[الفنون]

تألقت الفنانة الكبيرة سعاد عبد الله في المسلسل الدرامي «حكم البشر» الذي انتجه تلفزيون قطر، واضافت الى رصيدها الفني الحافل بالاعمال الدرامية المتميزة دورا متميزا وعملا مدروسا حقق النجاح، وسط كم من الاعمال التي ازدحمت فيها الشاشات الفضائية خلال شهر رمضان الفائت. وها هي أم طلال تستعد لعمل جديد من انتاج تلفزيون الكويت، كان محور حديثها مع «الشرق الأوسط»:
ـ لدي مسلسل جديد بتكليف من تلفزيون الكويت بعنوان «شاهين» وهو من تأليف الكاتب البحريني المتميز راشد الجودر واخراج أحمد المقلة، ويقع في ثلاثين حلقة، وأنا ألعب فيه دور أم الشاهين وهو دور ليس كبيرا في حجمه لكنه كبير في معناه، والبطولة النسائية ستكون لي ولفتاة لا تتعدى العشرين عاما، اما باقي الادوار فهي كلها رجالية. ومن المقرر ان يصور المسلسل في البحرين او قطر بسبب عدم وجود منطقة قديمة في الكويت تعود الى اكثر من ثلاثمائة عام مضت، فالمباني الحديثة هنا ازالت المباني القديمة وأصبحنا نفتقد كل ماهو قديم، ولم يكن امامنا سوى بناء موقع تصوير قرب البحر، وهذا غير مقنع لأننا لن نستطيع ان نتخلص من ضجيج السيارات او أزيزالطائرات، والتجارب السابقة كثيرة في هذا المقام ، ولذلك فاننا سنسافر الى البحرين حيث توجد مدينة مبنية لهذا الغرض بعيدة تماما عن المدينة الحديثة، او الى قطر حيث توجد منطقة قديمة تبعد عن الدوحة ساعة تقريبا. ونحن ننتظر ان تستقر الامور حتى نقرر السفر من اجل بدء التصوير.

* كيف وافقت على بطولة هذا العمل وحجم الدور لا يتناسب مع تاريخ سعاد عبد الله؟

ـ لم اقس الامور بهذا المفهوم أبدا، فأنا باحثة جيدة عن الكيف وليس الكم، خاصة اذا كان العمل تتكامل فيه عناصر الابداع من نص واخراج، فما المانع عندها من ان اضيف لرصيدي الفني اضافة جديدة، وهناك أمثلة كثيرة في الاعمال الدرامية وحتى السينمائية في الوطن العربي وفي العالم الغربي حيث لا تقاس الامور من خلال حجم الدور بل من خلال الكيف لذلك الدور.

* لقد تألقت في مسلسل «حكم البشر» الذي عرضه تلفزيون قطر، ما تعليقك على عدم عرضه من خلال تلفزيون الكويت؟

ـ لا استطيع ان اتهم تلفزيون الكويت بالخطأ لأن لديه كماً هائلاً من الاعمال المحلية من انتاجه التي عليه عرضها، واعتقد ان المسؤولين يأخذون هذا الامر بعين الاعتبار، فهم لا ينظرون للأعمال من الناحية الابداعية، وانما من الناحية الادارية البحتة.

* لماذا لا نرى لك عملا مسرحيا منذ فترة طويلة؟

ـ اخاف جدا من المجازفة بتقديم نص لا يكون بالمستوى المطلوب او بمستوى ما قدمت من أعمال مسرحية لا تزال تحتفظ بها الذاكرة، لأنني بذلك سأحتقر نفسي قبل ان يحتقرني الجمهور، ففي هذا العام (2003) سأكمل أربعين عاما بالتمام والكمال من مشواري الفني، ولا اعتقد أبدا ان جمهوري سيغفر لي اذا أخطأت ولا تاريخي الفني الطويل سيسامحني اذا لم اكن على المستوى المطلوب، فلعبة المسرح اصبحت عند البعض اليوم تجارة رائجة ومربحة، ولذلك فاننا نجد بعض الاعمال التي تقدم دون هدف او قيمة، وأنا لا أتقن هذه اللعبة، فرحم الله امرأً عرف قدر نفسه.

* نلاحظ ظاهرة تدخل الفنانات الكبار في تفاصيل العمل ووضع شروط معينة دائما مثل فاتن حمامة، يسرا وغيرهما، وماذا عنك أنت؟

ــ اعتقد انه بعد خبرة سنوات طويلة من العمل الفني يحق للفنان او الفنانة التدخل في حدود المعقول لخدمة ذلك العمل، وأنا شخصيا أتدخل في حدود المعقول وبموافقة جميع الاطراف، لكن اذا كان النص متكاملا والعمل مسنوداً لفنان مخرج مبدع فالامورعندها تسير حسبما يراها المخرج والمؤلف.

* اعرف جيدا عن العلاقة الأسرية التي تربطك بالفنانة الراحلة سناء جميل، فكيف تلقيت خبر وفاتها؟

ـ منذ دخولها في غيبوبة وأنا كنت أدعو لها باستمرار، وقد ذهبت لها اختي أمل وزارتها هناك حتى فاقت من الغيبوبة حيث سألت عنا جميعا وبعدها سلمت روحها الى بارئها ورحلت، ويبقى الموت حقا على الانسان وهذا قدرنا المحتوم، الا انني لا استطيع ان اتخلى عن مشاعري الانسانية تجاه تلك الانسانة الرائعة في فنها وفي علاقاتها الانسانية، وقد كلمت زوجها في اتصال هاتفي وهو متأثر جدا لرحيلها، لكن هذا هو قدرنا وطريقنا الذي لا يمكن ان نحيد عنه.

24 يناير 2003