عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2013, 05:46 PM   #1 (permalink)
محمد العيدان
المشرف العام على الشبكة
 
الصورة الرمزية محمد العيدان
 
 العــضوية: 3420
تاريخ التسجيل: 28/05/2009
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 6,524
الـجــنــس: ذكر
العمر: 55

افتراضي قصة فيلم الاكشن ( Zero Dark Thirty ) الذي يتكلم عن كيفية اغتيال بن لادن






المشهد الذي تتوقعه من (صفر ظلام ثلاثون : Zero Dark Thirty) يأتي مع النهاية ذاتها من الفيلم ذي الساعات الثلاث تقريبا, عندما تعيد المخرجة "كاثرين بيغلو" خلق الهجوم على المنزل في باكستان والذي قاد فريق الجندية البحرية لاغتيال "أسامة بن لادن". إنه مشهد متوتر وواقعي بشكل مدهش, مفعم بأنفاس الأدرينالين التي تذكرونها لـ"بيغلو" في (نقطة إنكسار : Point Break) و(خزّان الألم : Hurt Locker), ومليء بكل أحاسيس المحبة للأصدقاء الرجال وقوة العضلات المفتولة.
لكن الساعتين السابقتين لذلك ترويان قصة مختلفة جداً, عن إمرأة اسمها "مايا" (جيسيكا كريستيان) في المحور, ونوع متفاوت كثيراً من الدوافع التي تطلب إيجاد "بن لادن". ومطاردة عشر سنوات تتضمن نكسات مثل تفجيرات لندن عام 2005, ومصرع كثيرين من وكالة المخابرات المركزية, مغرقة في التفصيل بشكل غير قابل للتصديق, من خلال عين صحفيّة لكاتب النص السينمائي "مارك بول" الذي يشرع بحذر بتركيب الشخصيات الرئيسية والبسيطة لأعضاء الفريق البحرية والهجوم. وقبل أن نرى "مايا" أو أي شخص آخر, تمطرنا "بيغلو" بإرهاصات سمعية عن 11 سبتمبر, باستخدام مكالمات هاتفية أخذت من داخل مركز التجارة العالمي, كمشهد فظيع لا يُنسى, وبدء الرهانات غير الممكنة للعثور على "بن لادن". ثم توقعنا مباشرة في جو 9-11, جو الخوف ورغبة الانتقام.
تجسد "مايا" كل تلك الأمور بشكل مثالي, مع أنها تأخذ بعض الوقت لذلك. نراها أولاً كشاهدة صامتة عند وكيل سي - آي -إيه (جيسون كلارك) الذي يعذب أحد معتقلي "القاعدة", ويدعوه بشكل ساخر بـ"الأخ" ويعده "إن كذبتً عليّ, فسأؤذيك". بطباعها الحساسة وشعرها الأحمر المتدفق تنظر "مايا" خارج غرفة التعذيب القذرة, لكنها تدرك ما تفعل, فعندما يستجدي المعتقل منها الرحمة ترفض, محدّدة مسار شخصيتها القاسية الشديدة المضافة إلى نزعة الفيلم تجاه التعذيب. تصور "بيغلو" بتفصيل مشاهد التعذيب المتجهم المزعج, لكنها تسمح لمثل هذا الاستجواب الحاد أن يقدم معلومة رئيسية لـ"مايا" تساعدها في تعقب "بن لادن". (صفر ظلام ثلاثون) يتعامل مع مواضيع مُسيّسة جداً, مع تحيز وحيد نحو وكلاء المخابرات المركزيين المصممين والراغبين دونما شك بفعل أي شيء لكي يجدوا "رَجُلهم".
مع ذلك وفي عمق العمل القذر والممل أحياناً لوكالة المخابرات المركزية, من استغلال الهواتف إلى رشوة المصادر, ونعم التعذيب. فالقصة العريضة لـ(صفر ظلام ثلاثون) تنعرج من حين لآخر بالأحداث التاريخية الأكثر شهرة -كنبذة بسيطة عن االتفجيرات في لندن 2005 وحالتها المزعجة, إلى الاحتجاجات في باكستان حول طلعات الطائرات الأمريكية دون طيار التي تؤثر على شخص واحد سوف نحبه حتى دون أن نعرف اسمه-. وحتى لأي شخص يعرف تاريخ نجاحات وكالة المخابرات الأمريكية الحديث, فهناك الكثير من المفاجآت, من تفاصيل كيف تم إيجاد مخبأ "بن لادن", إلى بعض لحظات عنيفة من الإنفجارات, فيتحرك الفيلم بشكل ممنهج ومحترف بينما "مايا" تُجري تحقيقاتها, مع بعض اللمسات المتفرقة التي تجعل عمل "بيغلو" الإخراجي يلتمع بالفعل.
إنه مدهش حقاً, ففي قلب مثل هذه القصة المركبة, يقدم (صفر ظلام ثلاثون) هذه الشخصية المعقدة "مايا", المرأة القاسية في عملها المستحيل, التي تتجنب كل كليشيه محتمل قابل للتخيل. وكل شيء عنها, من لبسها للوشاح على رأسها عند استجواب المحتجز إلى ابتساماتها الزائفة التي تريح بها الرجال الأقوياء, يقر يموقعها غير العادي كإمرأة في الشرق الأوسط, لكن ذلك التباين لا يصبح مطلقاً رسالة, بل فقط طبقة ساحرة أخرى في قصة دون استنتاجات بسيطة. ليست كل الشخصيات حولها معقدة بذات السويّة, "كريس برات" و"هارولد بيرينو" و"جويل إدجيرتون" فقط بضعة أسماء كبيرة يختفون فور وصولهم. لكن "جينيفر إيل" و"كايل كاندلر" و"جيمس غاندولفيني" وبشكل خاص "كلارك" كلهم لهم تأثيرهم, مع غلبة مركز النفوذ الذي تلعبه "كريستيان" كمرأة محورية. (صفر ظلام ثلاثون) ينضح ثقة هادئة ثابتة, ويخبرنا قصة كلنا نعرف نهايتها بصورة تُشعر بالإثارة والقلق, والكثير من الحيوية.








منقول

 

 

__________________

 


للمراسلة : kak34@windowslive.com
انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم



مع خالص تقديري احترامي

محمد العيدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292