عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2012, 10:10 AM   #11 (permalink)
بيت العائلة
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
 العــضوية: 14703
تاريخ التسجيل: 04/04/2012
المشاركات: 186
الـجــنــس: أنثى

افتراضي رد: مذكرات أسير كويتي في المعتقلات العراقيه

في الحقيقة وأنا أدون ما حدث في هذين اليومين اللذين قضيناها

في البصرة أشعر أنني ربما فقدت شيئا من تسلسل الأحداث إذ أنني

كتبت ما جال في ذاكرتي من أحداث دون ترو ودقة في ترتيب

تسلسلها الزمني فلربما ذكرت أحداثا قبل الأخرى من حيث الترتيب

الزمني ومرد ذلك أنني أكتب هذه المذكرات باستراق الأوقات

المقتطعة من خضم انشغالاتي وارتباطاتي بحيث أكتب أسطرا ثم

أكملها كلما سنحت الفرصة فلست في تفرغ للكتابة إذ لو كان ذلك

متاحا لكانت الصورة أجود والتسلسل ماض بدقة أكبر ، ووإنني

أحاول أن أسدد وأقارب قدر الإمكان.

انطلقت الباصات من البصرة إلى بغداد ولكنها سلكت طريقا غير

الطريق المعتاد والطبيعي على الشارع بين البصرة وبغداد فلقد

كانت قوات التحالف مسيطرة على هذا الطريق كما علمنا فيما بعد

وسرنا طوال الطريق بين القرى والطرق الوعرة وكم وكم عبرنا

جسورا مصطنعة بين الترع وجداول النهر ومررنا على بعض

الجسور المضروبة من قبل التحالف والتي تم تصليحها من قبل

العراقيين الذين كانوا يباشرون إعادة عمل أي جسر يضرب على

التو والفور وكان من المناطق التي مررنا بها السماوة ورأينا

الناس في الطريق ينظرون إلينا بغضب ، ولكننا عندما دخلنا منطقة

العمارة دخلت الباصات ووقفت في وسط السوق لمدة نصف ساعة

تقريبا ورآنا الناس واجتمعوا حول الباصات وهم يظنوننا من

أسرى الحرب العسكريين وكانوا ينظرون إلينا بحقد وغضب وحنق

وكنا نسمع منهم الشتائم المقذعة التي لا تطاق ، ودخل علينا في

الباص ضابط وبيده العصا العسكرية السوداء

وقال : جابوكم النشامى ؟ بصيغة المتسائل بفخر

فلما قلنا له أننا مدنيون لا شأن لنا بالحرب استغرب ورفع يده

ملوحا بطريقة الاستنكار ، وهنا جاء الضابط المسئول عن الأسرى

ونكل بالجنود المسئولين عن حراسة الباص وكيف أنهم سمحوا

للناس بالاقتراب من الباصات وأكثر من ذلك أنهم سمحوا لأحدهم

بالدخول إلى الباص والحديث معنا ، وأمر للتو والفور بمغادرة

المنطقة وبينما نحن نغادر والناس ينظرون إلينا شزرا وكأن

الغضب يقطر من عروقهم المنتفخة وأوداجهم الفائرة قطرات من

البغض والكراهية تتبخر فورا كدخان القطار السائر على الفحم

وكالحرارة المنبعثة من ذيل طائرة الإف 18 التي تقصف المحتل

الباغي وتحيل ليله نهارا وصفاء جوه دخانا .

نظرت من خلال شباك الباص وإذا بواحد من الناس ممن قد

وصفت أمثاله في الفقرة السابقة ينظر باتجاهي ولسانه يبربر

بالسب والسخرية منا ، فأردت أن أستشيطه غضبا فوق غضبه

فأشرت إليه مستهزئا وساخرا والباص يسير باتجاهه ولسان حالي

يقول " إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون "

مضينا باتجاه بغداد ودخلناها في جنح الظلام وعبر ظلمة الليل

وظلام القهر وظلم الظالمين الحاجزين لحريتنا عن غصب وإجبار

والله المستعان



ماذا حدث في بغداد وكيف قضينا الأربعة أيام المرة فيها ؟


ومن هو عزام الجهراوي وابن خالته وما هي قصته ؟


وكيف تلقينا خبر التحرير ؟


وكيف أجبرونا على سماع خطاب صدام ؟


وماذا فعل نايف الصبر بجسارة ؟



هذا ما سنعرفه في المرة القادمة

 

 

بيت العائلة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292