[الفنون]

لفت المناطق الشمالية والوسطى والشرقية من المملكة صباح أمس موجة غبار شديدة تسببت في انعدام الرؤية الى معدلات متدنية جداً تصل الى 20 متراً في بعض المناطق الصحراوية المكشوفة، وتعتبر هذه الموجة هي الأعنف هذا العام حيث شهدت العاصمة الرياض تدنياً شديداً في مستوى الرؤية نتيجة الغبار الذي غلف الأجواء لساعات طويلة صاحبها رياح باردة. كما شهدت الاحساء والجوف موجة الغبار التي تسببت في أن تحد من الحركة المرورية بالإضافة الى المستشفيات التي غصت بالمراجعين الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي.
وفي حفر الباطن تسببت هذه الموجة في اقتلاع الاشجار وارتفاع أعداد المراجعين لمستشفى الملك خالد والمراكز الصحية.

وألزمت الرياح المحملة بالغبار عدداً من المواطنين بالزلفي الذين يعانون من أمراض الحساسية والأمراض الصدرية البقاء بمنازلهم لكثافة الأتربة التي غطت السماء، كما سجل المستشفى العام بالمحافظة ارتفاعاً كبيراً بأعداد المراجعين.

من جانبه قال الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق عضو الاتحاد العربي لعلوم
الفضاء والفلك إن هذا الغبار قادم من خارج المملكة عن طريق الرياح الشمالية الباردة ويرجع سبب هذا الغبار إلى أننا نعيش في أول مواسم العقارب وهو موسم تتسم أجواؤه بالتكفهر والخلخلة وعدم الاتسام في عناصر الطقس بسبب الانتقال من فصل الشتاء إلى فصل الربيع ويتم ذلك عبر تصارع جبهي بين المرتفعات الجوية الشتوية القادمة من الشمال والمنخفضات الجوية الصيفية والقادمة من الجنوب وكلٌ يحاول السيطرة على مجريات الطقس داخل حلبة التصارع فوق مناطق المملكة ونتيجة لهذا ينشأ الغبار.

وأضاف من المنتظر ألا ينقطع معين الغبار حتى يتمايز الصيف الفعلي في نهاية موسم كنه الثريا، ولا يعني هذا استمرار الغبار بل ستكون زيارة على مدد متباعدة وينقسم الغبار إلى قسمين رئيسيين هما غبار محلي وغبار مستورد والمحلي يتشكل في الفترات الانتقالية غالباً أي في فصلي الربيع والخريف وعند التصادمات الجبهية والمستورد ينقسم إلى قسمين مستورد من خارج الجزيرة
العربية ومستورد محلي أي ينتقل من منطقة إلى منطقة ثانية والمستورد الخارجي يأتينا عبر الرياح الشمالية من روسيا وجبال التبت في الصين وزاجرس في إيران وكذلك من صحراء الشام والعراق ولونه أبيض كالدقيق وغالباً جزئياته عالقة مع حرارة الشمس وإذا غربت الشمس يترسب الغبار على الأشياء أما المستورد الداخلي فيأتينا عبر الرياح الجنوبية أي أنه ينتقل إلينا من صحراء الربع الخالي ووادي الدواسر ويكون لونه مشوباً بحمرة.

وأضاف الزعاق أن العواصف الترابية التي تهب على مناطق المملكة عموماً ترتبط بالبيئة ارتباطاً وثيقاً علاوة على العناصر المناخية فسطح المملكة يتعرض لفترة طويلة لأشعة الشمس خلال ساعات النهار في اليوم الواحد فيؤدي ذلك إلى تغيرات كبيرة في الضغط الجوي الأمر الذي يؤدي إلى اضطراب هائل في الكتل
الهوائية ما يجعلها تتحرك سالكة مسارات متعددة نحو مناطق الضغط الواطئ ذات الدرجات الحرارية الأعلى حاملة معها ذرات الغبار الدقيقة التي تؤلف العواصف الترابية فيما ترتفع الرياح الحارة لتلك المناطق نحو الأعلى حاملة معها هي الأخرى دفقاً كبيراً من الأتربة وذرات الغبار وصولاً الى ارتفاعات معينة تبرد عندها تلك الرياح وتكاد تتوقف في أعالي الجو لتعود الأتربة بعدها بالنزول الى الاسفل بفعل جذب الأرض مكونة أجواء ترابية مغبرة.
وقال ان ذرة الغبار من أكثر العناصر المسببة للحساسية في العالم بما في ذلك المملكة.



http://www.alriyadh.com/2009/02/12/article409049.html


الخميس 17 صفر 1430هـ - 12 فبراير2009م