ليام هيمسورث «يمين» وهاريسون فورد في أحد مشاهد الفيلم من المصدر
إلى أي حد يمكن لجنون العظمة أن يقود الشركات العملاقة إلى شفير الانهيار، وهل فعلاً يتحول الناس إلى ضحايا للحروب الخفية التي تشنها الشركات العملاقة ضد بعضها البعض؟ أسئلة على هذه الشاكلة وغيرها قد تتبادر إلى ذهنك بمجرد انتهائك من مشاهدة فيلم "جنون العظمة" للمخرج الاسترالي روبرت لوكتيك، والذي جمع في بطولته بين عملاقين هما الممثل الإنجليزي غاري أولدمان والأميركي هاريسون فورد، بالإضافة إلى الممثل الشاب ليام هيمسورث، حيث يبين لنا المخرج لوكتيك من خلال أحداثه طبيعة الحروب التي تقع بين الشركات العملاقة بهدف اقصائها عن حركة السوق، ودفعها نحو الانهيار باستخدام شتى الوسائل الشرعية وغير الشرعية.
أحداث الفيلم المقتبس أصلاً من رواية "وطيد" (The Firm) للكاتب جوزيف فايندر، تدور حول خبير كمبيوتر شاب يدعى أدم كاسيدي (الممثل ليام هيمسورث) الذي نشأ نشأة بسيطة مع والده ليمتلك طموحاً بالعمل في أحد الشركات العملاقة مستغلاً مواهبه في عالم التكنولوجيا الرقمية، وتأتي له فرصة الثراء السريع عندما يقدم إليه رجل الأعمال نيكولاس وايات (الممثل غاري أولدمان) عرضاً للعمل في شركة منافسة يمتلكها رجل الأعمال جوك جودارد (هاريسون فورد) ليتجسس عليها.
ليجد كاسيدي نفسه واقعاً في شرك طموح رجال أعمال لا يعرفون الرحمة في سوق العمل مما يجعله يحاول التوقف عن مهمته، ما يخلق تصاعداً جديداً في الأحداث.
مشاركة عملاقين بحجم غاري أولدمان الذي اشتهر كثيراً في سلسلة "هاري بوتير" وهاريسون فورد الذي ظهر في أفلام حققت نجاحاً كبيراً حول العالم مثل "حرب الكواكب" و"إنديانا جونز" وغيرها، لم يكن قادراً على انقاذ هذا الفيلم من الغرق في الخسارة، حيث لم يتمكن من جمع أكثر من 6 ملايين دولار برغم أن تكلفته بلغت 55 مليون دولار، والسبب ربما يعود إلى ضعف السيناريو الذي تولى كتابته جاسون هيل وبيري ليفي، واللذان لم يتمكنا من حمل فكرة الفيلم وترجمتها بصورة قوية على الشاشة.
بالإضافة إلى افتقار مخرجه لوكتيك الذي برع في تقديم الأفلام الكوميدية والرومانسية كما في فيلم "الحقيقة البشعة" (2009)، والمتابع لفيلم "جنون العظمة" سيجد أن مخرجه قد استدعى كماً كبيراً من الدراما التي تجد بعد التدقيق فيها إنها مقتبسة عن أفلام كثيرة تناولت حروب الشركات العملاقة وأبرزها فيلم "وول ستريت" للمخرج أوليفر ستون وبطولة مايكل دوغلاس، وتشارلي شين، وداريل هانا، والذي عرض في العام 1987 وأعيد تصويره مجدداً في العام 2010، وحينها حقق نجاحاً كبيراً.
أما السبب الثالث، فيعود إلى طبيعة التفاعل غير المقنع والفاتر بين غاري أولدمان وهاريسون فورد وليام هيمسورث الذي لعب بطولة فيلم "ألعاب الجوع"، حيث بدا غاري وهاريسون كما في المشاهد الأخيرة من الفيلم كخصمين يتنافسان على تحطيم بعضهما البعض، بينما ظهر هيمسورث بينهما في مظهر شاب طموح وجد نفسه واقعاً في مأزق من الصعب أن يخرج منه حياً.
إعادة المواجهة
من أجمل حسنات فيلم "جنون العظمة" أنه أعاد المواجهة بين غاري أولدمان وهاريسون فورد مجدداً، بعد أن مضى على آخر لقاء لهما نحو 16 عاماً، والتي كانت في فيلم (Air Force One) الذي عرض في العام
المصدر :
جريدة البيان