حلّ عاشراً على شباك التذاكر الأميركي
«بيرسي جاكسون 2» .. تكرار ومغامرات سابقة
بعد النجاح الذي حققه في الجزء الأول من "بيرسي جاكسون: سارق البرق" للمخرج كريس كولومبوس والذي عرض في 2010، أطلّ الممثل لوغان ليرمان مجدداً على الجمهور من خلال فيلم "بحر الوحوش" الذي يعتبر الجزء الثاني من هذه السلسلة، ويعرض حالياً في السينما المحلية، ليستكمل مع رفاقه رحلته الملحمية التي تصل إلى بحر الظلمات أو مثلث برمودا، بحثاً عن جزة الصوف التي ستساعدهم على إنقاذ أنفسهم ووطنهم.
ويبدو أن طبيعة هذه المغامرة التي خاضها بيرسي جاكسون (لوغان ليرمان) ابن بوسيدون، إله البحار، كانت سبباً في وضعه بالمرتبة العاشرة على شباك التذاكر الأميركي، متجاوزاً بإيراداته في أميركا فقط 62 مليون دولار حتى الآن، فيما بلغت حول العالم أكثر من 164 مليون دولار، في حين بلغت تكلفته 90 مليون دولار. وبخلاف الأرقام التي تمكن الفيلم من تحقيقها حتى الآن، فهو لم يحصل على إشادة عالية من النقاد الذين اعتبروا أن أحداثه تحمل تكراراً لأفلام حركة ومغامرات سابقة.
أساطير إغريقية
نجاح الجزء الثاني من الفيلم والذي حمل توقيع المخرج ثور فرويدنتال قد يكون مؤشراً لأن تخطو هذه السلسلة على إثر سلسلة هاري بوتير، لا سيما وأن طبيعة القصة التي يقوم عليها الفيلم مبنية على أساطير إغريقية قديمة، يمكن أن تكون صالحة للعرض أمام محبي القصص الخيالية، ففيه بدا الممثل لوغان ليرمان أكثر حرفية وإتقاناً لدوره فيه، وقد يكون مرده عدم غرابة الشخصية عليه، ما أهّله رسمياً للعب دور البطولة في الجزء الثاني، متحملاً مسؤولية إنقاذ وطنه وحفظ أصدقائه الذين يشاركونه صفة الدم الهجين، وبحسب رواية ريك ريوردان، فهم جميعاً يمثلون أبناءً للآلهة الإغريقية، وبالتالي فكل واحد منهم يمتلك قدرة خارقة في مجال معين.
قوة الشخصيات
بداية الفيلم الذي يشارك في بطولته أيضاً ألكساندرا داداريو وبراندون جاكسون، وستانلي توتشي في دور "ديونيزوس" وناثان فالون في دور "هيرميز"، تعود بنا إلى نهاية الجزء الأول، وهي خطوة حاول المخرج ثور فرويدنتال من خلالها تذكير الجمهور ببعض ما جاء في الجزء الأول، علماً أن المخرج فرويدنتال حاول خلال أحداث الفيلم استخدام أسلوب الكوميديا كمحاولة منه لتخفيف العبء الذي قد تفرضه قوة الشخصيات وغرابة الأساطير الإغريقية، مبتعداً في الفيلم عن استخدام الوحوش الغريبة الشكل بكثافة، كما قدم لنا الشخصيات بأشكال عادية ليست غريبة، بخلاف "سايكلوب" الذي يظهر بعين واحدة، إلى جانب عدم اعتماده على إظهار القوة التي تتمتع بها الشخصيات بصورة خيالية، وهو ما يجعل مشاهد الفيلم يظن أنه أقرب إلى الواقع منه للخيال.
يذكر أن تقنية ثلاثية الأبعاد قد أضيفت إلى الفيلم في مرحلة الإنتاج الأخيرة، أما في ما يتعلق بالتصوير، فقد تحوّلت مدينة الملاهي "سيكس فلاغز" في نيو أورلينز التي أُغلقت بعد إعصار كاترينا العام 2005 إلى مكان لتصوير هذا الفيلم، وتطلب تأهيل المكان نحو 5 أسابيع.
الأكثر مبيعاً
اقتبس الفيلم عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب ريك ريوردان، وهي تعد في طليعة الكتب الأكثر مبيعاً من صحيفة نيويورك تايمز، وكما أنها تمثل الجزء الثاني من سلسلة مكونه من 5 أجزاء، آخرها كان بعنوان "الأولمبي الأخير"، والذي طرح في الأسواق في مايو 2009. وكان ريوردان قد ابتكر شخصية بيرسي جاكسون خلال قيامه بقراءة مجموعة من القصص المبنية على أساطير إغريقية لابنه.