عرض مشاركة واحدة
قديم 19-02-2012, 02:41 PM   #10 (permalink)
جمال العايد
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
 العــضوية: 7756
تاريخ التسجيل: 03/02/2010
المشاركات: 131

افتراضي رد: عالم وسطي وباحث قدير

الى الاخ شاكور
الشيخ الجديع لم يقل ان الغناء والموسيقى حلال في كل حال بل قال انها لها ثلاث حالات الاستحباب والكراهة والتحريم , ومثال الحالة الاولى في الاعياد , والاعراس , ومثال الحالة الثالثة وهي التحريم كما هو الحال في مواطن المنكر التي فيها الشرب والرقص للنساء , اما حكم الكراهة فهو يكون في الحالات التي ليست مواطن منكر وليست في الاعياد واعراس كما هو الوضع العادي .

اما قولك لا يوجد احد من العلماء اباح الغناء او الموسيقى فهذا نتيجة واضحة لعدم اطلاعك او مكابرتك .
فهناك بعض العلماء لم يقولوا بتحريم الغناء وبعضهم لم يقولوا بتحريم الموسيقى , فمن علماء الاسلام الذين لم يقولوا بحرمة الغناء والموسيقى حجة الاسلام ابو حامد الغزالي ونوه الى ذلك في كتابه احياء علوم الدين , وكذلك اخوه احمد الغزالي وله كتاب بوارق الالماع في تكفير من يحرم مطلق السماع . وكتاب لابن قتيبة الرخصة في السماع , وكتاب الشوكاني ابطال دعوى الاجماع على من حرم السماع بين فيه ان الغناء ليس بمحرم ولم يجمع على تحريمه , وان الموسيقى لم يجمع على تحريمها العلماء , وكتاب لمحمد طاهر المقدسي , . وكتاب ايضاح الدلالات في سماع الالات . وكتاب ابن رجب الجنبلي نزهة الاسماع في مسالة السماع , وفي نيل الاوطار وفي احياء علوم الدين كما قلت . وفي احكام القران لابن العربي ذكر ان الرخصة في الاعراس ليست مقتصرة على الدف بل تشمل جميع الات الطرب (الجزء 3 صفحة 1494)

قال الشيخ الشوكاني رحمه الله في كتابه ابطال دعوى الاجماع على من اطلق تحريم السماع

قال حكى ابو الفضل بن طاهرفي مؤلفة في السماع انه لا خلاف بين اهل المدنية في اباحة العود يعني في زمنه

من هو ابن الطاهر جاء في السيرللامام الذهبي

ابن الطاهر هو الامَامُ، الحَافِظُ، الجَوَّال، الرّحَالُ، ذُو التَّصَانِيْفِ، أَبُو الفَضْلِ بنُ أَبِي الحُسَيْنِ بن القَيْسَرَانِيِّ المَقْدِسِيُّ، الأَثرِيُّ، الظَّاهِرِي، الصُّوْفِيّ. وُلِدَ: بِبَيْتِ المَقْدِس، فِي شَوَّال، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَع مائَة. "408" هـ وَسَمِعَ: بِالقُدْس وَمِصْر، وَالحَرَمَيْنِ وَالشَّام، وَالجَزِيْرَة وَالعِرَاق، وَأَصْبَهَان وَالجِبَالِ، وَفَارِسَ وَخُرَاسَانَ، وَكَتَبَ مَا لاَ يُوصَفُ كَثْرَةً بِخطِّه السَّرِيع، القوِيّ الرّفِيع، وَصَنَّفَ وَجَمَعَ، وَبَرَعَ فِي هَذَا الشَّأْنِ، وَعُنِيَ بِهِ أَتَمَّ عِنَايَة، وَغَيْرُهُ أَكْثَرُ إِتقَاناً وَتَحرِّياً مِنْهُ.

الى قوله قال أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيْلَ بن مُحَمَّدٍ الحَافِظ يَقُوْلُ: أَحْفَظُ مَنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِر. وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن مَنْدَه: كَانَ ابْنُ طَاهِر أَحَدَ الحُفَّاظِ، حسنَ الاعتقَاد، جَمِيْلَ الطّرِيقَة، صَدُوْقاً، عَالِماً بِالصَّحِيح وَالسَّقيم، كَثِيْرَ التَّصَانِيْف، لاَزماً لِلأَثر اخر ما كتب في السير. انتهى

فالرجل اذن كان روَاية ورحَالة وثقة عند علماء الرواية والحديث . وقوله انه لا خلاف بين اهل المدينة قال ذلك من علمه وروايته وزيارته للمدينة فالرجل كما قلت بشهادة علماء كبار كالذهبي وابن منده وغيره ثقة .


قال الشوكاني
ان ابن حزم في كتابيه المحلى والسماع بسنده الى ابن سيرين روى قصة فيها ان الصحابي عبد الله بن جعفر رضي الله عنه كان يسمع الموسيقى قال ابن حزم في السماع ان رجلاً قدم المدينة بجوارٍ فنزل على عبد الله بن عمر وفيهن جاريةٍ تضرب , وجاء رجل فساومه فلم يهو منهن شيئاً , قال انطلق الى رجل هو امثل لك بيعاً من هذا قال من هو ؟ قال عبد الله بن جعفر فعرضهن عليه فامر جارية منهن فقال لها خذي العود فاخذته فغنت فبايعه , ثم جاء الى ابن عمر الى آخر القصة قال ابن حزم
فهذا ابن عمر وابن جعفر قد سمعا الغناء بالعود وسعى ابن عمر بالبيع كما في اخر القصة .

والقصة ايضا في المحلى قال ابن حزم
قال ابن حزم في المحلى َمِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ أَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَسَلَمَةُ، هُوَ ابْنُ كُهَيْلٍ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، كُلِّهِمْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ رَجُلاً قَدِمَ الْمَدِينَةَ الى اخر القصة .

فهذا السند رجاله رجال البخاري ومسلم وهم حماد بن زيد , وايوب السختياني , وهشام بن حسان , وسلمة بن كهيل , ومحمد بن سيرين . وعبد الله بن جعفر صحابي . ولكن ابن حزم لم يلتقي حماد بن زيد لكن قال ابن حزم في مقدمة كتابه المحلى لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند. ص 2من كتابه محلى الاثار. وقال ايضا عندما اتى بالروايات التي في الغناء والموسيقى هذه روايات صحيحة .

ومع ذلك قال الشيخ الجديع لروايته تلك متابعات "روايات اخرى" تشهد لهذه الرواية مما اخرجه ابو طالب المفضل بن سلمة اللغوي في الملاهي واسماءها ص 10 الى 11 وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريقين عن ابي سلمة موسى بن اسماعيل التبذوكي قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران أن ابن عمر دخل على عبد الله بن جعفر ذي الجناحين فإذا عنده بربط فقال يا ابا عبد الرحمن إن دريت ما هذا فلك كذا وكذا فنظر إليه وقلبه ساعة ثم قال هذا ميزان رومي .

وعلي بن زيد سيء الحفظ لكن من رجال مسلم في متابعاته .

ومع ذلك اقول ينبغي ان يبحث فعلاً في كل الروايات التي عن عبد الله بن جعفر للتثبت منها واظني قرات عن الشيخ السعودي عادل الكلباني حفظه الله انه قد جمع معظم او كل طرق تلك الروايات وانه قد تاكد من حسنها بمجموعها ان شاء الله .

وعبد الله بن جعفر صحابي دعا له النبي فقال " اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ "ابنه" فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ. صححه شعيب الانرؤط وقال رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد، فمن رجال مسلم.

وهو يعد من العلماء لانه من رجال الحديث بل من رجال البخاري ومسلم .

وقال الشوكاني وروى صاحب العقد العلامة الاديب ابو عمر الاندلسي ان عبد الله بن عمر دخل على بن جعفر –عبد الله بن جعفر فوجد عنده جارية في حجرها عود ثم قال ابن عمر هل ترى في ذلك بأسا ؟ قال لا باس بهذا . لكن الشيخ الشوكاني لم ينقل سند الرواية .

ومن التابعين الذي كانوا يسمعون الموسيقى المنهال بن عمرو الاسدي احتج به البخاري في صححيه وفي السير وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ. ونقل الشيخ الجديع عن النسائي تويثقه له والعجلي بالاضافة للبخاري . وكان المنهال يضرب بالطنبور .


والطنبور كما في المعجم الوسيط الة تشبه العود .

قال الشيخ الجديع قصة ضربه بالطنبور وردت في خبر شعبة بن الحجاج عنه انه سمعه من بيته فلم يسمع منه الحديث وتتبعت بعضا مما نوه اليه الشيخ الجديع

ففي الضعفاء للعقيلي منهال بن عمروحدثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : ترك شعبة المنهال بن عمرو على عمد ، وسمعت أبي يقول : أبو بشر أحب إلي من المنهال بن عمرو ، قلت له : أحب إليك من المنهال بن عمرو ؟ قال : نعم شديدا ، أبو بشر أوثق إلا أن المنهال أمتن . حدثنا محمد بن إسماعيل قال : حدثنا محمد بن غيلان قال : حدثنا وهب ، عن شعبة قال : أتيت منزل منهال بن عمرو فسمعت منه صوت الطنبور ، فرجعت ولم أسأله ، قلت : وهلا سألته ، فعسى كان لا يعلم.

وفي تاريخ دمشق لابن عساكر حدثنا ابن حماد حدثني صالح يعني ابن أحمد نا علي يعني ابن المديني قال سمعت يحيى هو القطان يقول أتى شعبة المنهال بن عمرو فسمع صوتا فتركه يعني الغناء أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا محمد بن عمر بن بكير قال قرئ على عثمان بن أحمد بن سمعان أنا الهيثم بن خلف نا محمود بن غيلان نا وهب بن جرير قال قال شعبة أتيت منزل المنهال بن عمرو فسمعت منه صوت الطنبور فرجعت فهلا سألته عسى أن لا يعلم .قال الشيخ الجديع والاسناد صحيح

واخرجه الخطيب في الكفاية ص183

وكان سعيد بن المسيب وهو تابعي كبير يرخص في الطبل فقد روى ابن سعد في الطبقات الكبرى

قال ابن سعد أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب قال: حدثتني غنيمة جارية سعيد قالت: كان سعيد لايأذن لابنته في اللعب ببنات العاج، وكان يرخص لها في الكبر، يعني الطبل .

اما ما اثر عن الصحابة رضوان الله عليهم في سماع الغناء

فقد روى البيهقي قال

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ : وَكَانَ مُتَّكِئًا تَغَنَّى بِلاَلٌ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : تَغَنَّى فَاسْتَوَى جَالِسًا ثُمَّ قَالَ : وَأَىُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَمْ أَسْمَعْهُ يَتَغَنَّى النَّصْبَ.وهو غناء اهل المدينة .ورواه عبدالرزاق واحمد وابو نعيم في مجلس من امالية واخرجه الفاكهي قال الشيخ الجديع باسناد صحيح .

وروى البيهقي رواية ايضا فيها ان اسامة بن زيد كان يسمع الغناء فقد روى بسنده الى مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ : رَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ جَالِسًا فِى الْمَجْلِسِ رَافِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى رَافِعًا عَقِيرَتَهُ قَالَ حَسِبْتُهُ قَالَ يَتَغَنَّى النَّصْبَ.ورواه عبد الرزاق كذلك .

و روى البيهقي في سننه بسنده وكذلك ابن ابي شيبة وغيره الى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ : سَمِعَ عُمَرُ رَجُلاً يَتَغَنَّى بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ فَقَالَ : الْغِنَاءُ مِنْ زَادِ الرَّاكِبِ. واخرجهابن عبد البر بسند لين , ورغم ان هذه الرواية جاءت بسند لين الا انه يشهد لها ما روي عن عمر بعض الروايات التي تعضده من ذلك قول عمر لرياح بن المغترف وهم في الطريق مع بعض المسافرين اسمعهم يا رياح وقصر عنهم المسير اي بالغناء .قال الشيخ عبدالله الجديع اسناده حسن اخرجه الثقة ابو العباس ابن الزفتي في حديث هشام بن عمارة والخطابي في غريب الحديث وله ايضا شاهد بمعناه ذكره الشيخ .واخرج البيهقي وابن ابي شيبة عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ : وَكَانَ مُتَّكِئًا تَغَنَّى بِلاَلٌ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : تَغَنَّى فَاسْتَوَى جَالِسًا ثُمَّ قَالَ : وَأَىُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَمْ أَسْمَعْهُ يَتَغَنَّى النَّصْبَ. واخرج البيهقي بسنده الى الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى رَبِيعَةَ : أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ : أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فِى طَرِيقِ مَكَّةَ فِى خِلاَفَتِهِ وَمَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُفَتَرَنَّمَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ بِبَيْتٍفَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَيْسَ مَعَهُ عِرَاقِىٌّ غَيْرُهُ : غَيْرُكَ فَلْيَقُلْهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . فَاسْتَحْيَا عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ وَضَرَبَ رَاحِلَتَهُ حَتَّى انْقَطَعَتْ مِنَ الْمَوْكِبِ.

وَاخرج البيهقي بسنده الى الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الأَرْقَمرَافِعًا عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَلاَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلاً قَطُّ مِمَّنْ رَأَيْتُ وَأَدْرَكْتُ أُرَاهُ قَالَ كَانَ أَخْشَى لِلَّهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ.

وقبل ذلك كله ما جاء عن رسول الانسانية صلى الله عليه وسلم

ففي الصحيحين والرواية للبخاري هنا عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهَا يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى وَعِنْدَهَا قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاذَفَتْ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ مَرَّتَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا الْيَوْمُ .
فقوله عليه السلام وان عيدنا هذا اليوم لايصح ان يفهم منه خصوصية اباحة ذلك في الاعياد وتحريمه في غيرها بل يفيد بخصوصية استحباب الغناء وسماعه يوم العيد وكراهته في غيرذلك لا تحريمه . لانه ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه اباح الغناء وسماعه في غير العيد وفي غير الافراح من ذلك .

مارواه الفاكهي في اخبار مكة بسند حسن الى ابن أبي مليكة ، يقول : قالت عائشة رضي الله عنها : بينا أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالسان في البيت استأذنت علينا امرأة كانت تغني ، فلم تزل بها عائشة رضي الله عنها حتى غنت ، فلما غنت ، استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فلما استأذن عمر ، ألقت المغنية ما كان في يدها ، وخرجت ، واستأخرت عائشة رضي الله عنها عن مجلسها ، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضحك ، فقال : بأبي وأمي مم تضحك ؟ فأخبره ما صنعت القينة ، وعائشة رضي الله عنها ، فقال عمر رضي الله عنه : وأما والله لا ، الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أحق أن يخشى يا عائشة .
فالنبي اجاز للمغنية ان تغني في غير ما مناسبة .

وكذلك مارواه الترمذي بسنده الى ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ أَوْفِ بِنَذْرِكَ قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عُمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

ولو كان الغناء حرام لما اجازه النبي لانه قال لا نذر في معصية رواه البخاري ومالك واحمد وغيره , وقال عليه الصلاة والسلام من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصيه فلا يعصيه . رواه احمد . وفي رواية لا وفاء في نذر في معصية .
فلو كانت هذه المراة نذرت محرما لما اذن لها النبي بالوفاء به . والذين يخصصون هذا الحديث بالقول بجواز الغناء في حالة النذر فقط فقد خالفوا قاعدة مهمة ذكرها النبي نفسه وهي قوله لا وفاء في نذر في معصية وقوله من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصيه .

وروى البخاري في صحيحه بسنده الى نْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ بُنِيَ عَلَيَّ فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي وَجُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِهِنَّ يَوْمَ بَدْرٍ حَتَّى قَالَتْ جَارِيَةٌ وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُولِي هَكَذَا وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ .

وروى احمد والطبراني بسندهما الى السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ أَتَعْرِفِينَ هَذِهِ قَالَتْ لَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَقَالَ هَذِهِ قَيْنَةُ بَنِي فُلَانٍ تُحِبِّينَ أَنْ تُغَنِّيَكِ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ فَأَعْطَاهَا طَبَقًا فَغَنَّتْهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي مَنْخِرَيْهَا .

فهذا النبي عليه الصلاة والسلام لم يمنع غناء وموسيقى هذه المرأة فهي كانت تضرب بالطبق . اما عبارة قد نفخ الشيطان في منخريها يقصد بها ان الغناء والموسيقى اقرب للباطل وهو الشيء الذي لا خير "حسنات" فيه وللشيطان حظ فيه ولو بسيط فهذا لا يعني التحريم . ولا بد من التفريق بين المحرم وبين الباطل . ولو كان المقصود بهذه العبارة التحريم لما اجاز النبي لهذه المرأة ان تغني وفي غير يوم العيد ولما اجاز لعائشة ان تسمع منها . وهنا نتذكر الحديث الذي في مسلم وغيره وَلَكِنْ يا حَنظَلة سَاعَةً وسَاعَةً . في الحديث الذي تكلم عن الترويح عن النفس .

وكذلك استدل حفظه الله ما ثبت في صحيح البخاري وغيره قال عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ وَكَانَ غُلَامٌ يَحْدُو بِهِنَّ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ يَعْنِي النِّسَاءَ. فلم ينكر النبي غناء ذلك الرجل .

 

 

جمال العايد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292