[عندليب الكويت]

مرحبا بالجميع،،،

حالة من السخط لدى نسبة كبيرة من المشاهدين بسبب المستوى غير المتوقع الذي ظهر فيه مسلسل (البيت بيت أبونا)، والتأكيد على أنه عمل استهلاكي لا أكثر!

حتى وصل الأمر بالصحفي (عبدالمحسن الشمري) بجريدة القبس أن يلمح بشكل صريح إلى أن العمل ليس لوداد الكواري، وأن هناك بعض الأيادي التي ضيعت ملامح العمل وغيرت من مجرى أحداثه!

«البيت بيت أبونا».. سقوط الكواري

عبدالمحسن الشمري

الكاتبة القطرية وداد الكواري بدأت حياتها المهنية قبل سنوات طويلة تقترب من الثلاثين عاما أو تزيد قليلا، بدأت صحافية وممثلة ثم اتجهت إلى الكتابة، واعتزلت ما سواها باستثناء كتابة المقالات في عدد من المطبوعات.
تناولت في العديد من أعمالها الدرامية موضوعات حساسة وجريئة، ومن المسلسلات التي كتبتها «عفوا سيدي الوالد، التائهة، البيت الكبير، 29 سالفة وسالفة» قبل أن تنطلق من خلال أعمال حققت لها شهرة واسعة واثارت جدلا واسعا من بينها «حكم البشر، يوم آخر، بعد الشتات، عندما تغني الزهور، نعم ولا، ظل الياسمين، فرصة ثانية»، ولها أيضا عدة مسلسلات من بينها «نجمة الخليج، خادمة القوم».

المتابع لأعمال الكواري يجد اهتماما واضحا في البنية الدرامية، وتحليلا واضحا للنفس البشرية من خلال المواقف التي تتقن صنعها دراميا، وكانت إلى حد قريب تتقن رسم السيناريو، وتسليط الضوء على موضوعات تقترب من هموم الإنسان الخليجي والإنسان الوافد الذي يعيش في دول الخليج، وتقدم قراءة فيها الكثير من الجرأة والنقد الذاتي من خلال الحبكة الدرامية التي تجيد رسمها بشكل يثير الإعجاب، كما أن معظم أعمالها تنتقد الرجل وتنتصر للمرأة.

مستوى متدن
تعود الكواري من جديد لتقدم شكلا جديدا في الدراما لم تقدمه من قبل من خلال مسلسل «البيت بيت أبونا» الذي أعاد أيضا النجمتين سعاد عبدالله وحياة الفهد في عمل مشترك لأول مرة منذ أكثر من عشرين عاما، وهو نص كوميدي ربما لم تكتب الكواري غيره في الكوميديا في سابق أعمالها.

شخصيا كنت واحدا من المعجبين بكتابات الكواري وبجرأتها في تناول الموضوعات الحساسة في أعمالها، وكنت معجبا إلى حد كبير بأسلوبها في الكتابة، خاصة انها لا تقدم أي مشهد ما لم تكن له ضرورة درامية في العمل، وكنت متفائلا إلى حد كبير بعودتها في هذا العمل خاصة ان نجمتين كبيرتين مثل سعاد وحياة رضيتا بالعودة معا من خلاله.

كنت أتوقع ان يظهر المسلسل بصورة متماسكة تعتمد على المواقف الكوميدية المرسومة بدقة، لكنني استغربت كثيرا للمستوى الضعيف الذي ظهر عليه نص العمل، وأشير هنا، «إلا أنني لن أتناول الأداء الذي ظهرت به سعاد وحياة»، وربما تكون لي وقفة متأنية معه في قادم الايام، لكنني أتوقف عند الذي قدمته الكواري.

أسئلة حائرة
تابعت الحلقات الأولى من مسلسل «البيت بيت ابونا»، وتساءلت هل فعلا هذا النص من ابداع الكاتبة وداد الكواري؟ هل ما تطرحه الكاتبة في العمل يتناسب مع النصوص التي قدمتها سابقا؟ لماذا هذا التحول الغريب في نظرتها الى المرأة؟ أسئلة عدة حائرة تبحث عن إجابة شافية.

ما تابعناه في الحلقات الأولى من العمل يكشف عن ضعف كبير في النص الدرامي، وخلل واضح في بناء شخصياته، فربما هي المرة الاولى التي لا أجد لمسة الكواري في عمل يحمل اسمها، نص مهلهل، وشخصيات غريبة همها الوحيد الإضحاك بأي صورة، تكرار في حوارات مجانية لا فائدة منها على الإطلاق، لم اجد في النص أي بصمة للكواري التي أبدعت في أعمال سابقة مثل «حكم البشر» أو «نعم ولا»، وغيرهما من أعمال.
هل ما شاهدته هو تراجع في الفكر الذي كانت تتبناه الكواري وتدافع عنه طيلة سنوات من خلال أعمال أثارت جدلا على المستوى الخليجي.

سقوط كاتبة
إذا فعلا ما نشاهده عبر هذه الحوارات المفككة من مسلسل «البيت بيت أبونا» هو من تأليف الكاتبة القطرية وداد الكواري فهو السقوط بعينه، وهو الفشل الذريع بعد سنوات من الإبداع، وفي حقيقة الأمر لم اجد روح الكواري في المسلسل حتى الآن.

هل ما نشاهده هو النص الحقيقي الذي كتبته الكواري وتحمست له نجمتان كبيرتان؟ أم ان هناك يدا اخرى أو أيادي عبثت فيه وضيعت ملامحه وغيرت في أحداثه وشوهت شخصياته؟

عمل ضعيف جدا لا يليق أبدا بتاريخ الكواري ونجوميتها وموهبتها التي كنا ننتظر أي حلقة من اعمالها على أحر من الجمر لمعرفة المزيد من الأحداث والتحولات في مسار الشخصيات التي ترسمها بدقة.

عمل ضعيف من كل النواحي ولا يحمل أي جديد او مفيد، وأعتقد أن القصة التي يتناولها لا تحتمل أكثر من حلقات معدودة لا تزيد عن عدد اصابع اليد الواحدة، فلماذا هذا التطويل والتكرار؟
هل هناك من شوَّه النص؟ أم انه نص لكاتبة يعلن عن سقوطها ويمسح كل ما قدمته في السابق؟ ربما الأيام القادمة تجيب عن الكثير من الأسئلة الحائرة وتكشف المستور؟