[اللجنة الإخبارية والصحافية]

القنوات استعانت بالمسلسلات القديمة
الأزمات المالية تعصف بالعرض الثاني لدراما رمضان








رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على شهر رمضان إلا أنه لم تتم إلى الآن إعادة عرض معظم مسلسلات رمضان خاصة أن معظم الأعمال التي تعرض خلال شهر رمضان لا تحظى بفرصة مشاهدة جيدة بسبب الزحام الدرامي والعرض الحصري على قناة أو اثنتين في أحسن الأحوال، ولذلك كان جميع أبطال مسلسلات رمضان ينتظرون فرصة العرض الثاني عقب انتهاء رمضان مباشرة إلا أنه لم يعرض بعد رمضان إلا مسلسل (الداعية) ومسلسل (ذات) ومسلسل (بدون ذكر أسماء) ومسلسل مزاج الخير، الغريب أن عددا كبيرا من القنوات الفضائية تعرض الآن أعمالا قديمة عرضت منذ سنوات طويلة مثل ليالي الحلمية ورأفت الهجان متجاهلة مسلسلات رمضان الماضي.

ميراث الريح
البداية كانت مع مسلسل (ميراث الريح) الذي عاد به النجم الكبير محمود حميدة للدراما بعد غياب 23 عاما إلا أن المسلسل عرض بشكل حصري على إحدى القنوات الفضائية ولذلك لم يحقق أي نسبة مشاهدة تذكر، وهو الأمر الذي أصاب محمود حميدة بالإحباط خاصةً أن المسلسل مؤجل من العام الماضي وكان يعلق عليه آمالا كبيرة في عودته للدراما، لدرجة أنه تبرأ من المسلسل نهائيا، حيث أعلن أن المسلسل تجربة مريرة ومن كثرة مرارتها لا يريد استرجاع ما حدث فيها مرة أخرى، خاصة أنه بسبب هذا المسلسل أصيب أكثر من مرة بجلطة في القلب أثناء التصوير وتم نقله على إثرها لإحدى المستشفيات لتلقي علاج عاجل، وذلك إثر حالة الغضب الشديدة التي أصابته أثناء التصوير من طريقة إدارة العمل وأسلوب مخرجه يوسف شرف الدين. كما أعلن مؤلف العمل مصطفى محرم أن هذا المسلسل هو الأسوأ له في تاريخه وهو الذي اعتاد تذوق طعم النجاح مع كل عمل يقدمه على الشاشة، وأشار إلى أنه ندم على الاستعانة بالفنان محمود حميدة والسيناريست محمد عبدالخالق ليشاركاه كتابة السيناريو معلنا أن هذه هي المرة الأولى والأخيرة في الاستعانة بورشة عمل، مشددا على فشل تجربته.

«طيري يا طيارة» و«أهل الهوى»
نفس السيناريو تكرر مع مسلسل (طيري يا طيارة) لمصطفى فهمي وبوسي، حيث عرض بشكل حصري على التلفزيون المصري وحصل على نسب مشاهدة لا تُذكر. وكان مصطفى فهمي يأمل في بيع المسلسل لفضائيات أخرى وتحقيقه نسب مشاهدة في العرض الثاني له، كذلك مسلسل (أهل الهوى) الذي عرض في رمضان الماضي على التلفزيون المصري ولم ينل جانباً جيداً من المشاهدة وقد أعلن بطل العمل فاروق الفيشاوي أن (أهل الهوى) عمل جيد، ولا يقل أهمية عن أي سيرة ذاتية قُدمت من قبل، خصوصاً أنه يؤرخ لفترة النصف الأول من القرن العشرين من خلال سيرة الشاعر بيرم التونسي. أما مخرج العمل عمر عبدالعزيز فأعلن أن التلفزيون المصري أطاح بمسلسله (أهل الهوى) عندما أصر المسؤولون على عرضه حصريا بالقناة الثانية وقناة النايل للدراما وسط خضم كبير من المسلسلات التي لم تكن تعرض حصريا بالقنوات الفضائية مما أضر بنسبة المشاهدة له. وقال: يجب على قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج وصوت القاهرة والقطاع الاقتصادي أن يعيدوا حساباتهم في التسويق لأن التلفزيون المصري يواجه مواجهات ضخمة فهل يعقل أن المسلسل تكلفة إنتاجه 22 مليون جنيه، بينما تكلفة الإعلانات وصلت إلى 200 ألف جنيه لعدم وضع خطة تسويقية، ثم لماذا حصرياً؟ فإذا كان التلفزيون المصري ثرياً وغنيا فليدفع لنا مستحقاتنا المالية.
«خلف الله» و«مدرسة الأحلام»
أيضا مسلسل (خلف الله) لم يحقق أي نسبة مشاهدة رغم أن بطله نور الشريف يعد أحد النجوم الدائمين والكبار في الدراما الرمضانية كل عام، غير أن الحظ لم يحالفه العام الحالي في هذا المسلسل ولم يحظ بنسبة المشاهدة المتوقعة. وقد أرجع نور الشريف ذلك إلى عرض المسلسل بشكل حصري، بعد أن فشل القائمون عليه في تسويقه لأكثر من قناة فضائية، لذا يعلّق آمالاً عريضة على تحقيق المسلسل نسب مشاهدة عالية في العرض الثاني. كذلك مسلسل (مدرسة الأحلام) الذي تقوم ببطولته الفنانة ميرفت أمين لم يحقق أي نسبة مشاهدة رغم أن ميرفت كانت تضع آمالاً كبيرة على نجاح المسلسل، لذلك تضع الآن آمالاً جديدة على العرض الثاني الذي بدأ التلفزيون المصري الترويج له على القناة التي عُرض عليها في رمضان.

«نكذب لو قلنا..» و«ونيس» و«آسيا»
من ناحية أخرى فقد تاه مسلسل (نكدب لو قلنا ما بنحبش) بطولة يسرا، وإخراج غادة سليم، في وسط زحام العرض الأول على عكس المتوقع، حيث لم يحظ العمل بنسب مشاهدة عالية رغم ارتباط الجمهور بالنجمة يسرا كل عام، والتي سبق أن قدمت أعمالا ناجحة. أما مسلسل(آسيا) الذي عادت منى زكي بعد غياب 7 سنوات للدراما، فقد جاءت نتائجه سيئة أيضا في العرض الأول ولم تستطع لفت الانتباه، بل إن العمل يعرض وكأنه لا يعرض حيث لا يشعر به أحد، ولا يعرفون ميعادا لعرضه، وربما السبب وراء هذا أيضا عرضه حصريا على فضائية واحدة مما عرض العمل للظلم. ولأول مرة ينصرف الجمهور عن مسلسل (ونيس والعباد وأحوال البلاد) للنجم محمد صبحي رغم ارتباط المشاهدين بأعماله، وكان السبب أن المسلسل عرض بشكل حصري على التلفزيون المصري.

أزمات مالية
من ناحية أخرى أعلن العديد من المنتجين أن الأزمات المالية هي السبب الرئيسي في عدم إعادة عرض مسلسلات رمضان، ففي البداية يقول المنتج محمد فوزي: الأزمة واضحة بالفعل ولكن لها أسباب كثيرة من أهمها أن الفضائيات لم توف بالتزاماتها تجاه المسلسلات التي اشترت حق عرضها الأول من سنتين، وهذا العام تم بيع المسلسلات بأقل من تكلفتها فهناك أزمة حقيقية في سوق الدراما ولهذا من الطبيعي أن نجد صعوبة في تسويق المسلسلات.
أما المنتج عصام شعبان فيقول: للأسف هناك أزمة حقيقة في عدم العرض الثاني لمسلسلات رمضان هذا العام بسبب انشغال معظم القنوات بالتغطية اليومية الحية وانصراف معظم المشاهدين عن الدراما في ظل متابعة الأحداث السياسية التي تشغل بال الجميع، وبالتالي فضلت معظم القنوات عدم المجازفة بأموال طائلة لشراء مسلسلات جديدة وهى لن تحقق نسبة مشاهدة، وبالتالي نسبة من عائد الإعلانات بسبب الأحداث السياسية، وللعلم فقد كان هناك مفاوضات لعرض مسلسل (فرح ليلى) لكنها توقفت، معظم القنوات الآن تكتفي بعرض الأعمال القديمة لأنها أرخص ثمنا، ويتفق معه في الرأي المنتج أحمد الجابري حيث يقول: القنوات الفضائية في أزمة مادية حقيقية بسبب قلة الإعلانات، وعدم صرف الشركات مستحقات القنوات المادية بشكل كامل، وهذا أثر سلبًا على دورة رأس المال فالبعض لم يحصل على أمواله حتى الآن بسبب الأزمات التي تواجهها القنوات؛ وهذه حقيقة لا نستطيع إنكارها، وعلى المستوى الشخصي، لم أسترد أموال أعمالي التي تعاقدت عليها العام قبل الماضي، وهذا ما جعلني لا أنتج أي أعمال هذا العام.
أما المنتج طارق الجنايني فيقول: هناك مسلسلات كثيرة لم تعرض عرضا ثانيا، ربما يكون السبب مغالاة المنتجين في ثمن المسلسلات، وهو الأمر الذي جعل المحطات تحجم عن شراء العرض الثاني، أما المنتج جمال العدل فيقول: المسلسلات التي لم يتم إعادة عرضها في الغالب هي المسلسلات التي لم تحقق النجاح المطلوب في العرض الأول، والدليل على ذلك أن أكثر الأعمال التي تم تسويقها في العرض الثاني هما مسلسلا (ذات والداعية) رغم أن (ذات) مثلا لم يتم تسويقه في العرض الأول جيدا ولكن بعد إن عرض وحقق نجاحا تم تسويقه بصورة جيدة في العرض الثاني داخليا وخارجيا ونحن في الداعية قمنا بتسويق المسلسل في عروضه الثانية.

المصدر : صحيفة العرب القطرية