رد: هل (فجر السعيد) كانت السبب وراء إصابة (حياة الفهد) بـ(نوبة غرور) استمرت لأكثر من عشر سنوات؟! منقول من جريدة القبس... عليهم مراجعة أنفسهم وأعمالهم بعين ناقدة ليفسح النجوم المجال للشباب أحمد ناصر لا يمكن لأي كان من البشر أن يوقف زحف التقدم والتطور في الحياة، إنها سنة الله في الكون التي لا نستطيع إلا أن نتقبلها ونرضى بها، وهذا الحال ينطبق على الفن باعتباره مرآة للحياة، يعكس واقعها ويتحدث باسمها، ولكن يبدو أن بعض النجوم الكبار في الكويت لا يريدون أن يعترفوا بهذا القانون الإلهي، ويغضون الطرف عنه، ولكن لأن هذا القانون إلهي، فلا بد إذن أن يكون هو الغالب. معالم فنية سعاد عبدالله وحياة الفهد وسعد الفرج نجوم من الصف الأول في الكويت وفي الخليج العربي، ولا ينكر أحد نجوميتهم وتفوقهم في هذا المجال، حتى غدوا معالم فنية في الوطن العربي إلى جانب النجوم العرب الكبار. في زيارتي الأخيرة إلى مهرجان وهران للفيلم العربي، كان الجزائريون يقولون لي إنهم لا يعرفون من الخليج سوى سعاد وحياة، ولكن هذه النجومية بدأت تؤثر سلباً على الدراما الكويتية في الفترة الأخيرة، وبدا وجود النجوم الكبار يحرج الدراما الكويتية ويوقف نموها وتألقها وبدأ بريقها يخبو من جديد بعد أن عاد إلى تألقه منذ عشر سنوات تقريباً. سيخالفني الكثير هذا الرأي ليس لأن رأيي خطأ، ولكن لأن الحديث عن النجوم الكبار في الفن أصبح جريمة فنية، ونقدهم بمنزلة الطعن في الفن الكويتي! مع أن المتابع اليوم لأعمال هؤلاء النجوم سيعلم أنه يجب على النقاد والصحافة أن يلفتوا انتباههم إلى أنهم بحاجة إلى التوقف بعض الوقت ومراجعة أنفسهم وأعمالهم بعين ناقدة. قطع الطريق تتعامل المحطات الفضائية، حالياً، مع الدراما الكويتية وفق نجومية سعاد وحياة وسعد، وهؤلاء النجوم لا يقدمون أعمالاً تليق بنجوميتهم، فهم الآن يصعب عليهم القيام ببطولة عمل كامل ما لم يكن مكتوباً بدقة، أو تكون القصة تتناسب وطبيعتهم وأعمارهم، ولذلك يقطعون الطريق على الجيل الحالي الذي يبحث عن تحقيق نجوميته، كما يقفون حاجزاًَ بين الجيل الحالي والفضائيات التي لا تستطيع الوصول إلى النجوم الشباب بسبب وجود النجوم الكبار بينهم. يجب على الفنانين الكبار، وفي مقدمتهم سعاد وحياة وسعد، أن يفسحوا المجال أمام الجيل الحالي لكي يقدم نفسه وفنه وقضاياه ومشكلاته وقصصه، وأن يساهموا من أجل إبراز هذا الجيل في الدراما الكويتية، ليقدموا نموذجاً جديداً للعالم العربي يكمل مسيرة جيل الكبار ويتابع نجاحه. أما أن يكون النجوم الكبار هم أبطال الدراما الكويتية، فهذا قتل لإبداع الفن الكويتي، وتقييد لتألقه وحصره في جيل الكبار. إدراك الحقيقة في مصر، برز في الفترة الأخيرة أحمد حلمي ومحمد هنيدي وأحمد السقا ومنة شلبي في وجود عادل إمام وسمير غانم وإلهام شاهين وليلى علوي وغيرهم. في سوريا برز حاتم علي وسوزان فواخرجي وغيرهما في وجود أسعد فضة ودريد لحام وصباح جزائري وغيرهم. من النجوم الكبار، في الكويت يجب أن يكون الشيء نفسه، على النجوم الكبار أن يدركوا هذه الحقيقة، وهي أن عليهم أن يفسحوا المجال أمام جيل الشباب ليقدم نفسه ويحمل الأمانة من بعدهم. عبدالحسين عبدالرضا أدرك هذه الحقيقة، فشارك ناصر القصبي وحسن البلام بطولة عمله، ومحمد المنصور كذلك طلب في اجتماع خاص مع مجموعة من الفنانين الشباب أن يتحملوا مسؤولية الفترة المقبلة، ونتمنى من سعاد وحياة وسعد أن يحذوا حذو عبدالرضا والمنصور، وأن يتحلوا بالشجاعة ويقدموا الفرصة للشباب ليحمل الأمانة، ولا نطلب منهم أن يغادروا الفن. بل نرجوهم أن يبقوا ويقدموا النصيحة والمعونة لجيل الشباب، وأن يقدموا أدوارا تتناسب وأعمارهم. «البيت بيت أبونا» الذي قدّمته حياة وسعاد في رمضان الماضي كان يدور محوره الأساسي حولهما، وأعمالهما السابقة يدور محورها حول قضايا تخصهما وتناقش جيلهما، وكذلك سعد الفرج كانت أعماله تناقش جيله ومشكلاته، وهذا أمر طبيعي حين تكون البطولة لهم، فإلى متى ستظل دراما الكويت تقدم جيل الكبار؟ ومتى سيحين الوقت الذي تقدم فيه الدراما جيل الشباب؟ ويخرج لنا نجوم من جيل الشباب يتحملون مسؤولية الفن الكويتي، ومسؤولية العمل من أجل النهوض بالفن من جديد؟ هذا لن يتأتى بطبيعة الحال إلا عندما يفسح الكبار المجال للشباب ليحملوا الراية، وعندما تتحمل القنوات الفضائية الكويتية مسؤوليتها تجاه الفن الكويتي ولا تخاف من المغامرة. كما كان يفعل تلفزيون الكويت في الماضي، فليس من المعقول أن تبقى الأجهزة الحكومية تتحمل مسؤولية الفن إلى اليوم؟! النجوم الكبار يستعدون، الآن، لاختيار أعمال شهر رمضان المبارك، وهذا يعني أننا سنشهد في العام المقبل قصصاً عن جيل الكبار، أبطالها من جيل الآباء والأمهات والأجداد! وهذا ليس أمراً طبيعياً، لأن الشباب بحاجة إلى من يقدمه على الشاشة، فهل يتحمل الكبار المسؤولية ويفسحون المجال للشباب؟ أمر يحتاج إلى تضحية.
|