30-11-2013, 11:16 AM
|
#2 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| رد: الأخبار الصحافية الفنية ليوم السبت الموافق 30/11/2013م «روتانا» عرضته في دبي قبل الرحلة إلى «الأوسكار» «وجدة» ... طرق هموم المرأة السعودية برؤية هيفاء المنصور
| دبي - من صالح الدويخ |
التجربة أحياناً في حد ذاتها تعتبر نجاحاً بغض النظر عن نتائجها، وما قدمته المخرجة والكاتبة السعودية هيفاء المنصور في فيلم «وجدة» خير دليل على هذا الأمر، في الوقت الذي جاءت فيه مطالب المرأة في المملكة بقيادة السيارة حيث كانت ردود الفعل متباينة بين مؤيد ومعارض. فيلم «وجدة» الذي تم عرضه في دبي بحضور تركي شبانة مدير قنوات «روتانا» والصحافة الخليجية والعربية قد أنتج في العام الماضي وتم تصويره بالكامل في السعودية، والذي ركز على الواقع الاجتماعي السعودي، كانت المرأة هي المحور الرئيسي فيه، ربّما لأن المخرجة هيفاء المنصور أرادت أن تشارك حكاية المرأة السعودية مع بقية العالم من خلال حياة الطفلة «وجدة» التي تدرس في المرحلة الابتدائية وتخطط للحصول على دراجة لكي تسابق بها صديق طفولتها «عبد الله».
الفيلم عرض - وبشكل ذكي - عدداً من المشكلات الاجتماعية، بالإضافة إلى تصويره للتناقض الذي يعيش فيه المجتمع، فهذا التناقض كان حاضراً بشكل رئيسي في تصرفات والدة وجدة ومديرة مدرستها، فالوالدة التي تدخن عندما تسنح لها الفرصة «تقرّع» ابنتها عندما تحكي لها عن رغبتها في امتلاك دراجة، لأن قيادة الدراجة ليست فعلاً يصح أن تقوم به فتاة. وهنا يظهر أحد التناقضات، فالأم التي تؤمن بالمحرم الاجتماعي لم تمتنع عن ممارسته، لكنها في الوقت ذاته لا تبرر لنفسها أو تسمح لابنتها بممارسة هذا المحرّم. شخصية الأم التي قامت بتجسيدها الفنانة ريم عبد الله هي شخصية امرأة سعودية عصرية ولكنها عادية، غير أن ما يقلق الأم خطط زوجها للاقتران بزوجة ثانية.
الفيلم أيضاً ألمح إلى النبذ الذي يمارس ضد المخطئ أو المخالف، تماماً كما حصل مع الطالبتين اللتين تم التشهير بهما في أحد مشاهد الفيلم، ما جعل بقية الطالبات يمتنعن عن الحديث مع الطالبتين أو حتى ملامستهما.
جزء كبير من الفيلم صوّر حياة «وجدة» داخل مدرستها، هذا الجزء كشف كيف يمارَس التخويف تجاه الطالبات داخل المدارس... هذا التخويف كان يصدر بشكل رئيسي من مديرة المدرسة، التي كانت تمثل مزيجاً من السلطة الدينية الاجتماعية، حيث كانت توزع منشورات تحث الطالبات على الحجاب، بالإضافة إلى أنها كانت تشجع على المشاركة في مسابقة لحفظ القرآن الكريم، وكانت أيضاً توبّخ الطالبات في حال قيامهن بمخالفات... هذا الدور لم يمنعها من القيام بمخالفة تكشف تناقضها، ففي أحد المشاهد تتناقل الطالبات خبر أن حبيب مديرة المدرسة زارها في بيتها.
الفيلم صوّر تشكيلة منوّعة من مشكلات المجتمع السعودي، وهذه المشكلات تم عرضها بذكاء من خلال الأحداث والحوارات. تصوير الفيلم كان واقعياً، و ظهر ذلك في التفاصيل الصغيرة، كبيت «وجدة» الذي لم يكن باذخاً، ومدرستها الحكومية التقليدية، بالإضافة إلى عدد من التفصيلات التي كشفتها مشاهدة الفيلم. أداء الممثلين كان متقناً، خاصة الأطفال منهم، وتحديداً وجدة التي قامت بتجسيدها الطفلة وعد محمد، وهي الشخصية الرئيسية في الفيلم. وبالنسبة إلى الموسيقى في الفيلم، فقد كانت محدودة، لكن تم توظيفها في نهاية الفيلم بشكل جيد. ربّما لا يكون الفيلم إنتاجاً سينمائياً ضخماً، لكنه كفيلم خليجي محلي يعتبر علامة فارقة ويعتبر عملاً فريداً يستحق المشاهدة ويستحق الإشادة.
المخرجة هيفاء المنصور استطاعت أن تُدخِل النقد الاجتماعي إلى فيلمها بمهارة وبطريقة تبدو وكأنها عابرة وغير مقصودة. وصحيح أن الفيلم يعالج قضايا العمالة الوافدة وقضايا النساء في السعودية، ولكنه في نهاية المطاف يعالج أيضاً قضية الدراجة الخضراء التي تريد وجدة أن تسابق بها عبد الله، الطفل المعجب بها.
تقول وجدة في أحد المشاهد لعبدالله «عندما أحصل على الدراجة وأسبقك بها، سنتعادل»، وربما نسمع هنا صوت هيفاء المنصور من خلال شخصية الطفلة وجدة، فالفيلم الطويل الأول للمخرجة السعودية حسم هذا الشوط من السباق على السينما السعودية لصالح النساء، عندما حصلت وجدة على مبتغاها وتفوقت على عبدالله، وهذا الأمر أعطانا كجمهور أملاً بأن الآمال قد تتحقق في حال آمن الإنسان من أهدافها المستقبلية. هيفاء المنصور: أنا وجدة
عقب عرض الفيلم، عقد مؤتمر صحافي جمع مدير قنوات «روتانا» تركي شبانة والمخرجة هيفاء المنصور والطفل عبد الرحمن الذي قام بدور عبدالله في الفيلم. وشكرت المنصور في البداية دعم شركة «روتانا» لإنتاج هذا الفيلم الذي صُوّر بالكامل في السعودية بوجود طاقم فني من ألمانيا مع كوادر سعودية. وقد شدد تركي شبانة خلال المؤتمر على حماسة «روتانا» لدفع عجلة السينما العربية بشكل عام والخليجية والسعودية بشكل خاص إلى الأمام، وذلك بتوجيه من الأمير الوليد بن طلال الذي كان الداعم الأكبر لفيلم «وجدة» المرشح هذا العام لجائزة الأوسكار عن فئة «أفضل فيلم أجنبي». وأضاف شبانة أنه يوجد حالياً العديد من «السكريبتات» على طاولة «روتانا» التي لطالما كانت الداعم الأول للمواهب الحقيقية.
من جهتها، أشارت المخرجة هيفاء المنصور على أن الفيلم يشبه بكل ما فيه المجتمع السعودي الذي هو الحاضر الأكبر في «وجدة» وقالت «أعتبر نفسي أيضا وجدة»، وأضافت أنها بصدد التحضير لمشاريع سينمائية مقبلة مع «روتانا» التي «أنقذت فيلمها بعد أن أوشك على عدم رؤية النور»، موضحةً أن دعم «روتانا» هو الذي أخرج «وجدة» من سبات دام خمس سنوات ليصل اليوم إلى أهم جائزة سينمائية عالمية. كما كشفت المنصور عن أن هناك الكثير من المشاهد التي حذفت والتي كانت تحتاج إلى ميزانيات كبيرة أهمها مشهد حفل زفاف والد وجدة الذي أثر بها وبوالدتها كثيراً.
وتضيف المنصور: «نعم، واجهت صعوبات كوني امرأة، ومن الصعب الوقوف مع الرجال، لذلك لزمت مكاني في استديو مغطى بعيداً عن الأنظار واكتفيت بتوجيه إرشاداتي عن طريق الأجهزة اللاسلكية فقط.
المصدر : جريدة الراي
|
| |