[عندليب الكويت]

لو سار كل الفنانين الكبار على طريق النجم القدير (جاسم النبهان)، لما وصلوا إلى حال يرثى له حاليا!



تحياتي للجميع:

أثبتت الأيام أن الفنان الكبير (جاسم النبهان) هو من الأسماء الفنية النادرة التي استطاعت أن تقرأ معطيات الساحة الفنية قراءة صحيحة وتتفاعل معها تفاعلا سليما وبعيدا عن نزعات الغرور والنرجسية...

من المعروف عن (جاسم النبهان) أنه فنان لم يحبس نفسه يوما في إطار معين أو نمطية محددة من الأدوار..

فمنذ بداياته قام بالتنقل والتنويع في أدواره وأدائه بشكل لافت...

حيث تنوعت أدواره بين التراثية والكوميدية والتراجيدية والتاريخية والشعبية...

بل إنه شارك بصوته أيضا في دبلجة عدد من أعمال الرسوم المتحركة الخالدة..

مثل (عدنان ولينا) و(الحوت الأبيض) و(الرجل الحديدي) و(ليدي أوسكار)!

كما إنه يمتلك في رصيده الفني دورا خالدا ونادرا من نوعه...

ذلك الدور مازال في ذاكرة المشاهدين العرب (غير الخليجيين والخليجيين أيضا) أكثر من أي دور أداه غيره من أبناء جيله من الفنانين الكبار...

ما هو ذلك الدور؟!



ذلك الدور هو دور (حمد) في البرنامج التعليمي والتربوي الخالد (افتح يا سمسم) بأجزائه الثلاثة!!

وهو الدور الذي دفعه إلى الاعتذار عن شخصية (بدر) في مسلسل (الأقدار)، والتي أداها الفنان (أحمد مساعد) بسبب تزامن تصوير العملين في وقت واحد!

لأنه كان واثقا بأن مسلسل (الأقدار) مهما حقق من نجاح وانتشار، فلن يصل إلى ربع انتشار برنامج ضخم مثل (افتح يا سمسم) على المستوى العربي!

طبعا تريدون الدليل على هذه المعلومة (اعتذاره عن مسلسل الأقدار)؟!

الدليل على هذا الرابط:

http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=226202


جاسم النبهان لم يحبس نفسه في أسطورة (النجم الأوحد) أو (البطل الرئيسي)...

بل إني أصلا لا أذكر أي عمل قام فيه بفرض نفسه كنجم أوحد!

كان دوما يقبل بالمشاركة في أدوار مساندة وثانوية أو حتى ضيف شرف!!

كما رأينا دوره في مسلسل (على الدنيا السلام) ودوره في مسلسل (الملقوفة)!

حيث وافق على أدوار محدودة المساحة في العملين السابقين لأنه كان يدرك أن الزمن لن يخلد دورا محددا، بل سيخلد العمل بكامله في رصيد نجومه!

كما شارك في أعمال خليجية خارج الكويت وأضاف لرصيده الفني أدوارا مميزة في تلك الأعمال..

بينما غيره من الفنانين الكبار (أبناء جيله) يعيشون في عقدة نفسية اسمها (النجم الأوحد)، حيث يقومون بتفصيل أدوار أو يطلبون من بقية الكتاب أن يفصلوا لهم أدوارا على مقاسهم حتى يشبعوا غرورهم الزائف!!

وأنا أسأل: الغرور على ماذا؟! ماذا قدم هؤلاء الفنانون أكثر مما قدمه النجم جاسم النبهان؟!

قد يقول قائل الآن: وماذا عن بعض أعمال جاسم النبهان التي كانت دون المستوى في السنوات الأخيرة؟!

وأنا أقول لهم: كم نسبة تلك الأعمال من إجمالي أعماله؟!

كل فنان مميز لا بد وأن تكون له أعمال دون المستوى.. لكن المهم هو طريقة تفكير الفنان في اختيار أدواره والمنهجية التي يرتكز عليها في التنويع بين أدواره وابتعاده عن التكرار وفرض نفسه على أي عمل يشترك به!

ولو أن كل الفنانين الكبار ساروا على طريقه... لما رأينا أعمالا كثيرة أساءت لهم حتى وصلوا إلى حال يرثى له مع الأسف!
.