[اللجنة الإخبارية والصحافية]

فريق العمل قدمه على مسرح التحرير بكيفان
«الطار مقلوب» كوميديا لموظف شريف يفقد عمله بسبب الفساد الإداري





المخرج ناصر قدم توليفة مسرحية قادرة على مخاطبة الجمهور

الديكور فقير والممثلون «يصارخون» بدون مبرر درامي

تعد صارخ باللفظ على الأمهات وإيقاع بطيء وملل في الفصل الثاني


كتب يحيى عبدالرحيم:
قدم فريق عمل المسرحية الاجتماعية الكوميدية «الطار مقلوب» عرضهم الاخير خلال هذا الموسم على خشبة مسرح التحرير بكيفان، وهي من تأليف أيمن الحبيل واخراج ناصر الدوب، وتم تقديمها بالتعاون بين فرقة مسرح الخليج والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في اطار المنتج المنفذ.
تضمن العرض فصلين عن شخصية محورية هو الموظف «صالح» والذي يجسده أحمد العونان، وهو منضبط وسط زملائه الذين يعمدون الى الاهمال والفساد الإداري، ولكنه يظل مستمرا في نهجه وسلوكه.
مع توالي الأحداث نجد ضغوطا عديدة تمارس عليه من قبل مديرته «نرجس» ومن زملائه، فينفجر ويقوم بالاضراب عن العمل، وفي لحظة غضبه يقوم بالاعتداء على مراقب من الوزارة، وهو ما يجعله يواجه تهمة التعدي على موظف عام أثناء تأديته عمله، فيتم فصله من العمل، وتقررعليه غرامة مالية كبيرة، ويخفي ذلك عن أسرته.

كشف السر

وفي الفصل الثاني تكتشف أسرته أمره، وتساعده في الخروج من هذه الأزمة، لكن على الجانب الآخر لا نرى تغيرا في شخصيات الموظفين، ما ينذر باستمرار الفساد الإداري على ما هو عليه، وهو ما يؤكده عنوان المسرحية «الطار مقلوب».
أي ان المجتمع يسير بأوضاع مثقوبة ولا أحد يستطيع سماع صدى «الطار» لانه مقلوب، فالموظف المخلص يكون مصيره السجن والتشريد وضياع أسرته، في حين نجد الفاسدين مستمرين في عملهم، على الرغم مما يتقاضونه من رشاوى، واستغلال مكان العمل للتنفيع الشخصي، كما هو الحال في شخصية نورا العميري التي تستخدم مكتبها لبيع الملابس، ولا توقع معاملات المراجعين الا عندما يشترون منها.

إضاءات

العرض يحمل اضاءات كثيرة بداية من اسناد فرقة مسرح الخليج مهمة الاخراج للفنان الشاب ناصر الدوب، وكذلك مغامرة الفرقة باعتمادها على أسماء شابة في بطولة جماعية للعرض.
قام الدوب بجهد جيد في هذا العمل من خلال تقديم توليفة مسرحية قادرة على مخاطبة جمهور المسرح التجاري في استغلاله لأداء الممثل أحمد الفرج وتوزيع دوره على عدد كبير من المشاهد، ما أضفى أجواء كوميدية، كذلك الأداء الجيد لأحمد العونان، ومي البلوشي التي أجادت في اداء دور الفتاة اللبنانية في شخصية المديرة «نرجس» كما أجادت في دور الأم، وكذلك الحال مع نورا العميري التي جسدت دورالموظفة المهملة في العمل، ودورالأبنة الشقية في المنزل.

مثالب

على الجانب الآخر هناك بعض المثالب الإخراجية، حيث لم يوفق في بعض الأمور، منها طول فترة العرض المسرحي، وترهل ايقاعه، خاصة في الفصل الثاني وشعور الجمهور بالملل، لدرجة خروج بعضهم قبل نهاية العرض ونوم البعض الآخر.
كما ان المخرج لم يكن موفقاً في ادارة الطفل بدر العطوان كما تستحقه موهبته، فهو يمتلك حضوراً طبيعياً بخفة دمه وبدانته وحركته الجسدية فوق خشبة المسرح، وكان ينقصه تدريب من المخرج، وأن يتعب عليه لصقل حضوره المسرحي.
حيث ظهر العطوان بلا ملامح فنية متشكلة على الرغم مما يمتلكه من حضور وكاريزما خاصة به.

نقطة أخرى

وكان من المثالب الأخرى في العرض ما حدث في الفصل الثاني، من شقاوة الأبناء محمد صفر ونورا العميري والطفل العطوان، وتعديهم باللفظ على الأم، خاصة في المشهد الذي جمع بين صفر ومي عندما كان يتحدث معها بطريقة غير لائقة للحصول على مصروفه، وكذلك عندما كان يتخيلها ك «مفرش» على الأرض بسبب تشابه الوان ملابسها مع الوان السجاد - آفيه غير موفق - وكان الممثل صفر يركل المفرش بقدمه كما لو كان يركل والدته، وأعتقد ان هذه غلطة كبيرة قدمها فريق المسرحية في حق الأم، كما غلب على اداء صفر ومعظم الشباب في العرض الأداء الانفعالي والصراخ طوال فترة العرض بلا مبرر درامي لذلك، بل ان هذا الاداء انتقص من موهبتهم، وأعتقد أنهم كشباب كانوا يحتاجون الى توجيه أكثر وأعمق من المخرج.
قدم العرض من خلال ديكور فقير سواء في مركز خدمة المواطن، أو من خلال ديكور منزل الأسرة.
»الطار مقلوب» تأليف أيمن الحبيل واخراج ناصر الدوب، وشارك في البطول] فنانون شباب منهم أحمد العونان، نورا العميري، مي البلوشي، منال الجارالله أحمد الفرج، الطفل بدر العطوان وآخرون.


المصدر : جريدة الوطن