[الفنون]

ضمن فعاليات مهرجان القرين الخامس عشر أقامت الفنانة القديرة حياة الفهد حواراً مفتوحاً مع الصحافة والجمهور في مسرح الدسمة بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي و الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا و العديد من الإعلاميين.
وقد بدأ الحوار بكلمة لعريفة الحفل الفنانة المتألقة أحلام حسن قالت فيها انه من الصعب التعريف بحياة الفنانة القديرة حياة لأنها من اوليات السيدات اللاتي طرقن باب الفن الكويتي وهي رائدة في مجال المسرح والسينما الكويتية.
وعقب ذلك تحدثت الفنانة القديرة حياة الفهد قائلة : كانت بدايتي مع عائلة أبو جسوم و تتلمذت على يد الأستاذ الكبير صقر الرشود. ومن ثم دخلت المسرح العربي كعضوةفيه وبعدها الدخول للتلفزيون. وقد تعلمت كثيراً من الفنانين العملاقين عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج.
وأضافت الفهد : بالنسبة لهواية الكتابة عندي كنت اكتب العديد من الأعمال واحتفظ بها لنفسي وبعد فترة من الزمن قمت بنشر هذه الاعمال ولكن باسم مستعار وليس باسم حياة الفهد. وفي فترة الثمانينات أقنعني زملائي بإلغاء الاسم المستعار واستخدام اسمي الحقيقي كحق أدبي، وبالفعل قمت بكتابة العديد من الأعمال الإذاعية ومن ثم بدأت بكتابة الأعمال التلفزيونية. وكان مسلسل سليمان الطيب هو أول عمل تلفزيوني طويل من تأليفي أما بالنسبة للمسرح فكتبت مسرحية «شيكات بدون رصيد» وهي المسرحية الوحيدة التي ألفتها خلال مشواري الفني. وأنا توقفت عن المسرح لأنه متعب جداً وعلى هذا الأساس ابتعدت عنه وطبعاً عامل السن له أحكامه في الابتعاد عن المسرح. وأنا شخصياً أحن وأشتاق للمسرح ولكن البركة في الشباب الموجودين حالياً.
وعقب كلمة حياة الفهد تم فتح باب الحوار مع الصحافيين والكتاب والحضور مع الفنانة القديرة أم سوزان حيث أجابت عن سؤال أحد الصحافيين الذي سأل عن أسباب تراجع المسرح قائلة : التراجع ليس في الكويت فقط ولكن بكل الدول العربية لأن الجانب التجاري طغى على هذا المسرح والهدف صار هدفا ماديا بحتا. ولكن هناك بعض المحاولات من بعض الشباب لإحياء المسرح من جديد. وللأسف لا نرى هذه الأيام أي احترام أو اهتمام لهذا المسرح حيث ان هناك العديد من الكلمات يجب أن لا تقال من على هذا المنبر. ومن المؤسف أن نرى البعض يستغل الطفل بالأعياد من خلال المسرح بهدف الربح المادي.
وتحدثت الكاتبة ليلى العثمان قائلة: نحن نشكر المجلس الوطني على تقدير هذه الفنانة الكبيرة وهي ليست فقط فنانة كويتية وإنما هي من يحمل رسالة و تاريخ للفن الكويتي الذي قام عليها وعلى أمثالها من الفنانات في ظروف عدم وجود الحرية الكاملة للمرأة الكويتية. ثم سألت عن سبب الغياب الدائم طول السنة والظهور فقط في شهر رمضان ولماذا لا يتم عمل سهرات؟
فأجابت حياة بأنها تتمنى وجود هذه السهرات التي للأسف غابت على المشاهد.
وسأل أحد الصحافيين عن عدم مشاركة الفنانة حياة الفهد في المهرجانات المسرحية التي تتضمن عرضا واحدا فقط او عرضين فردت بأن ليس لديها أي مانع من العمل في هذه المهرجانات المسرحية وأنا حاضرة لهذا الشيء.
وأجابت عن سؤال أحد الصحافيين المتعلق بالدخلاء على الفن قائلة: للأسف نحن لا نستطيع إيقافهم عن العمل لأننا لا نمتلك السلطة لإيقافهم ولكن الذي نستطيع عمله هو عدم العمل مع هؤلاء الدخلاء ولكن بالمقابل نجد غيرنا يعمل معهم. فللأسف لن نستطيع إيقافهم عن العمل، وللأسف الشديد أن البعض منهم يسيء للكويت وهناك العديد من القنوات فاتحة أبوابها لهؤلاء الدخلاء على الفن. وللأسف الشديد حتى وزارة الإعلام لا تستطيع عمل أي شيء ضد هؤلاء! فيجب سحب ترخيص كل الدخلاء على الفن وليس وضع غرامة ألف دينار وكتابة تعهد فقط! نحن نطالب بإنشاء نقابة للفنانين لحمايتنا وحماية الفن الكويتي حيث انه لا يستطيع أحد التمثيل أو الدخول إلى هذا المجال بدون عضوية من نقابة الفنانين فيجب أن تكون هناك نقابة لأنها تحمينا كفنانين.
وعن دور الدراما في تمثيل المجتمع الكويتي أجابت للأسف هناك أعمال صورت المجتمع الكويتي بأنه مجتمع سيئ جداً حيث ان الأب مستهتر وتصوير الأبناء بصورة غير مشرفة. وبعض هذه الأعمال لم تخدم المجتمع الكويتي.
كما علقت عن السؤال عن جديدها بأن هناك عملا دراميا يحمل قضية إنسانية مهمة والعمل هو «اليتيم» وهذا العمل يتحدث عن فئة من الناس الذين تعرضوا للظلم في حياتهم وهذه القضية جداً مهمة لأن هناك العديد الذين تعرضوا للظلم والاضطهاد في حياتهم.
وبتوجيه سؤال لها عن دورها تجاه مسرح الطفل قالت : أنا أحب الأطفال بشكل كبير ولكن بصراحة أخاف أن أكتب للطفل لأن الطفل إذا احب شخصية معينة يقلدها بكل سلوكياتها سواءً كان السلوك صحيحا أم خطأ فلا أريد أن أقدم شيئا غير صحيح ويقوم الأطفال بتقليده. وأنا ليس لدي أي مانع في العمل للطفل ولكن يجب أن يكون الكاتب متخصصا وضليعا بالكتابة للطفل.
أما لمن تكتب أم سوزان فأجابت عن هذا السؤال بأنها تكتب لشخصيات موجودة في المجتمع بغض النظر عن معرفتها بها.
وسئلت الفنانة القديرة حياة عن نكران الجميل وهل عانت منه فأجابت:
لا أريد تحديد احد ولكن أنا أكثر واحدة عانت من نكران الجميل والحمد لله لدي القدرة على النسيان. وأنا لم أكره أحدا ولا أعرف الكره ولكن ممكن آخذ موقفا من أي شخص تنكر لي وطعنني بالظهر. والله يسامح الجميع.
كما أوضحت الشخصية التي تجد نفسها فيها مجيبة بأن لكل فنان شخصيته المميزة و لكل جيل فنانون متميزون صادقون ولدوا فنانين، لان مهنة الفن لا تدرس والبعض دخل هذا المجال وهو صادق ليس حباً للشهرة والأمور الأخرى. والفن لن يقف عند جيلنا والفن يجب أن يكون له أجيال عديدة وأنا نصيرة الشباب وفاتحة بابي لكل شخص.
وفي ختام الحوار أكد أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي ضرورة إنشاء نقابة للفنانين لحمايتهم وحماية حقوقهم كما تفعل بقية الدول. حيث ان هناك العديد من الدول لا يستطيع الفنان الخروج منها بدون براءة ذمة من نقابة الفنانين التابعة للدولة.

لقطات:
• دخلت الفنانة حياة الفهد قاعة الحوار برفقة الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا والأمين العام للمجلس بدر الرفاعي.
• قبل البدء بالحوار تم عرض مشاهد أرشيفية لمشوار الفنانة حياة الفهد.
• قدمت الشاعرة جنة القريني قصيدة شعرية للفنانة القديرة أم سوزان.
• عقب الحوار كانت هناك مأدبة عشاء على شرف الحضور.


30 ديسمبر 2008