يتبع ..وقد يقول قائل بالنسبة لما اوردته انت وما نقلته خاصة من احاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام وغير ذلك هل يمكن ان تخالف قوله تعالى "" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ "لقمان 6 فكيف يجمع بين الآية وبينها .
وللاجابة على ذلك فقد اجاب الشيخ الشوكاني على ذلك فقال في رسالته ابطال دعوى الاجماع على تحريم مطلق السماع قال كلاما قوياً فيه رد على الذين يستدلون بهذه الآية ومستدلين ايضاً بقول ابن مسعود انه الغناء . فقال الشوكاني بأن ذلك فيمن فعله ليضل عن سبيل الله كما يشهد لذلك السبب , وقد سمى الله الحياة الدنيا لعباً ولهواً ,فقال "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ"الانعام 32. فلو كان اللهو محرماً لكان جميع مافي الدنيا محرماً. فالشيخ الشوكاني نلاحظ انه ربط بين الآيات الكريمة , وهذا يدل انه اعماله التدبر الحقيقي للقرآن وأياته , من خلال الربط بين آياته بعضها ببعض .
وقبله قال الطبري في تفسيره مفسرا لهذه الآية خاصةً عبارة " لهو الحديث" قال
والصواب من القول في ذلك -اي في معنى لهو الحديث- أن يقال: عنى به كلّ ما كان من الحديث ملهيا عن سبيل الله مما نهى الله عن استماعه أو رسوله؛ لأن الله تعالى عمّ بقوله لَهْوَ الحَدِيثِ) ولم يخصص بعضا دون بعض، فذلك على عمومه حتى يأتي ما يدلّ على خصوصه، والغناء والشرك من ذلك .
وقال الشيخ عبدالله الجديع وخلاصة القول بالنسبة في دلالة هذه الآية
كل من اشترى لهو الحديث: من غناء ولو وشعر واقاصيص , وتمثيليات وافلام وكل ما يصح ان يسمى حديثاً مما يمكن التلهي به , يقصد بذلك الاشتراء الاضلال عن دين الله والصد عن تشريعه والسخرية به فالئك لهم عذاب مهين .
اما ما تجرد من هذه القصد من الاحاديث الملهية مما تقدم ذكره وغيره فلا يلحق بهذه الآية ولا يصح ان تكون دليلا على منع شيء من تلك الملاهي , فمن ذهب الى التحريم في شيء منها فليطلب دليله في غير هذه الآية. انتهى قوله .
وقد يضاف الى ذلك
ان الاية الكريمة لو تاملناها جيداً لوجدنا انها جاءت بصيغة تعليق لا تقرير . اذ ان لهو الحديث اياً كان سواء كان المقصود به الغناء او غير ذلك من لهو الكلام كالقصة او كل او الشعر كل ذلك او بعضه . المقصود في النص القراني الذي يراد به االاضلال ولالهاء عن سبيل الله كما قالت الآية "ليضل عن سبيل الله ", ولهو الحديث ليس كله للاضلال والنص القرآني لم ياتي بصيغة التقرير وهي الصيغة التي يكون فيها تقرير الاضلال و نيته والتعميم فلم يقل تعالى " ان الذين يشترون لهو الحديث يضلون عن سبيل الله". وهذا الكلام يفسره ما نقلته من كلام الشيخ الجديع قبله .