[الهوا هوانا]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد تغيرت نظرة المشاهدين للأعمال، فلم يعد اهتمامهم ينحصر على القصة وأداء الممثلين، فأصبحت نظرة المشاهد الحديث تشمل الإضاءة والموسيقى التصويرية والديكورات والمقدمة، وكل هذه العناصر تجمعها سلطة واحدة تمثل الدينامو المحرك للعمل، وهو المخرج .

وفي موضوعي هذا أستعرض أحد أهم المخرجين لدينا في الخليج العربي وهو المخرج محمد دحام الشمري .



محمد دحام من المخرجين الذين يتمنى أي فنان خليجي مشاركته في أعماله، حتى توجه في الآونة الأخيرة لإنتاج أعماله بنفسه وتكوين المجموعة الخاصة به، ولكن المثير في الأمر أن القدرات الكبيرة التي يمتلكها دحام في حركة الكاميرا واعتماده على منظومة عمل تبدأ من تصميم الديكورات وتنتهي إلى أصغر عامل، وعمله الكبير الذي يُظهِر لنا جمالية رؤيته والتي يمكن لها أن تقدم لنا صورة جميلة بحركة سلسة .

ولكن ... قام دحام بالاعتماد على جمالية الصورة التي يقدمها دون تقديم أي روح فنية وأدائية للعمل، فلا نشاهد في عمل أي قدرات تمثيلية أو أية لمسات يمكن أن يضيفها على أداء الطاقم التمثيلي لديه والذي أصبح من المتردية والنطيحة، ولعل الأضواء تتركز على عبدالله بوشهري وهيا عبدالسلام .





إضافة إلى ذلك أنه ومن خلال أعماله الأخيرة أخذ بالمراهنة على كتاب شباب كجاسم الجطيلي وفهد العليوة حتى أنه في حال نجح المسلسل فأن هذا النجاح يحسب لهؤلاء الكتاب، وفي الحقيقة أن مسلسلاته تسمن ولا تغني من جوع، ولا يرفع أسهمها إلا جمالية الصورة، أما روح العمل والنص الجميل فغائبان .

جميل جداً أن يعتمد المخرج الأسلوب الجماعي في العمل والذي يعطي معنى التخصص لكل فرد في عمله، إلا أن دور " مساعد المخرج " يكون شبه معطل بالنسبة لدحام، خاصة إذا ما عرفنا أن مساعد المخرج في مسلسلاته الأخيرة هو البحريني جمعان الرويعي



فلو قسنا الأعمال التي يتواجد فيها جمعان كمخرج مساعد والأعمال التي يغيب عنها نجد أنها تسير بنفس الرتم والرتابة دون أي بادرة ملموسة لخلق روح فنية في المسلسل بإمكانها أن تجعل المشاهد لا يلتفت لعناصر أخرى قد تكون عامل ضعف في المسلسل، إلا أن الجمالية التي يتركها دحام لا يمكنها أن تغطي على انعدام الأداء لدى الممثلين لديه، مما يسبب تراجع في أسهم المشاهدين لمسلسلاته، وبالتالي تراجع مكانته كمخرج يعد من مخرجي الصف الأول في الخليج، وما أعمال كـ ( بعدك طيب ) و( أنين ) إلا دليل على ذلك

ولكم الكلمة