08-12-2013, 01:36 PM
|
#16 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| رد: الأخبار الصحافية الفنية ليوم الاحد الموافق 8/12/2013م شيء مختلف عن «الأوديسا» و«جرافيتي» «الأيام الأخيرة في المريخ».. الخيال العلمي والنفس البشرية
كنت قد شاهدت فيلم «الأيام الاخيرة في المريخ» ضمن تظاهرة «اسبوعا المخرجين» في الدورة الاخيرة لمهرجان «كان» السينمائي ووسط زحام المواد، فضلت تأجيل الكتابة عنه حتى موعد اطلاق الفيلم في الأسواق العالمية.
الفيلم يعتمد قصة كارتونية، كتبها ورسمها سيدني جي يوندز، وكتب لها السيناريو كليف داوسون الذي كتب العديد من الاعمال السينمائية ومنها «الجرس - 1948» و«ذا بانكر - 2001» و«حريق لندن - 1988». اما الاخراج فهو من توقيع رويري روبنسون وهو مخرج ايرلندي قدم للسينما أفلام «المدينة الصامتة - 2006» و«بلنكي تيم - 2011». الفيلم يعتمد في العمل الروائي، على حكاية مجموعة من المستكشفين «رواد الفضاء» يستسلم الواحد تلو الآخر، لقوة غامضة ومرعبة خلال الايام الاخيرة على سطح القمر في مهمة لجمع العينات.
طاقم من ثمانية رواد فضاء مستكشفين، فبعد «19» ساعة من انتهاء مهمتهم التي دامت ستة اشهر، بانتظار وصول المسبار اورورا التي سيقوم بمهمة اعادتهم الى الأرض.
خلال تلك الفترة، يكتشف احد العلماء «ماركو» «جوران كوستينش» وجود عينات تشير الى وجود الحياة على هذا الكوكب الاحمر، مفضلا عدم البوح باكتشافه محاولا وضع حيلة للبقاء وحده على سطح الكوكب. وهنا تبدأ مجموعة من الأحداث الغامضة والقاتلة، التي تجعل أعضاء الفريق يعيشون حالة من الرعب.... والترقب... لمواجهة المجهول. مشاهد الفيلم، التي تصور كوكب المريخ، صورت بالكامل في الصحراء الاردنية، وسط خدمات انتاجية عالمية المستوى، ومشهديات سينمائية نفذت بحرفية عالية اضافت الكثير من المصداقية، وكأننا على ظهر ذلك الكوكب الاحمر، «لون التراب الأحمر».
شعور حقيقي لدى رواد الفضاء بالحنين والرغبة المتسارعة من أجل العودة الى الارض «الكوكب الأخضر» بحياته.. وعلاقاته... بعد ستة أشهر من البحث والوحدة.
ومع تفجر الأحداث الغامضة، وسقوط الضحايا الواحد تلو الآخر، عبر أحداث لا يمكن تفسيرها خصوصا، عندما يسقط أحد أعضاء البعثة وسط حفرة غامضة... حتى رغم المحاولات لانقاذه الا ان الامور تمضي مقرونة بالغموض...
عندها يجتاح الخوف والذعر نفوس عدد من الباحثين وتبدأ محاولات البعض الآخر من أجل السيطرة على الفوضى النفسية التي تفجرت...
عندها لا نشاهد «أوديسا الفضاء» او «جرافيتي (التحفة التي شاهدناها منذ أيام) عندها تطغى المغامرة»... ولربما الأحداث غير المبررة على الفيلم العامر بالأسماء والنجوم ومنهم ييف شرايبد ورمولا جازي وأوليفيا والبانر وجوني هاريس وجوران كوستيكتش وتوم كولين ويسرا وارساما.
فيلم «الأيام الاخيرة في المريخ» يذهب الى سينما الخيال العلمي، ولكن ضمن معطيات تتحدث عن تحليل النفس البشرية واطماعها وغاياتها وأهدافها المتضاربة، عبركم من المغامرات، التي تكشف كل منها، عن سيل عارم من الأهداف والرغبات، التي «قد» تدمر كل تلك الرحلة الهادفة الى الاكتشاف العلمي البحت.
خلف كل شخصية من تلك الشخصيات أهداف قد توصل الى حد الرعونة.
فيلم «الأيام الاخيرة في المريخ» لا يمكن مقارنته بأي تجربة سينمائية مشابهة بالذات، أفلام الفضاء، لانه يذهب الى الفضاء محملا بقضايا الأرض... وبارهاصات الذات الانسانية، التي أينما ذهبت بها، ستبقى كما هي أسيرة رغباتها... التي تحيل تلك الرحلة العلمية الى كارثة مدمرة.
المصدر : جريدة النهار
|
| |