أن تصنف كعمل عائلي لضعف الطرح الذي تناولته وانعدام القيم الاخلاقية بالإضافة الى الالفاظ الخارجة الموجودة فيها، مشيرا الى أن الخروج عن النص الذي رافق العرض وحالة الارتجال والسخرية غير المدروسة التي أدت إلى إطالته الزمنية من ثلاث إلى خمس ساعات.
واعتبر الهندال أن هناك حالة من غياب التواصل بين الفنان والجمهور أدت الى حالة من «التحرش» به، ليتحول المسرح من مخاطبة وعي الجمهور وطرح قضاياه إلى شيء آخر.
بينما تحدثت سعداء الدعاس المدرس المساعد في النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية عن عرضي «كتاب العجائب وعودة شيزبونة»، وقالت كلا العرضين غنائي وطغى عليهما الاهتمام بالجانب البصري والابهار، إلا أن «عودة شيزبونة» غفل الجانب التربوي المفترض تقديمه للاطفال وهذه المشكلة الدائمة تصاحب عروض مؤلف ومخرج العمل محمد الحملي الذي يصر على كتابة النصوص التي يخرجها. واعتبرت الدعاس ان «كتاب العجائب» كان أكثر تماسكاً من ناحية النص ولكن الخروج عنه في بعض الأحيان أدى إلى افساده، كما اشادت بالسينغرافيا والاصوات الجميلة والمتجانسة التي قدمت العرض.
وانتقدت الدعاس ترسيخ ثقافة الجنس الثالث في ذهنية المتلقي من خلال اقحام هذه الفئة في أغلب العروض والأعمال الفنية، وتساءلت عن جدوى اقحام «وصلة» رقص شرقي لبطل مسرحية «كتاب العجائب».
واختار الناقد والمؤلف المسرحي علاء الجابر الحديث عن مسرحية «زين إلى عالم جميل» والذي استغرب وجود بعض السقطات في عرض بلغت ميزانيته ما يفوق المليون دولار، واعتبر ان اختيار هذه القصة لم يكن موفقا، لا سيما وأنها احتوت على مواقف تعلم الطفل كيف يصبح لصا في دقيقتين وكانت بعيدة عن الروح الكويتية وجاء الكثير من الحوارات باللـــكنة اللبنانية.
وقال ان العمل كان فقيرا في الخطوط الدرامية فلم نشاهد خطوطاً ثانوية مع الخط الرئيسي بالإضافة الى وجود اخطاء نحوية في العرض خاصة وأن من أعدت النص هي الكاتبة هبة حمادة الحاصلة على ماجستير في اللغة العربية، مشيدا في الوقت نفسه بالديكور المبهر والملابس الأنيقة والموسيقى، بل والتمازج بين الصوت والصورة الذي استطاع المخرج خلقه على خشبة المسرح في العرض.
واعتبر الجابر ان المخرج تغافل عن تطوير أداء الممثلين على الخشبة وظهروا كما نتابعهم على التلفاز بل ان البعض منهم جاء أداؤه باهتاً وتابع للآخرين كما كانت عليه فاطمة الصفي، ولعل الاستثناء الوحيد كان الممثل علي الكاكولي الذي اشتغل على تفاصيل شخصيته واستطاع الامساك بخيوطها ليقدمها بصورة متقنة.
وختم الجابر تعليقه على العرض بوضع علامات استفهام عن سبب تقديم شجون بطلة العرض دور فتى والسلبيات المترتبة على هذا الأمر من خلال خلق حالة من التشويش في عقلية الطفل والخطورة أن الجماهير الكبيرة التي تحظى بها شجون تجعل الكثيرات يقلدنها.
ومن جانبها تحدثت الدكتورة سكينة مراد استاذ النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية عن عرض «غدير راعية الجمال» واعتبرت أن العمل وقع في اشكالية بين لغة النص التي كتب بها واللغة التي قدمها، فجاء العرض للكبار على صعيد الكتابة ولكنه اخرج للصغار، وقالت: القضية التي طرحت والطريقة التي تناولها بعيدة عن عقول الاطفال الذين حضروا العرض ووجدوا صعوبة في فهم الحوارات التي طغعت بأمثال وعبارات قديمة أصبحت غير متداولة، وإلى جانب الايقاع اللفظي غير الموفق الذي مزج بين اللكنة البدوية والحضرية بصورة صعبت المعنى، كذلك ابتعد العمل عن المباشرة في ايصال المضمون ولجأ إلى الرمزية، مشيرة في الوقت نفسه الى ان ديكور مسرحية «غدير راعية الجمال» جعل المشاهد في ارتباك من أمره عن طبيعة البيئة التي يدور فيها العمل وإذا كانت صحراء، أم واحة وأن كثرة أشجار النخيل التي وضعت على الخشبة لم يستفد العرض منها بل خلقت حالة من الزحـــــام عــلى الخــــشبة.

المتحدثين بالندوة :

الدكتور علي العنزي : رئيس قسم النقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية

فهد الهندال : رئيس لجنة الندوات في الملتقى

سعداء الدعاس : المدرس المساعد في النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية

علاء الجابر : الناقد والمؤلف المسرحي وصحفي سابق في جريدة الوطن

الدكتورة سكينة مراد : استاذ النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية