08-11-2013, 03:06 PM
|
#25 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| رد: الأخبار الصحافية الفنية ليوم الجمعة الموافق 8/11/2013م «استوديو الأربعاء».. جولة سينمائية ممتعة في «نادي السينما» الفيلم الإيراني «لون الفردوس» يَكْشِف جمال الكون وسحر الإرادة البشرية
يصحبنا نادي الكويت للسينما بمقره بالمدرسة القبلية، كل اربعاء في جولة سينمائية ممتعة مع فيلم قديم جديد، يعيد للسينما دورها في اثراء الحياة الثقافية في الكويت، في اطار فعالية مبتكرة بعنوان «استوديو الأربعاء» يشرف عليها ويقدم رؤية سينمائية لكل فيلم الزميل علاء البربري.. ويركز هذا النشاط السينمائي الجميل على أعمال هادفة ذات رسالة، بعيدا عن السينما التجارية. وفيلم الأسبوع كان هو «لون الفردوس» وهنا تفاصيله:
ثيمة الفيلم
يعتبر فيلم «لون الفردوس» من روائع السينما الايرانية للمخرج مجيد مجيدي، وتدور أحداثه في عالم عالق ما بين المدينة والقرية حول ابن كفيف، وأب منغلق الشخصية رؤيته معتمة للحياة، وما بين الاعاقة البصرية الحسية في الابن والاعاقة النفسية للأب، ينبثق الصراع الذي يتحول الى «ميلودراما» اذ يضطر الأب بسبب فقره لاخراج ابنه الموهوب من مدرسة المكفوفين في المدينة، للعمل كنجار.. وما بين تلك الفاقة، وذلك الفقر، والقدرة على الاستمرار، يراوح المخرج مجيدي في مشاهده، بالتنويع تارة، والتلوين بالحوارات تارة أخرى، قاصدا التأثير بنفسية جمهوره، فكلما تواترت المشاهد يحثنا المخرج من خلال المؤثرات الصوتية في الطبيعة على اصطياد لغة من أسراب الطيور، وسيول الماء في الجداول، وقدرات خفية على التواصل للولد الكفيف بملامسة الماء باليد مركزا على حاسة اللمس، والتواصل مع الطيور بتقليد الأصوات، وترديدها.
إبهار
والمبهر في الفيلم هو تركيز المخرج على تفعيل الحواس وقدرتها على التواصل مع العالم الخارجي، من خلال البصيرة الداخلية التي لا يتمتع بها الأب الذي يمثل جيلا يشعر بالاعاقة النفسية، في حياة قروية تقليدية، على خلفية طبيعية ساحرة من مواسم الزهور.. ألوان الطبيعة الربانية.. الملابس الفلكلورية.
وأثرى المخرج المشهد العام لفيلمه بطقوس الانسان القروي البسيط، واحساسه الفطري بضرورة الافساح لدورة الحياة، حين نرى الولد يعيد فرخا صغيرا للعش بعد سقوطه، والجدة التي- على الرغم من العناء حين سقوط المطر المعبرة عن أحزانها الداخلية - تعيد سمكة صغيرة عالقة الى الماء، كما اعتمد المخرج في اظهار حميمية الأسرة الريفية، وتواصل اجيالها ما بين الجدة والطفل، على بعض مفردات الحياة كاستخدام الزهور في الصباغة اليدوية.. سلال البيض.. حظيرة الطيور.. الفتيات الصغيرات شقيقات الولد الكفيف وبراءة الطفولة فيهن، والأروع والأكثر عبقرية ان مجيدي استعان بأشخاص عاديين ليسوا ممثلين لتجسيد الأدوار، كحسين محجوب «الاب» وهاشم العطار «الابن» ما أضفى على العمل أجواء طبيعية.
جرأة
ولم يخلُ الفيلم من الجرأة في الحوارات، حينما يناقش الولد قدرة الله في محبة كل البشر، ويتساءل: لماذا خلقني الله أعمى؟ وياتي مشهد الذروة حين يسير الأب وخلفه الابن يهتدي بخطاه، راكبا الخيل، فوق جسر متهالك على مجرى النهر، ليتعرض الابن للغرق، وفي لحظة ما بين الشك واليقين، وربما دعوة للخلاص الروحي من الاعاقة الداخلية التي تخنق أحلامه، يظهر الاب، وقد انتفض ليلقي بنفسه في النهر بحثا عن ابنه، وفي غمرة الصراعين.. الداخلي، ومع مياه النهر التي تجرفه للخارج، يعثر على ابنه ملقيا على الشاطئ، وفي محاولة يائسة يحتضنه، وينتهي المشهد بتحريك الابن الكفيف أصابعه ليكون نقطة تواصله مع العالم والحياة التي طالما داعبه نسيمها، وتعلَّم بها القراءة البارزة، ونحت أشكال الطيور بأنامله المبصرة لجمال الكون الذي يمر على كثيرين، لكنهم لا يرون منه شيئا.
المصدر : جريدة الوطن
|
| |