[اللجنة الإخبارية والصحافية]

الفنانون يكتبون الدستور





في الوقت الذي ينتظر فيه ملايين المصريين كتابة دستور جديد يترجم أحلامهم وشعاراتهم التي رفعوها أثناء ثورتي 25 يناير و30 يونيه على أرض الواقع، ينتظر الفنانون دستورا يضمن لهم الحرية الكاملة في التعبير عن آرائهم .

قال الفنان أحمد بدير : لابد أن يتضمن الدستور مواد تكفل حرية الإبداع، وألا يتم الحجر على الآراء المخالفة لآراء من يجلسون على كراسي الحكم، فنحن قمنا بثورة من أجل الحرية، وإذا كان الفن في أي مجتمع هو المعبر عن أحلام وطموحات الناس، فمن المهم أن نمنح الفنانين الحرية الكاملة لكي يعبروا عن أنفسهم وعن قضايا مجتمعهم .

وأشار بدير إلى أن الملايين من المصريين ينتظرون دستورا يعبر عنهم بشكل حقيقي ويضمن حرياتهم، ويجعل هناك ديمقراطية حقيقية وتداول للسلطة .

وقالت الفنانة تيسير فهمي: هناك الكثير الذي ننتظره من الدستور الجديد، في مقدمتها أن يتم منع إنشاء الأحزاب على أساس ديني، وأن يضمن في مواده عدم استخدام الدين في أي أغراض سياسية، فنحن دفعنا ثمن ذلك باهظا طوال الفترة الماضية، وأعتقد أن التخلص من مثل هذه الأحزاب الدينية بداية إصلاح ما أفسدته المرحلة الانتقالية السابقة التي سمحت بتشكيل أحزاب تستغل جهل بعض الناس وتستقطبهم تحت ستار الدين . وأكدت تيسير أن أولى خطوات الدولة المدنية الحديثة التي يحلم بها ملايين المصريين هي أن يتم الفصل بين الدين والسياسة، وأن يتنحى تجار الدين تماما عن المشهد السياسي، موضحة أنها تثق في أن الدستور الجديد سيخرج بشكل يلبي طموحات الشعب المصري بعد ثورة 30 يونيو خاصة أن لجنة الدستور الجديد تضم كفاءات في العديد من المجالات بعكس لجنة دستور 2012 التي كانت لا تضم إلا ممثلي جماعة الإخوان المسلمين والموالين لهم.

وقالت الفنانة سميرة أحمد: الدستور في أي دولة هو الضمانة الحقيقية لحقوق المواطنين سواء في حرياتهم الخاصة أو حقهم في الحصول على فرصة عمل تضمن لهم حياة كريمة، لذلك أتمنى أن ينص الدستور الجديد على أن تقوم الدولة بتوفير فرص عمل للمواطنين في ظل انتشار البطالة بين الشباب بشكل كبير . وأضافت سميرة: أتمنى أن ينتصر الجديد لحقوق المرأة بعد أن تجاهلها دستور مرسي، فلابد من تحديد سن لزواج الفتيات بدلا من المهازل التي نراها كل يوم عن زواج الأطفال، كما أحلم بأن ينص الدستور على مواد أخرى تصون كرامة المرأة المصرية وتحميها من غدر الزمن . وقالت الفنانة الشابة ريم البارودي: الدستور الجديد يأتي في مرحلة مهمة من تاريخ مصر بعد أن نجحنا في التخلص من «كابوس» الإخوان المسلمين الذي ظل يعبث بمقدرات الشعب المصري لمدة سنة كاملة، لذلك أحلم أنا وغيري أن ينص الدستور الجديد على تجريم استخدام الدين في السياسة، لأن التجارة بالدين ومغازلة البسطاء بأن من يقف معهم سيدخل الجنة ومن يعارضهم سيدخل النار كانت سببا في كل المصائب التي مازلنا نعاني من آثارها حتى الآن . وأشارت إلى أنها وجموع الفنانين يحلمون بدستور يمنحهم الحرية في التعبير وألا يتم مصادرة أو منع أي عمل فني لمجرد أنه يختلف في الرأي أو يعارض النظام الحاكم، موضحة أن زمن المنع بالنسبة للأعمال الفنية يجب أن يختفي للآبد مع شعب قام بثورتين في حوالي عامين من أجل الحرية . وقال الفنان أحمد راتب: يجب أن يعلم من سيضعون دستور مصر الجديد أنهم أمام عمل تاريخي لأن الشعب لن يسامحهم إذا لم يضعوا له دستورا يلبي طموحاته ويعبر عن أحلامه بعد ثورة 30 يونيه التي تخلص فيها من حكم الإخوان المسلمين، لذلك يجب أن يتم حذف أي مادة تغذي النعرات الطائفية وأن يكون جميع المواطنين أمام القانون سواء ويتم تفعيل ذلك في الواقع ولا يكون مجرد حبر على ورق .

وأوضح راتب أنه كفنان يحلم بأن يتضمن الدستور مواد تدعم الثقافة والفن من أجل وصول المنتج الثقافي والفني إلى ملايين المصريين خارج القاهرة، مؤكدا أن إنفاق الدولة على الثقافة سيوفر لها الملايين التي تدفعها في مواجهة الأفكار المتطرفة، لأن لو هناك وعي وثقافة لدى المواطنين ستختفي تلك الأفكار التي تسعى لتخريب البلد .

المصدر : جريدة النهار