[لحن المطر]

لازلت أتجول في ازقة حلقات المسلسل الجديد
الذي عُرض في رمضان المنصرم "طالع الفضة"
مسلسل راقي بقصة فريدة من نوعها عن نسيج اجتماعي
مختلط يحتضن ثلاث ديانات تجمعهم دمشق .


مسلسل جاء في وقته ينبذ الطائفيات والتشدد الديني
الحاصل في بني البشر.
كان من المقترح أن يضم هذا المسلسل شخصيتان
ذات قامة فنية كبيرة "دريد لحام, ياسر العظمة"
لكن هذا ما راح أدراج الرياح,وربما هذه الرياح جاءت بما نشتهي
أن نرى وجوها في هذا المسلسل ألفنا تراجيديتهم الشاهقة.

أن ترى سلوم حداد صارخا ومختلسا في كلح الظلام على أبواب
خادمة المنزل فهذا أمر طبيعي في أدواره.
لكن ترى عباس النوري يصفع وجه سلوم حداد في مشهد
ثأر من كلام جارح على مرأى أهل الحارة, فهذا لم نعهد مشاهدته
ولا حتى مجرد توقع.

طالع الفضة, يلبس طوطح "رفيق سبيعي" رداء اليهودية كـ ديانه
يبرز فيها الروح الأخوية في الديانات , فهذا رفيق
هو ابن لطبيب يهودي يعالج المسلمين.

كرامة امرأة تجمع "الخوري المسيحي" والشيخ المسلم
أمام "الكركون" يتقدمهم "الخال" عباس النوري.
مشهد يستحق التوقف والتعمق في تعابير وجه النوري
الذي صرخ بمشاعره قبل صوته حتى تحس برجفه عضلات
وجهه كأنها توعز لوجه بالحرارة الدرامية.

تأتي أحداث المسلسل في خضم معارك الدولة العلية العثمانية
التي بدأت بإنحرافها عن الجادة في تلك الفترة وميلها نحو
العرق التركي, وتلبسها رداء الدين في معاملاتها واتهاماتها
الكفرية بحق كل من يناوئها فكريا.

لا تحسب أني قد فرغت من حلقات المسلسل, لكنني
حتى الآن في عرض الحلقة التاسعة.
نعم افتتنتُ بتلك القصص المتداخلة والشخصيات العملاقة
كعادة الدراما السورية لم شمل حشد من النجوم
لكن هذه المرة بنكهة خاصة ربما هي نكهة "المكدوس"
التي عبر عنها "طوطح" بأنها نكهة الشام.

كتب المسلسل
عباس النوري, وزوجته عنود الخالد.
يحمل عاتق القصة حشد كبير يتقدمهم
عباس النوري, سلوم حداد
جمال سليمان, رفيق سبيعي
حسام تحسين بك, سليم كلاس
عبد المنعم عمايري, اندريه اسكاف
مكسيم خليل, عدنان ابو الشامات
علي كريم, نزار ابوحجر
حسن عويتي, معن عبد الحق ...

يتقدم الجانب النسائي
نادين , ضحى الدبس
وفاء موصللي ,أمانه والي

يقود دفة الاخراج
أحد خريجي مدرسة مرايا العظمة
سيف الدين سبيعي

بينما يتمنى المخرج الليث حجو
أن يخرج عملا بقامة هذا العمل.