[اللجنة الإخبارية والصحافية]

بروفايل / قدمت أعمالاً بوّأتها مكانة رفيعة في جميع المهرجانات السينمائية
نيكول كيدمان... جعلت الحلم الطفولي الخامل يعتلي عرش هوليوود





| إعداد رشا فكري |

حفل الزمان الجميل بابدعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الممثلة نيكول كيدمان:
ولدت نيكول كيدمان في هونولولو، في هاواي، والدها الدكتور أنتوني ديفيد كيدمان وأمها جانيل آن ماكنيل، وهما من أصول اسكتلندية وآيرلندية على التوالي، وكلاهما ولد في أستراليا، ولنيكول أخت تصغرها تدعى أنطونيا.
كان أبوها اختصاصي بحث في مرض السرطان في مدينة واشنطن، وحين عادت العائلة الى أستراليا كان عمر نيكول أربع سنوات، ثم نال أبوها منصب محاضر في جامعة التقنية في سيدني.
بدأت كيدمان بأخذ دروس الباليه حين كانت في سن الرابعة، وقادها ذلك الى الدراسة في مسرح سيدني الأسترالي للشباب، ثمّ في مسرح شارع فيليب، حيث تخصّصت في انتاج الصوت وتاريخ المسرح. وعندما عاشت في لونجفيل، نيوساوث ويلز، درست في مدرسة بنات شمال سدني العليا، لكنها خرجت منها حينما أصاب أمّها مرض سرطان الثدي؛ فركزت على مسؤولياتها العائلية حتى تتحسّن أمّها.

التمثيل والاحتراف
ظهورها الأول في الأفلام كان في العام 1984 وهي في عمر الـ 17، من خلال أغنية بات ويلسون المصوّرة وهي «Bop Girl». وفي نهاية السنة ضمنت دوراً مسانداً في المسلسل التلفزيوني «Five Mile Creek» وأربعة أدوار سينمائية، من ضمن ذلك «BMX Bandits» و«Bush Christmas».
وفي العام 1989 ظهرت في فيلم الاثارة «Dead Calm» ممثلة شخصية «راي»، زوجة الضابط البحري جون انجرام (سام نيل)، التي احتجزت أسيرة بعد سفرة يخت في المحيط الهادي من قبل هيوي وارينير الذهاني (بيلي زاين)، وفي العام 1990 ظهرت أمام توم كروز في «Days of Thunder»، فيلم سباق السيارات السريعة.
مثلت كيدمان دور البطولة مع توم كروز في فيلم المخرج رون هاوارد «Far and Away» العام 1992. وفي 1995 كانت في فريق ممثلي «Batman Forever»، كما كانت بطلة فيلم «To Die For» فقدمت كوميديا وكسبت مديحاً من قبل النقّاد.
نالت جائزة الكرة الذهبية (غولدن غلوب)، ومنحت خمس جوائز أخرى لأفضل ممثلة. كيدمان وكروز مثلا كزوج وزوجة في فيلم «Eyes Wide Shut» في 1999، وهو آخر فيلم لستانلي كوبريك.
في العام 2002، حصلت كيدمان على ترشيح لجائزة أكاديمية لأدائها في فيلم «Moulin Rouge»، الذي لعبت فيه دور «ساتين» نظيرة اوان مكجريجور. وفي العام نفسه كان لها دور بطولي جيد في فيلم الرعب «The Others».
ونالت كيدمان في السنة التالية مديحاً لتصويرها شخصية «فرجينيا وولف» في فيلم «The Hours»، وفازت بجائزة الأكاديمية لأفضل ممثلة لهذا الدور، مع جائزة الكرة الذهبية، وبافتا، وجوائز نقّاد عديدة.
في العام 2003، مثلت كيدمان دور البطولة في ثلاثة أفلام مختلفة جداً. «Dogville»، للمخرج الدنماركي لارس فون ترير. وثانيا، شاركت بالتمثيل الى جانب أنتوني هوبكنز في فيلم رواية فيليب روث، «The Human Stain». وفيلم «Cold Mountain»، ومنه حصلت على ترشيح لجائزة الكرة الذهبية.
في العام 2004، ظهرت في فيلم «The Stepford Wives» معاد التصوير مع جلين كلوز وفايث هيل وبيت مدلير، وفي سبتمبر من العام نفسه، مثلت في فيلم «Birth» الذي رشّح لجائزة الأسد الذهبية في مهرجان فينيسيا السينمائي، ورشّحت كيدمان لجائزة كرة ذهبية أخرى. وصورت كيدمان في العام 2005 «The Interpreter» من اخراج سيدني بولاك، و«Bewitched» بمشاركة مع ويل فيرل.

الأعمال الخيرية
تدعم نيكول كيدمان الكثير من مؤسسات الأعمال الخيرية، علاوة على أنها سفيرة منظمة الأمم المتحدة في قضايا المرأة للنوايا الحسنة في أستراليا منذ العام 1994.
وقد منحتها الأمم المتحدة المرتبة الشرفية «مواطن العالم» العام 2004. وفي 26 يناير 2006 حصلت على «شرف أستراليا المدني الأعلى». وقامت بالعديد من الحملات الخيرية لمعالجة مرض سرطان الثدي، والذي تعاني منه والدتها.

حياتها الخاصة
كثيرون يقارنون بين طلاق نيكول كيدمان من توم كروز وبين هذا التوهج الذي طرأ على مسيرتها السينمائية، ولهم في ذلك كل العذر. فبعد طلاقها الذي تم في الخامس من فبراير 2001، قدمت نيكول الأعمال التي بوأتها هذه المكانة الرفيعة وجعلت من اسمها عنصراً ثابتاً في جميع المهرجانات السينمائية، وكانت البداية مع الفيلم الموسيقي «Moulin Rouge» الذي تلقت على اثره أول ترشيح لها للأوسكار وحازت جائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثلة في فيلم موسيقي. ومما يعد انجازاً كبيراً لها أنها كذلك وفي المهرجان ذاته ترشحت عن دورها المتميّز في فيلم الغموض «The Others»، والذي يحكي قصة أم وطفليها يعيشون بعزلة في بيتهم المظلم ينتظرون قدوم الأب الجندي المحارب وحياتهم تكون من الغرابة بحيث أنهم لا يطيقون النور أبداً. بعد ذلك استراحت نيكول قليلاً بمشاركتها في فيلم الجريمة الخفيف «Birthday Girl» وتؤدي فيه دور فتاة روسية يطلبها بريطاني للزواج عن طريق الانترنت.
تحدثت النجمة نيكول كيدمان عن كثير من الجوانب الخاصة في حياتها ومن أهمها أسلوب حياتها، حيث قررت أخيراً في بداية هذا العام تغيير أسلوب حياتها الطبيعي بعد أن كانت تحب البقاء في المنزل وتنام مبكراً، فقررت أنها سوف تصبح جزءاً من هذا العالم وتعيش حياتها الى أقصى حد. وأصبحت تخرج بشكل أكثر من الوقت السابق وتقربت مرة أخرى من أصحابها القدامى وأصبحت تخرج معهم وهذه كانت البداية في حياتها الجديدة، وهي تقول ان لديها الوقت لتحقق ما تريده خلال العام.
وتحدثت نيكول عن فترة طفولتها وشبابها من حيث المظهر الذي كانت تظهر به بشعرها الأحمر وطولها الفارع، وهي كانت تحب أن تذهب الى الشاطئ مثل جميع الفتيات ولكن والدتها كانت ترفض أن تأخذها الى الشاطئ لأنها كانت تعاني من مشاكل في بشرتها وهي طفلة، وكانت تشعر أن هذه الحياة غير لائقة بها وكانت تقضي وقتها في القراءة وهذا هو السبب الذي ساعدها أن تصبح ممثلة.
وكانت نيكول كيدمان قبل طلاقها من توم كروز تبنت طفلين هما ايزابيلا جين وكونور أنتوني.
وتثبت نيكول أنها تعيش عصرها الذهبي، وأنها قادرة، بل عازمة على المضي قدماً في مسيرتها الابداعية التي بدأت حلماً طفولياً خاملاً في مسارح سيدني سرعان ما انفجر ليعلن بصخبه اعتلاء الملكة عرش هوليوود.
نيكول متزوجة حالياً من المغني كيث أوربن الذي يعمل في فرقة موسيقية وطبيعة عمله والذي لا يستطيع التواجد معها في أوقات كثيرة، أما ابنتاها فورثتا موهبة والدهما في الموسيقى وهي سعيدة وتتمنى أن تنشئ فرقة موسيقية خاصة بهما. وتقول انها قامت بتربية ابنتيها على الحرية وفعل كل ما تريدان مثلما فعلت والدتها معها هي وأختها وذلك أثر على شخصيتها وجعلها شخصية مستقلة تفعل ما تريد ولا تفعل ما يمكن أن يكون متوقعا فعله منها.
نيكول تحب التنويع في أدوارها السينمائية ولأنها مقتنعة بأن الحياة ليست مرفهة دائما ولذلك يجب عليها أن تقوم بجميع الأدوار غير الاعتيادية والشخصيات المعقدة لتستكشف الجانب المظلم في الحياة لأنها تميل للخيال ولا تميل للشخصيات ذات الأخلاقيات العالية المعتاد عليها في السينما.
تعيش نيكول حياة مستقرة وسط أولادها وزوجها وأكدت أنها تتمتع بخبرات عديدة في الأمومة من خلال رعايتها لأولادها فقد سبق لها ان تبنت هي وزوجها السابق النجم توم كروز كلا من ايزابيلا وكونر بالاضافة الى أن لديها طفلتيها ساندي وفيث من زوجها الحالي، وتنصح كيدمان كل امرأة بأن تبحث عن شريك مناسب لحياتها فهي كلمة السر للسعادة والاستقرار.

الجوائز والترشيحات لجائزة الأوسكار:
• أفضل ممثلة رئيسية العام 2002 عن فيلم «Moulin Rouge».
• أفضل ممثلة رئيسية العام 2003 عن فيلم «The Hours» وفازت بها.
• أفضل ممثلة رئيسية العام 2011 عن فيلم «Rabbit Hole».
الترشيحات لجائزة الغولدن غلوب:
• أفضل ممثلة مساعدة العام 1992 عن فيلم «Billy Bathgate».
• أفضل ممثلة كوميدية أو استعراضية العام 1996 عن فيلم «To Die For» وفازت بها.
• أفضل ممثلة العام 2002 عن فيلم «The Others».
• أفضل ممثلة كوميدية أو استعراضية العام 2002 عن فيلم «Moulin Rouge» وفازت بها.
• أفضل ممثلة العام 2003 عن فيلم «The Hours» وفازت بها.
• أفضل ممثلة العام 2004 عن فيلم «Cold Mountain».
• أفضل ممثلة العام 2005 عن فيلم «Birth».
• أفضل ممثلة العام 2011 عن فيلم «Rabbit Hole».

المصدر : جريدة الراي