سعاد عبدالله: زوجي المخرج فيصل الضاحي له الصحة والعافية وظروفه لا تؤهله لإخراج عمل كامل
دون موعد محدد ولا بـ«علم» مسبق... قامت «الوطن» بزيارة مكتب الفنانة القديرة سعاد عبدالله ووجدناها غارقة وسط أوراق كثيرة موجودة على مكتبها منها نصوص جديدة لتبدي الرأي فيها، و«ريكوردات» لتدوين الملاحظات وتنشغل أحيانا في الرد على هاتفها النقال. كان المؤلف عبدالعزيز الحشاش حاضرا فيما جاء بعد ذلك المخرج غافل فاضل، وأم طلال «ما ردتنا» فأدارت «الوطن» حوارا متنوعا معها، ودار الحديث حول تحضيراتها الجديدة، كما دارت «دردشة» وليدة اللحظة عن عملها الذي سيعرض قريبا «غريب الدار» بجانب مسلسل «سبيكة النسرة» وعدنا للماضي الجميل والذكريات، وأعربت عن حنينها «للي طاف» وقالت بحرقة ونبرة ألم عن الأوضاع التي تجرى في وقتنا الراهن في البلاد من توترات ومشاحنات سياسية فتعطل حال البلاد والتي تبكيها، وللمزيد من التفاصيل...هنا نص اللقاء: < أم طلال في المكتب وسط أوراق «مو طبيعية» من كثرتها..فما تعدين؟ - اهلا وسهلا بك، ياحيا الله «الوطن».. أنا مشغولة بالقراءة واتفاقات العروض الجديدة، وحقيقة لا أحب التصريح عنها، الا بعد ان تتضح الرؤية لي، لانه في حال عدم اتفاقي مع احدى الجهات أو فريق العمل «مو حلوة» نذكرها بدون تأكيدها.
كاسرة خاطري
< وماذا عن «غنيمة الشريرة» في «غريب الدار»؟
- انتهينا من تصوير العمل وسيعرض اول مارس المقبل..في قناة جديدة بقطر متخصصة بالدراما، وبخصوص غنيمة «تصدق» أحببت الشخصية فهي انظلمت بالماضي وقسا عليها الزمن «فعلا كاسرة خاطري» وهذا ما جعلها قاسية، وتجمد قلبها، ومشاعرها «تبلدت» وأصبحت تتحكم بمحيطها، ودعني أقول أيضا أنا ممثلة فقط بالمسلسل ولكن يوجد نوع من الاشراف مني بما انني طرف فيه لازم أتبناه من باب حبي له كونه عملي.
< شعورك وأنت تلعبين دور القاسية والمتحكمة على الرغم من انك قدمت ادوارا هكذا ولكن بكوميديا بالثمانينيات؟
- بالفعل مثلت ومنها «القدر المحتوم» الأخت «النحيسه» لكن لم تكن كـ«غنيمة» الأكثر شراسة، فالجمهور يريد الجديد مني، والحشاش تفنن في كتابتها وأظهرها بصورة « شدتني »
< وحدثيني عن «سبيكة النسرة»؟
- الى الآن هبة مشاري حمادة تكتب النص، ويوجد أولويات بالعمل سواء عندي أو عندها في تنفيذ أعمال تحتاج لانجاز سريع، ولم يتوافر لكلينا الوقت خلال الفترة الماضية لنلتقي، واتفقنا على أن يكون في وقت لاحق.
< أم طلال بعد تسع وأربعين سنة بالمجال الفني ماذا تغير فيك كانسانة وفنانة؟
- هذي أنا.. أرى نفسي مثل ما كنت لكن ازدادت المسؤولية الأسرية والفنية وأيضا تجاه الناس والجمهور وتجاه من ساهم في ان أصل الى هذه المرحلة وأصبح خوفي عليهم أكثر من خوفي على نفسي، ولا اخطو خطوة الا بحساب.
« ودي » بس
< متى نراك بعمل مع زوجك فيصل الضاحي ولم تقترحي عليه بيوم؟
- لا خلاص،.. له الصحة والعافية «ودي»أشتغل وياه، لكني عارفة ظروفه التي لا تؤهله لتولي أخراج عمل كامل.
< نرجع للوراء.. ما العمل الذي لا تنسينه وتتذكرين فريق العمل والـ«لوكيشن» حتى الآن؟
- ليس عملا واحدا..وبلا مبالغة اذا العمل «ما حسيته» ولم اشعر بمتعة به، لا اشتغل، لذلك أعمالي أحبها، وأنا احن كثيرا «لأيام زمان» والعفوية والتلقائية والتلاحم والود.
< ومن وجهة نظرك ما الذي تغير؟
-«يا ماما»...الزمن كله تغير والوقت اختلف، ليس الوسط الفني تغير، انما كل شي بالدنيا تغير..أهل السياسة يتباكون على الزمن الماضي، وأهل الثقافة يتباكون على أيام القصة والرواية، وهذه حال أهل المسرح وآخرون غيرهم، وصدقني لو ان جدتك بالبيت ستسمعها تقول لك «وين أول وين الحين!» وهذه حالة عامة ونحن أكثر ناس نلامسها لأننا سنمثلها، وكلنا لدينا حنين للذي طاف، وهذا ليس على مستوى الكويت انما على مستوى الوطن العربي مثل مصر وسورية، وحتى في الخارج «أوروبا» يوجد ارتباك.
أحس بشجن
< بما انك ذكرت الحنين والشجن والماضي..متى تبكين؟
- كل حزة أحس بشجن خصوصا حين أرى الأخبار والتوترات السياسية والمآسي ابكي من قلب، وبأحداث مصر وضعوا أغنية «يا حبيبتي يا مصر» لقيت نفسي ابكي بحرقة، وعندما أرى الوضع حاليا في سورية، وغير ذلك هنا في ديرتنا عندما حسيت بهذا التناحر والشحن السياسي...اتساءل «ليش وألف ليش جدام عيني!» غصب عنا نبكي وعندما أرى «الشايب» يسير وليس جواره أبناؤه..وحرمان الأطفال في العالم، أصبحنا مهيئين للبكاء أكثر من الضحك.