|
بيروت ـ من هيام بنوت |
أعلن الممثل اللبناني أحمد الزين أنه أوقف المقابلات الصحافية إلى أن يتم رفع الحصانة عن «الحرامية» و«الغرائزية» و«المذهبية» و«المذهبيين» وعن «الذين وصلوا إلى مجلس النواب اللبناني على دم الشعب ودم الشهداء»، مشيراً إلى أنه بمجرد أن استشهد الرئيس رفيق الحريري دخل العشرات «بالكذب» إلى مجلس النواب، وموضحاً أنه لن يعود إلى إجراء المقابلات «إلا عندما ترفع الحصانة عمن يسمون أنفسهم نواب هذا الشعب».
وتساءل الزين في حوار مع «الراي»: «لماذا لا تُطبّق الحصانة عليّ بينما هي تطبق على العميل الذي يتاجر بدم الشعب اللبناني والذي يحاضر في الوقت نفسه بالعفة؟».
أما فنياً، فأشار إلى أن الدراما اللبنانية ممتازة، مبدياً انزعاجه من الممثلين الذين ينتقدونها ويعملون فيها، وموضحاً أنه لم يفعل ذلك في يوم من الأيام رغم مشاركته في 33 مسلسلاً سورياً.
• دورك في مسلسل «قيامة البنادق» كان مفاجئاً من خلال تقديمك لشخصية «البيك» المتعجرف؟
- هل يجب أن أواظب على تقديم أدوار «ابن البلد» و«أبو حسين» و«أبو عبد الله» والرجل الوطني؟ يجب أن يبرز كل شيء في داخل الممثل.
• هل شعرتَ بأن التغيير كان ضرورياً بالنسبة إليك في هذا العمل؟
- عندما عُرض عليّ دور الشيخ فاتح الحاج في مسلسل «عندما يبكي التراب» لم أتردد أبداً، رغم أنني قدمت من خلاله دور أكبر زعيم مافيا وهو سبق دور «وائل بيك» في مسلسل «قيامة البنادق».
• ما تعليقك على ما قاله الممثل طوني عيسى إن من غير المسموح أن يخضع ممثل بحجمك إلى «كاستينغ»؟
- المسألة عادية جداً وأنا لست ضدها. طوني كان يتحدث عن عمل في «مركز بيروت الفني» يطلب ممثلين، ويعرض على الراغبين في المشاركة التقدم والخضوع لـ«كاستينغ». طوني كان يتحدث بمحبة وأنا شخصياً لست ضد الخضوع لـ«كاستينغ». قبل أيام عدة حضر شاب بعمر أولادي من أميركا اسمه هشام البزري واتصل بي وطلب مني أن أجري «كاستينغ» وفعلتُ ذلك، حتى أنه عرض أمامي «الكاستينغ» الذي خضع له آل باتشينو وروبرت دينيرو.
• كيف ترى مستوى الدراما اللبنانية في شكل عام ومسلسل «قيامة البنادق» في شكل خاص؟
- الدراما اللبنانية ممتازة.
• هل تتحدث عن كل الأعمال من دون استثناء؟
- أنا لا أحب الممثل الذي يشتغل في الدراما اللبنانية ويشتمها. لا مانع من إبداء الملاحظات، ولكنني لا أفهم كيف بإمكان الممثل أن يعمل في الدراما وأن يشتمها في الوقت نفسه. أنا اشتغلت عشر سنوات في الدراما السورية وشاركتُ في 33 مسلسلاً سورياً، ولكنني لم أشتم يوماً الدراما اللبنانية بل كل ما قلتُه إنه يوجد لديّ مأخذ عليها وهو ألا يصوّروا المرأة اللبنانية في المسلسل اللبناني على أنها مجرد «لحم» لأنها امرأة عظيمة، ويجب تقديمها بأدوار المحامية والإعلامية والفلاحة والمقاوِمة والسياسية.
• هل ترى أن الأعمال اللبنانية المشتركة أضافت إلى رصيد الدراما اللبنانية؟
- حتى الأعمال غير المشتركة أضافت إلى الدراما اللبنانية. هناك مثلاً «باب إدريس» و«الغالبون» بجزأيه و«قيامة البنادق» و«عندما يبكي التراب». ولكنني مع الأعمال المشتركة.
• هل لأنها عرّفت المشاهد العربي على الدراما المحلية وساهمت في انتشارها؟
- طبعاً، ولكن «شبابنا وبناتنا» طُلبوا لهذه الأعمال لأنهم نجوم. سيرين عبد النور قبل أن تُطلب لأعمال مشتركة كان اسمها معروفاً ومثلها نادين الراسي. أي أنهما كانتا قد حققتا انتشاراً محلياً ساهم في مرحلة لاحقة في طلب المنتجين العرب التعامل معهما من خلال أعمال مشتركة أمّنت لهما انتشاراً عربياً.
• هل تلمس تراجعاً في الناحية التي كنت ترى فيها مأخذاً على الدراما اللبنانية؟
- لا شك في أنها خفّت كثيراً. هم اليوم بدأوا يلقون الضوء على مشاكل الناس ويلامسون وجدانهم ووجعهم. أصبحتُ أشاهد في الدراما اللبنانية الكوخ والقصر، بينما في السابق لم أكن أشاهد سوى قصور. مَن يتعاطى الدراما لا بد وأن يصل إلى مرحلة يعرف فيها أن المجتمع اللبناني مؤلف من 6 طوائف رئيسية و18 طائفة مختلفة وأن هناك تنوعاً في الثقافات والأفكار والمعتقدات. يجب أن ينزلوا إلى الناس وأن يتحدثوا عن وجعهم. لسوء الحظ أصبحنا نقول «ليتها تعود أيام الحرب اللبنانية» لأن بيروت يومها كانت مقسمة بين شرقية وغربية، و«هذه جبهة لبنانية وتلك حركة وطنية». أما اليوم، فيقال «هيدا زاروب للسنّة وهيدا زاروب للشيعة». للأسف هم يُرضعون الجيل الجديد لعبة المذاهب برضاعة الحليب، ولا سيما هؤلاء الذين يظهرون على الشاشات ويحاضرون في العفة والوطنية بينما هم أبعد الناس عنهما. هذه المواضيع يجب أن تُعالج درامياً ولا بد أن نشاهد في مسلسلاتنا «وجع الزواريب».
• قلت إنك لن تجري مقابلات صحافية إلا بعد أن ترفع الحصانة عمن يسمون أنفسهم بنواب الأمة، في وقت جرى التمديد لمجلس النواب؟
- أنا لا أنتخب أحداً. هم يجوّعون الناس ثم يدخلون مذهبياً ويشترونهم. نعم، أعلنتُ أنني أوقفتُ المقابلات الصحافية إلى أن يتم رفع الحصانة عن «الحرامية» و«الغرائزية» والمذهبية والمذهبيين وعن الذين وصلوا إلى مجلس النواب على دم الشعب ودم الشهداء والذين يسمّون أنفسهم نواب الشعب. وبمجرد أن اغتيل الرئيس رفيق الحريري دخل العشرات بالكذب إلى مجلس النواب. وهنا أسأل: لماذا لا تُطبّق الحصانة عليّ بينما هي تطبق على العميل الذي يتاجر بدم الشعب اللبناني والذي يحاضر في الوقت نفسه بالعفة؟
• برأيك كيف يمكن أن تتغير هذه الحال؟
- عندما يتغيّر النظام وعندما يصبح في لبنان بلد ومؤسسات ورئيس وليس «هول للسنّة وهول للشيعة وهول للموارنة، وكل ماروني مية شقفة، وكل سنّي مية شقفة وكل شيعي مية شقفة». لم نعد نسمع مواطناً يقول أنا لبناني وأنا عربي.
• إلى أي حد يسبب هذا الوضع وجعاً للفنان؟
- ليس أي فنان، فهناك فنانون كاذبون. بعض الفنانين ممن يغنون، يطلّون ويكذبون. هم منافقون ولم يجوعوا يوماً.
• الفنان الذي يعيش وجعاً كوجعك، كيف يستطيع أن يتجرد منه وأن يطل على الشاشة؟
- أنا لا أتجرد من وجعي لأنه جزء مني. لا يوجد مبدع خرج من قصر، بل كل المبدعين خرجوا من الأكواخ. معظم تاريخي مسلوخ من الشارع لأنني ربيت فيه. هذا الوضع لا ينطبق على أي فنان، ولا سيما الفنانين الذين يغنون ومغنو السفراء و«البرستيج» والذين يتحدثون بالوطنية وعن رغبتهم في مساعدة الجياع بينما هم أشد بخلاً من بخلاء الجاحظ، أما حياتهم الخاصة فهي أسوأ من حياة أي شخص في العالم. كيف يمكن أن نصدق هؤلاء الفنانين، وكيف يمكن أن يساعدوا الناس. إلى ذلك هناك ممثلون مرتاحون مادياً ولديهم اكتفاء ذاتي، يقولون «ما خصنا... بدي الكل يحبونا». من قال لك إنني أريد أن يحبني الكل؟ الذين خربوا البلد ويبدون رأيهم بي، أنا أيضاً لي رأي فيهم.
• هناك مَن يقول إنك محسوب على جهة سياسية معينة؟
- أتحدى أي شخص يقول كلاماً مماثلاً. أنا بدأت حياتي الفنية من خلال مسرحية «دماء في الأرض المحتلة» عن أول شهيد لبناني سقط من أجل القضية الفلسطينية واسمه خليل عز الدين الجمل. يومها كانوا يسمون المقاومين مخرّبين واليوم أصبحوا يسمّونهم إرهابيين. لا أريد أن يحبّني هؤلاء، لأنهم هم أنفسهم الذين يتاجرون بكل اللبنانيين.
• لن أعود لإجراء المقابلات الصحافية إلا عندما ترفع الحصانة عمّن يسمون أنفسهم نواب الشعب المصدر : جريدة الراي