محسنة توفيق لـ «الراي»: ابتعدت عن الفن ... ولم أترك هموم الشارع
| القاهرة - من جوليا حمادة |
قالت الفنانة المصرية محسنة توفيق انها، وبالرغم من ابتعادها عن الأعمال الفنية منذ 10 سنوات، فلم تنفصل عن هموم الشارع وتنعزل مثل غيرها من الفنانات، بل تتابع وتحاول توصيل صوتها.
وأشارت توفيق، في حوارها مع «الراي»، الى سعادتها بحصولها على جائزة الدولة التقديرية، معتبرة أن مثل هذه الجوائز المهمة تتأخر كثيراً، والدليل أن غالب الفنانين العظماء توفوا قبل أن يحصلوا على حقهم في الجوائز والتكريم... واليكم التفاصيل:
• في البداية، كيف كان شعورك حين سمعتِ خبر حصولك على جائزة الدولة التقديرية؟
- بالطبع غمرتني سعادة كبيرة واحساس بالفخر، لأن بلدي يقدرني ويقدر ما قمت بتقديمه وهذا شعور جميل، بعد أن كرّمني الجمهور بالتفافه حولي وتذكره للأدوار والنماذج التي قمت بتقديمها خلال مشواري الفني، والذي بدأ مبكراً واجتهدت خلاله من خلال الأعمال التي تحترم عقل الجمهور.
• ولكنك صرحت أنك غير راضية عن توقيت الجائزة؟
- لم أكن أقصد المعنى الحرفي لعدم الرضى، ولكن أقصد أن مثل هذه الجوائز المهمة تتأخر كثيراً في بلادنا حتى على الفنانين الذين يستحقونها، والدليل أن غالب الفنانين العظماء توفوا قبل أن يحصلوا على حقهم في الجوائز والتكريم من قبل الدولة التي عملو كثيراً لصالحها ولجمهورهم.
• وبالنسبة اليك؛ الى أي مدى تأخرت الجائزة؟
- بالرغم من كل شيء، أجد أن وضعي أفضل كثيراً من آخرين، لأنني ما زلت على قيد الحياة. والحقيقة أنني كنت في حاجة الى مثل هذه الأشياء التي تعيد الى الانسان الأمل، وأعتبر هذه الفترة هي الأجمل منذ وقت طويل، خصوصاً أنني سعيدة جداً بأحداث 30 يونيو وكنت من بين الأوائل الذين قاموا بالدعوة اليها لخوفي على بلدي.
• اذاً أنت مؤيدة لتلك التحركات؟
- لم يكن هناك أي بديل لما قام به الشعب المصري، فالثورة هي الحل ونجحنا في التخلص من القهر والفساد والاستبداد، سواء كان على يد مبارك ومن بعده الاخوان، وكانت بلدنا تمر بظروف صعبة ومحاولة لاعادتها للخلف بأفكار متخلفة، وكنت أتوقع أن الشعب المصري لن يقبل وتوقعت نجاح الثورة.
• وما رأيك في الآراء التي أصبحت ترى أن عصر مبارك كان الأفضل؟
- ليس من المقبول أن نهرب من فساد وظلم واستبداد الى فساد آخر، فالفساد للأسف كان في عصر مبارك وللأسف نظام مرسي لم يقض عليه، ولم يكن أمام المصريين سوى الانتفاضة ضد هذا الظلم، ولكن مع هذا أرفض أن يعتبر المصريون أن مبارك ملاك بلا أخطاء ويتناسون الأخطاء والكوارث التي حدثت في عهده. هذا ليس مقبولاً، ومع هذا مصر مرّت خلال تاريخها بمواقف صعبة وحكام ظالمين ولكن النصر في النهاية دائماً كان للشعب. كوارث مرسي لن تجعل من مبارك ملاكاً، ولهذا أهدي الجائزة الغالية للشعب المصري الذي صبر كثيراً.
• وما السر وراء غيابك عن الساحة؟
- لم أنفصل يوماً عن الواقع والأحداث التي يعيشها المصريون، فأنا ابنة الشعب المصري، والسياسة أصبحت في دمي لأنني عاشقة لتراب بلدي وقلبي على كل طفل فيها من أجل مستقبل يليق ببلدنا. وفي العمل الفني لم أعد أجد ما يناسبني، لهذا جلست في المنزل لأن ذلك أفضل من قبول أعمال لا ترضيني وتناسب تاريخي، لأن الفن رسالة مهمة والفنان يحاسب على ما يقدمه للناس، لهذا لا يمكن أن أتعامل معه على أنه مجرد مهنة أو مصدر للدخل وأتمنى أن ينصلح حال الفن، كما أتمنى أن تعود وحدة العرب وينتصر الشعب السوري ويلتف العرب حول صالح شعوبهم.