عضو شرف
العــضوية: 13479 تاريخ التسجيل: 15/06/2011
المشاركات: 165
الـجــنــس: ذكر | لقاء في جريدة الوطن 1994 عبد الله الحبيل .. بصراحة لا عودة للمسرح قبل عودة الوعي للجمهور لقاء أجراه بندر سليمان الفنان عبدالله الحبيل , نجم غني عن التعريف , يعتبر واحدا من جيل اثرى الحياة الفنية في الكويت , ولا يزال يواصل عطاءه تمثيلا واخراجا وانتاجا ..التقته الوطن وحاورته في أمور فنية وشخصية وعامة , فكان لنا معه هذه الحصيلة : * أنت مقل في اشتراكك في الأعمال المسرحية , فما هو السبب؟ في الحقيقة , قبل الغزو كانت هناك نوعية من الجماهير الواعية هي التي ترتاح المسرح , ولكن مع الأسف الآن اصبح غالبية الجمهور التي ترتاد المسرح مجموعة من الشباب التي تبحث عن اللهو وعن أي كلام , بغض النظر موضوع العمل , ولست اقول هناك أن كل الشباب من هذه النوعية ولكن هناك فئة منهم هي التي أتحدث عنها , انا قدمت ثلاثة أعمال بعد الغزو منها الوحش بوراسين وهو للأطفال وهو من تأليفي واخراجي والحاني ولكن لم أمثل فيه فهنا طلب مني بعض الجمهور أن أمثل , فبعدها قدمت عملا اخر أيضا من تأليفي وكلماتي والحاني وهو طيوب وشيطون ومثلت فيه , ثم قدمت مسرحية على قشر موز واتلتي اضطررت فيها أن أجاري الجمهور الحاضر والذي يبحث عن اللهو , ولكن وجدت واحدا من جمهورنا الواعي الذي قال لي : انت ارضيت الغالبية ولكنك خسرت الاقلية التي تحبك وتقدرك , وعلشان ما انزلق في نفس الخطأ مرة أخرى قلت لا مسرح الى أن يعود جمهورنا الواعي المتفهم وحينها ستقدم له ما يرضيه . صورة من مسرحية على قشر موز لعبدالله الحبيل * هذا بالنسبة للمسرح فما سبب ندرة أعمالك التلفزيونية ؟ أنت تعرف بأني اكتب معظم الأعمال التي أشترك فيها أو اجد نصا جيدا اهود به للجمهور , فدائما أبحث عن النص الجيد الذي من الصعب وجوده , قد يتواجد ولكن اما أن يكون بعيدا عن عاداتنا ومشاكلنا أو يكون قريبا من هذه المشاكل والعادات ولكنه ضعيف تلفزيونيا , فألجأ للكتابة بنفسي وهذا يستغرق فترة طويلة لا تقل عن سنة ونصف وحتى تتنفذ يحتاج للسنتين , فهذا سبب ندرة ظهوري تلفزيونيا , فأساس العمل الفني الجيد هو النص . * أنت تكرر في أغلب أدوارك شخصية الانسان الطيب جدا وعلى نياته فلماذا هذا التركيز عليها ؟ دعني أقول لك شيئا , لا شك اني عملت كذا شخصية مختلفة , ولكن الطابع العام للشخصيات التي اؤديها هو ذلك الطابع الذي اركز عليه , لانها هي الشخصية الحقيقية لنا نحن العرب عموما , فنحن كعرب طيبين وعلى نياتنا , ولهذا هي اقرب الى نفسي مع اني حاولت العب شخصيات غيرها . * لكن ألا تخشى أن تقع أسيرا لهذه الشخصية وتتقوقع فيها؟ لا أبدا .. لانها شخصية لها ألوان كثيرة , وأداء مختلف , فهي ليست كاراكتر حتى تقول عنها مقيدة , فهي مختلفة عن الكاراكتر , لانها تتفاعل مع الواقع الذي تضعها فيه وتتغير بنوع هذا الواقع , فتارة تجدها شخصية مجنون أو عاقل أو حتى مجرم , وهي شخصية دقيقة جدا وخطيرة جدا وليست سهلة . * من أي ناحية ؟ من ناحية انك عندما تؤديها لابد أن تكون طبيعيا لدرجة أن الجمهور لا يشعر انك تمثل وهذا صعب جدا , وهي ليست شخصية مكررة فالموقف الذي انت فيه يحدد ما تؤديه , فمثلا نجيب الريحاني ادى شخصية الانسان الطيب في كل افلامه ولكن في كل مرة يجعلك تحبه أكثر لانه تلقائي وطبيعي الأداء , وهي بقدر صعوبتها فالجمهور يحبها ولا يملها . * لم نعد نراك تشترك في أعمال مع فنانين كبار مثل عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج مثلا على الرغم انك تعتبر من الجيل القديم؟ والله العملية ترجع لطبيعة الدور أو العمل الذي تعمله , وهل يتناسب مع قدراتك ويرضي جمهورك ام لا؟ فهي ليست مشاركة فقط . عملت في السابق مع عبدالحسين وسعد عام 1969 ولكن المشكلة الآن أن كل واحد له نظرة معينة بالأعمال التي يؤديها , وكل شخص وجهته مختلفة عن الآخر , فالمسألة ليست مسألة رفض لبعضنا ولكنها قضية اتجاه ونمط معين يتجهه كل شخص , وطالما تعددت الأنماط فمن الصعب وجود عمل يضم كل الأنماط . * طيب , هل عرض عليك عمل ورفضته من هذه النوعية ؟ والله انا اصلا معروف بأن ذوقي صعب جدا , واذكر انه اتاني شخص وعرض علي عمل , وهذا الشخص حذروه بأني سوف ارفض العمل معه , فلما أتاني طلبت قراءة العمل , فتفاجأ بعدم تكلمي في الأمور المادية أولا كعادة بعض الفنانين , فقلت انا المهم عندي هو العمل وليس المادة , وبعد قراءتي للعمل رفضته , فقال لي قالوا لي لا تروحله , وقال لي عدل في النص ما لا يعجبك , فقلت له القضية ليست قضية تعديل , انا ممكن أعدله ولكن ما راح اشارك فيه لأنني لا أجد نفسي فيه . * اتجاه بعض الفنانين للكتابة . ما رأيك في هذا الأمر ؟ ليس بيد كل شخص أن يكتب , هذه موهبة من الله , وليس كل شخص يكتب نقول عنه كاتب لا يمكن أن يكون مستوى ما كتبه 5% , أنا لما بدأت في الكتابة تقريبا في 1973 ذهبت لصقر الرشود وقلت له انا عندي فكرة عمل كذا وكذا اشرايك اكتبه ..فقال لي هذا تصور كاتب وليس واحد عنده فكرة فلا تتردد واكتبها , وأول عمل كتبته للتلفزيون كان مسلسل الدانه الذي أثار ضجة في الكويت ومن الأعمال التي أحبها الجمهور , فلابد من أن يكون ما تكتبه له قيمة حتى تكون كاتبا . عبدالله الحبيل في بنشر * تجربة تعتز بها؟ في الحقيقة أنا كل أعمالي أعتز بها , فأنا لا أعمل أي شيء قبل أن أفكر فيه ألف مرة , وهذا معناه اني لا أقدم على شيء الا عن قناعة تامة , ولكني أحب سهرة مجنون بأثر رجعي ومسرحية بنشر لان هذين العملين يمسان شغلات في داخل نفسي وليس لأنهما الأفضل . |