عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2013, 02:13 PM   #5 (permalink)
اللجنة الإخبارية والصحافية
إدارة الشبكة
 
 العــضوية: 5
تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512

افتراضي رد: الأخبار الصحافية الفنية ليوم الثلاثاء الموافق 12/11/2013م

بروفايل / اشتهر بلقب «قشاش السينما»
حسن حسني ... «الجوكر» الرابح لأفلام الشباب






| إعداد رشا فكري |

حفل الزمان الجميل بابدعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنان حسن حسني:

ولد الفنان حسن حسني في حي القلعة سنة 1931، لأب يعمل مقاولا، فلم تكن حياته خالية من متاعب ومواقف صعبة ومفاجآت غيرت مجرى حياته رأسا على عقب، ففي سن السادسة فقد والدته، وهو الحدث الذي سبب له حالة من الحزن الشديد،
بدأ التمثيل في المرحلة الابتدائية فقدم في مسرح المدرسة دور «أنطونيو» في إحدى الحفلات المدرسية وحصل من خلاله على كأس التفوق وفي المدرسة الإعدادية حصل على العديد من ميداليات التقدير من وزارة التربية والتعليم.
ومع بداية الستينيات وجد حسن حسني نفسه محترفا يتقاضى أجرا عن عمل يحبه لدرجة العشق، وأصبح عضوا في فرقة المسرح العسكري التي كانت تابعة للجيش وقتها لم ينتبه إلى أنه سوف يكون ممثلا لشريحة معينة من الناس هم فقط من الجنود والضباط وأحيانا عائلاتهم، فكان يقدم عروضه على مسرح المتحدين للضباط وأسرهم في شهر رمضان، وكان ما آلمه في تلك الفترة عدم وصوله إلى الجماهير على نطاق واسع، مما سبب له أزمة شاركه فيها الفنان المبدع الراحل حسن عابدين، حتى صدر قرار بحل المسرح العسكري عقب هزيمة الخامس من يونيو عام 1967، وقتها شعر الاثنان بانفراجة، ليبدأ كل منهما رحلة البحث عن فرصة لإظهار الموهبة.
ويقول حسن حسني عن تلك المرحلة: «لولا حل المسرح العسكري لظللنا أنا وحسن عابدين خارج دائرة الضوء، التي كنا نحلم بها، وقتها تم نقلي إلى مسرح الحكيم الذي شهد خطواتي الأولى، فقدمت مسرحيات عديدة منها «عرابي» مع المخرج نبيل الألفي، «المركب اللي تودي» مع المخرج نور الدمرداش، وغيرها من المسرحيات التي حققت صدى طيبا لدى جمهور المسرح».
كما قدم حسني عدداً من المسرحيات الاخرى منها مع المخرج سمير العصفوري في مسرحية «كلام فارغ» التي استمر عرضها لمدة 6 أشهر، وهو رقم قياسي بمقاييس تلك الفترة، وكان نجاحه في هذه المسرحية سببا في انتقاله إلى المسرح القومي ثم المسرح الحديث، الذي حقق من خلاله نجاحا آخر في حياته المهنية، مما أهله للعمل في مسارح القطاع الخاص في بداية السبعينات، فقد انضم لفرقة تحية كاريوكا، التي عمل فيها لمدة 9 سنوات، قدم خلالها أجمل مسرحياته وفي مقدمتها «روبابيكيا»، «وصاحب العمارة».
وفي نهاية السبعينات شارك حسني في مسلسل «أبنائي الأعزاء شكرا» الذي اشتهر باسم بابا عبده مع الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، من خلال شخصية الموظف الفاسد المرتشي، وهو الدور الذي عرفه الجماهير من خلاله على الرغم من حجم الشر الذي جسده فيه. وفي مطلع الثمانينات فتحت استوديوهات دبي وعجمان أبوابها للنجوم المصريين، وكان من بينهم حسن حسني، الذي صور أعمالا كثيرة، وعرضت في دول الخليج بكثافة. وقتها أطلق عليه أصدقاؤه لقب «الممثل الطائر» نظرا لتنقله بين استديوهات عجمان ودبي بكثرة لتصوير العديد من الأعمال.
كان الإغراء المادي لتلك الأعمال يفوق قدرة حسن حسني على رفض العمل بها، وهو ما أثر على علاقته بالمسرح، الذي ابتعد عنه لنحو ثماني سنوات، وهو مايبرره حسن حسني بقوله: «على الرغم من عشقي للمسرح الا أنه لم يكن سبب شهرتي، فالناس لم تعرف بوجود ممثل اسمه حسن حسني الا بعد مشاركتي في مسلسل «أبنائي الأعزاء شكرا»، وقتها دخلت بيوت المصريين وحققت الشهرة التي كنت أحلم بها، وهو مالفت نظري إلى أهمية أعـــمال الــــتلفزيون وأثرها على تــحـقــيق الـــفنان للانتشار».
وعلى الرغم من ابتعاد حسن حسني عن المسرح طوال تلك السنوات، إلا أنه عاد للمسرح في منتصف الثمانينات، عندما قدم مع فنانة المسرح المعتزلة سهير البابلي ومع صديق عمره الفنان حسن عابدين مسرحية «ع الرصيف»، التي دعمت نجوميته لدى الجمهور المصري والعربي على حد سواء وقدم أيضا في عام 1985 المسرحية الفكاهيه «اعــقــل يا مجــنــون» مـــع الــفنان الكوميدي الكبير محمد نجم.

علاقته بالسينما
بدأت علاقة حسن حسني بالسينما بدور صغير في فيلم «الكرنك» مع المخرج علي بدرخان في عام 1975، إلا أن دوره في فيلم «سواق الأتوبيس» الذي أخرجه عاطف الطيب في عام 1982 كان علامة فارقة في حياته المهنية والفنية، حيث لفت إليه الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشر تحديدا بشكل مختلف، وبعدها قدم مع الطيب عددا من الأفلام، من بينها «البريء، البدروم، الهروب»، كما عمل مع عدد آخر من المخرجين من بينهم محمد خان في فيلم «زوجة رجل مهم»، ورضوان الكاشف في فيلم «سارق الفرح» ونال على دوره 5 جوائز، وهو الدور الذي يقول عنه حسن حسني: «لقد استمتعت بأداء هذا الدور الذي جسدت من خلاله شخصية قرداتي يعشق فتاة صغيرة تحلم بأن تكون راقصة، فيعزف لها على الرق، وعندما تحين لحظة امتلاكه لها يفارق الحياة، كانت شخصية مركبة المشاعر وصعبة الأداء، ولكنها ممتعة لي كممثل لصعوبة التعبير عنها».
وكان عام 1993 عاما مميزا في تاريخ حسن حسني الفني، ففي الوقت الذي سافر فيه إلى سورية ولبنان لعرض مسرحية «جوز ولوز» الذي شارك في بطولتها، كانت لجنة تحكيم مهرجان السينما الروائي في القاهرة برئاسة لطفي الخولي تعلن عن فوزه بجائزة أحسن ممثل، متفوقا على فاروق الفيشاوي ومحمود حميدة اللذين نافساه على الجائزة في ذلك العام. وقتها كان المعتاد منح الجوائز لنجوم الفن ممن يحملون لقب «فتى الشاشة» أو «الجان».
وفي نفس العام أيضا فاز حسن حسني بجائزة أحسن ممثل في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم «فارس المدينة»، ليتنبه الجمهور والنقاد لموهبة حسن حسني، الذي أعلن أن دخوله السينما كان على كبر كما يقول المصريون، فقالت عنه الناقدة إيريس نظمي: «هو فنان نجح في فرض نفسه بالموهبة، وأثبت أنه ليس بالنجومية وحدها يعيش الفنان، فبريق النجومية يزول بينما يبقى الفنان بقيمته».
منذ منتصف التسعينات بدأت مرحلة جديدة في حياة حسن حسني كان أكثر مايميزها مشاركته في أفلام الشباب التي بدأت في تلك الفترة، إلى الحد الذي قال عنه البعض إنه بمثابة شهادة الأيزو لتلك الأفلام التي لاتخلو من وجوده فيها، بدءا من أفلام محمد هنيدي وانتهاء بأفلام حمادة هلال، وهو مادفع الكاتبة حسن شاه إلى انتقاده قائلة: «حسن حسني يمتلك موهبة عظيمة ولكنه يبددها في أفلام لا ترتفع لمستوى أفلام المقاولات».
هذا الرأي اختلف معها فيه الناقد مصطفى درويش الذي يرى في حسن حسني صاحب قدرة فائقة على رسم الابتسامة الهادئة على الشفاه، مؤكدا أن وجوده مع شباب الكوميديا مكسب كبير لهم، ويوفر لهم القدرة على التعلم غير المباشر دون حساسية، لانه لايطرح نفسه منافسا لهم، ولكنه مضيف لهم ولأعمالهم.
وللكوميديا مكانة مميزة في حياة حسن حسني فقال عنها: «أحب الكوميديا الخفيفة المعتمدة على الأداء بالموقف، وهذا أحد أسباب مشاركتي الشباب تلك الأفلام الكوميدية، أما السبب الآخر فهو رغبتي في تأمين تكاليف المعيشة، قد يلومني البعض على المشاركة في أعمال دون المستوى، ولكنني أريد تأمين نفسي ضد تقلبات الايام».
وتعد أعمال الفنان حسن حسني «حزمني يا»، «رأفت الهجان»، «بوابة الحلواني»، «المغتصبون»، «المواطن مصري»، «القاتلة»، «السيد كاف»، «سارق الفرح»، «ناصر 56»، «لماضة»، من العلامات الفارقة في مشواره الفني، ويبقى حسن حسني «قشاش السينما والفيديو والمسرح»، وإن كان الأخير قد تراجع من قائمة اهتماماته بسبب انشغاله في السينما، فكان آخر ما قدمه هو «لما بابا ينام» الذي توقف عرضه بسبب وفاة الراحل علاء ولي الدين.
يعتبر حسن حسني القاسم المشترك لافلام الكوميديا في العشر سنوات الأخيره نظرا لظهوره في معظم افلام الكوميديا للكوميديين الشباب وأطلق عليه الكاتب الراحل موسى صبري «القشاش» لأنه يمتلك القدرة للتفوق على نفسه في أي دور يسند إليه، حتى يقنعك بأنه هو صاحب الشخصية التي يؤديها، و«القشاش» اسم أطلقه المصريون على القطار الذي يقف ويحمل ركابا من كل المحطات. أما خيري بشارة فمنحه لقب «المنشار» في إشارة للكم الكبير من الأعمال التي يقدمها، لدرجة أنه عرض له أربع مسلسلات في شهر رمضان لإحدى السنوات.
وبات الفنان حسن حسني بطلا لمعظم أفلام الشباب الكوميدية في السنوات العشر الأخيرة، وهي الظاهرة التي بررها هو بقوله: «في عام 1982 منحني الفنان القدير عماد حمدي فرصة الظهور معه في فيلم «سواق الاتوبيس» في دور مؤثر بالفيلم يكاد يكون المحرك الأساسي للأحداث، في الوقت الذي كانت فيه مشاهد هذا الفنان العظيم لاتتجاوز أصابع اليد، فلماذا لاأفعل أنا الآن ما فعله معي أساتذة الفن العظام».

عن حياته الشخصية
لا يتخيل أحد من عشاق فن الفنان حسن حسني الذين أدمنوا الضحك على «إيفيهاته» وطريقته العفوية في تقديم فن الكوميديا غير المصطنعة، أن يكون حسني قد عاش خلال الفترة الماضية واحدة من أكثر المآسى الكارثية فـــي حياة أي شـخــص انتهت بــوفاة ابــنـتـه «فاطمة».
بداية المأساة كانت عندما أصيبت فاطمة بسرطان الغدد ومع مرور الوقت تدهورت حالتها، مما أجبر أسرتها المكونة من زوجها وأبنائها ووالدها على نقلها إلى مستشفى الشروق وبعد عدة أسابيع قضتها في المستشفى ساءت الحالة أكثر وأصبحت فاطمة في حالة خطيرة تنبئ باحتمالية وفاتها في أي وقت.
كان حسن حسني في أسوأ حالة نفسية قد يكون رآه بها أحد من قبل، أصبح أكثر انطواءً لدرجة أنه كان يصور مشاهده في مسلسل «مزاج الخير» بصعوبة شديدة يحضر وقت التصوير ويفر إلى ابنته بعدها على الفور، ولا ينسى فريق عمل هذا المسلسل ذلك اليوم الذي كان فيه حسن حسني منهارا تماما، وعندما سألوه عن السبب أخبرهم بأن ابنته في حالة خطيرة بالمستشفى، وبالكاد أقنعه المخرج مجدي الهواري يومها بتصوير مشاهده.
فاطمة ليست الابنة الوحيدة لحسن حسني فله ابنتان أخريان، إلا أن أكثر ما يحزن الجد حسن حسني أولاد بناته فاطمة الذين تركتهم والدتهم لمصير مجهول فلم يفارقهم جدهم منذ وفاة ابنته.



المصدر : جريدة الراي

 

 

اللجنة الإخبارية والصحافية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292