[ أرشيف الموسوعه الصحافية ] سعاد عبد الله: كانت أمنيتي أن أصبح طبيبة
من الواقع
سعاد عبد الله: كانت أمنيتي أن أصبح طبيبة
النجمة القديرة سعاد عبد الله «أم طلال» واحدة من الفنانات الكويتيات اللواتي استطعن أن ينحتن في الصخر ليشققن طريقا بين الصخور، رغم صعوبة المشوار والمطبات التي صادفتها واعترضت مسيرتها من بدايتها وحتى الان مازالت القيمة الإنسانية عندها أكبر واهم من القيمة الفنية، لن يطال منها الزمن أو النجومية شيئا من تواضعها رغم كل ما واجهته من جراح الا أنها ارتفعت فوق الجراح وأن تواصل مسيرتيها العملية والعلمية وتحتل مكانا بارزا بين كبار النجوم في العالم العربي. - لو تحدثت عن أهم حدث في حياتي بشكل عام لا يمكن أن أغفل زواجي الذي تم منذ ثمانية وثلاثين عاما وهذا عمر كبير،لا يمكن أن أغفل موقف زوجي معي الذي ساعدني في مشواري الفني والأسري وكان معي في كل مواقف حياتي، لن يتركني لحظة أتحمل المسؤولية بمفردي وهذا شيء ساعدني في كل خطواتي وجعلني أتخطى الصعاب والمشاكل والمسؤوليات.. ساعدني أيضا أن أصل بأولادي إلى بر الأمان وكل شخص منهم أصبحت له حياته الخاصة والمستقلة، وبقينا سويا، أحيانا نشعر بشيء من الوحدة وأصبحنا نجد بعضا دائما فتحولت حياتنا الى ألفة وبالتالي أصبحنا اثنين في واحد أو بمعني أدق روحين في جسد، السنوات التى قضيناها كفيلة أن تدمجنا وتجعلنا واحداً.
- لقد خرجت من أسرة بسيطة، لم يكن في حساباتي أن أكون فنانة، كانت أمنيتي الكبيرة أن أصبح طبيبة، ولكن الحلم لم يتحقق نظرا لزواجي المبكر من المخرج التلفزيوني (فيصل الضاحى) وأنا في المرحلة الثانوية، ورغم زواجي واصلت دراستي واشتركت في النشاط المسرحي المدرسي (بدأت موهبة التمثيل تظهر علىّ عندما شاركت بدر الأم في مسرحية من خلال نادي الأطفال الذي كان تلفزيون الكويت ينقله وقد استطعت خلال هذا الدور أن أجيد والفت الأنظار إلىّ بداية من زوجي الذي بدأت مشواري الفني من خلال مسرحية (حظها يكسر الصخر)، وفي التلفزيون من خلال البرنامج التلفزيوني (ديوانية التلفزيون)، عملت بتلفزيون الكويت كموظفة ثم التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية عندما فتح أبوابه على يد الأستاذ الراحل الكبير زكي طليمات الذي اسهم معي في عملية الاستزادة الفنية ومعي جيل كامل من النجوم الآن.
- من الأحداث التي مازلت عالقة في ذهني منذ سنوات العروض الفنية التي عرضت عليّ من العديد من الدول العربية الشقيقة وكانت بمثابة فرص ذهبية للشهرة والانتشار ومع ذلك رفضتها ولم أندم لحظة واحدة على قرار اتخذته، إذا كنت أريد أن احصل على شهرة وأمول كثيرة لما رفضت العروض التي جاءتني من أقطار عربية كثيرة، كان من الممكن اقدم في المسرح والتلفزيون.
- كانت أول مره في حياتي أشارك في عمل خارج الكويت كان في دولة قطر الشقيقة من خلال المسلسل التلفزيوني «بعد الشتات»، وذلك بعد مسيرة فنية استغرقت أربعين عاما، كل ذلك لحرصي الشديد على تواجدي مع أسرتي في الكويت بالإضافة الى عدم تنازلي نهائيا عن قيمة الورق الذي أقدمه للناس. - الفن ليس له أرض أو وطن أو جنسية، ولكن هذا الإيمان ناتج عن قناعات وليست شعارات أنا مؤمنة بها، الفنان الكويتي شارك في العديد من الأعمال العربية وشارك في مهرجانات وفعاليات وحقق انتشاراً على مستوى الوطن العربي، دفاعي عن الفنان المحلي ليس من فراغ ولكنه حقيقية الكل يلمسها ومع ذلك لا ننكر قيمة الآخرين، كل بلد له فنانوه ومبدعوه الذين يفتخرون بهم أيضا، ولكن تبقى حقيقة، أنا جزء من التاريخ الفني لهذا البلد.
- قد تكون السنوات الأخيرة لا أعرف الظروف التي جعلت غالبية الفنانين الكويتيين يبتعدون عن بعضهم بعضاً، الكل يعمل بمفرده، هناك حقيقة ثابتة لا أحد يبيح لنفسه أن ينكرها ولا أعتقد أن أحداً منا قليل الوفاء لينكرها: نحن بيننا عيش وملح وبيننا عشرة عمر، بيننا حكايات وحواديت وتاريخ، وقصص وفاء جميلة، بيننا رحلات سعيدة وأعمال فنية ورحلات فنية تحمل في طياتها ذكريات جميلة، بيننا نكات ومهرجانات، أنه تاريخ ممتد أربعين عاما بكل ما تحمله الأيام والشهور والسنوات من مواقف ومشاعر رائعة، لقد عشنا مع بعضنا بعضاً أكثر ما كنا مع أهالينا، ولا أعتقد بسهولة أن الإنسان منا يضحي بالآخر. - أشعر بالمرارة الممزوجة بالاستغراب والدهشة، الزمن كله تغيرت فيه معايير كثيرة من القيم والمفاهيم الجميلة.
- أنا مؤمنة بتوارث الأجيال وهذا يدفعني وبحماس شديد أن أتعامل مع الجيلين وبصراحة أنا أجد نفسي في هؤلاء الشباب وأنا فخورة بهم وبيننا كل حب وتعاون، أنا لديّ قناعة مسلم بها، لا يوجد شيء يخلد، أين الأستاذة الذين تعلمنا منهم الفن والقيمة والحياة، أين محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم، وغيرهم وهذه سنة الحياة وقدرنا.
وهذا وضع طبيعي جدا وأنا تقبلته بصدر رحب، أين المفر من حكم الزمن وجغرافية الوجه وتأثيره بعنصر الزمن، هذه الأشياء بديهية وأنا مؤمنة بها، الزمن لا يبقي على سند ريلا، كل الأزمنة لها جمالها وبريقها، لكن مهم أن نختار المنظار الذي نشاهده به، أنا أشعر بإحساس جميل وهو نضوج الأمومة بالمعنى الأعمق، عندما أقوم بدور الأم أدخل في أعاق الشخصية وأغوص بها وأتفانى فيها بكل كياني، هذا إحساس يلازمني ومتشبعة به، وبما إنني فنانة لابد أن اعكس الأشياء فأعكسها بطريقة صحيحة.
- عندما كنت صغيرة قدمت أدوار الفتاة المراهقة، كان له حسه وزمنه وعمري الصغير، أنا أرى ان الإنسان عليه أن يعيش أزمنته صح ويستثمرها صح. - لقد أحببت الفن بروحي وعقلي ووجداني، أحببته بكل ذرة من كياني ووجداني وأعصابي، ولكن نجاحي ألفني لم يكن هو النجاح الكامل لأن الكمال لله وجده، أما الكمال الإنساني فهو شيء نسبي تماما وبشكل عام أنا أعتبر نفسي من المحظوظين جدا، لأنني على مقدار ما أعطي، بمقدار ما آخذ بالضبط بلا زيادة أو نقصان، أما إذا أديت دورا من دون اهتمام، فان الجمهور لا يهتم به أيضا. __________________
التعديل الأخير تم بواسطة imene ; 02-02-2009 الساعة 12:07 AM |