09-12-2013, 02:20 PM
|
#12 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| رد: الأخبار الصحافية الفنية ليوم الاثنين الموافق 9/12/2013م يطرح فرضيات الجنون أو النضال السياسي «السلطة الخامسة» الفيلم الذي أثار غضب أسانج
لا يزال فيلم «السلطة الخامسة» يثير كثيرا من الجدل في انحاء العالم خصوصا وهو يتعرض لموضوع وشخصية غاية في الاهمية ومثيرة للجدل على الصعيد الدولي. وينطلق الفيلم في الحديث عن السلطات .
فالى جانب السلطات الثلاث «التشريعية» و«القضائية» و«التنفيذية» استطاعت الصحافة خلال القرن العشرين ان تصنع لنفسها «سلطة رابعة» هي سلطة قيادة الرأي العام بنشر الأخبار وتوجيه الفكر. وفي الفيلم الجديد للمخرج بيل كوندون. اعتبر نشر موقع «ويكيلكس» للوثائق بمثابة «سلطة خامسة» ومن هنا استمد اسم الفيلم. وبالطبع تطرق لحياة مؤسسي الموقع الاسترالي جوليان أسانج ما أثار غضبه ووصف الفيلم بالأكاذيب. الفيلم مأخوذ عن كتاب بعنوان «ويكيلكس» لديفيد ليج ولوك هاودنج. وكانا يعملان مع جوليان أسانج ويعرفان الكثير عن حياته وشخصيته. لذلك قدم الفيلم أسانج بصفته انساناً معقداً تحركه رغبة سادية في اذلال الآخرين وسعي واضح للشهرة ولو على حساب «القرصنة» وهم ما يطلق عليهم في عالم الكمبيوتر «الهاكرز» الذين يقتحمون المواقع ويعطلونها ولا يعيدوها للعمل الا بمقابل مادي.
أما جوليان أسانج نفسه فهو يرى انه مناضل فوضوي ضد القمع وانتهاكات حقوق الانسان ويرفض سيطرة الحكومة والمؤسسات الكبرى والشركات متعددة الجنسيات على البشر. لذلك كان من أول الوثائق التي نشرها على «ويكيلكس» كشف فساد مصرف سويسري يخدع عملاءه. ثم كشف تورط الرئيس الكيني في قتل 400 من معارضيه بأوامر شخصية منه. وهنا يقول أسانج انني أواجه طغاة وأصحاب مليارات ولا أملك سوى موقع على النت. لكن عندما كشف وثائق أميركية دبلوماسية وأخرى تابعة للبنتاجون بدأت تلاحقه التهم لأنه بذلك يهدد حياة عملاء مازالوا يعملون لصالح الولايات المتحدة.
يقدم الفيلم مقدمة وثائقية عن الدور الذي قامت به الصحافة ووسائل الاعلام في كشف الحقائق بعد الحرب العالمية الثانية. ويرى السيناريو ان الحقائق التي كشفها أسانج في عام أكثر من الحقائق التي نشرتها الواشنطن بوست خلال 30 عاماً. وقد صنعت آلاف الوثائق التي نشرها على موقعه المزيد من الأعداء خاصة سارة بيلين التي كانت مرشحة نائبة للرئيس الأميركي. أشار الفيلم الى انتماء جوليان أسانج لطائفة استرالية يصبغ أتباعها شعرهم باللون الأبيض. وقد برع الممثل البريطاني بينديكت كمبرباتش في دور أسانج ولجأ الى التعبير بالصوت الرخيم. وبدأ في بعض المشاهد أقرب للراهب الروسي راسبوتين. ووصفه الفيلم بأنه يدير امبراطورية لا تخضع للمساءلة. ومن هنا بدأت تتحرك القوى العظمى ضده وأوقعته في السويد في قضية اغتصاب فتاتين.
وفي نهاية الفيلم يسافر أسانج الى لندن ويدخل سفارة الاكوادور ويطلب اللجوء السياسي ومازال حتى اليوم على هذا الموقف وقد منحه الرئيس الأكوادوري حق اللجوء. ولكن بريطانيا ترفض خروجه من السفارة وتريد تسليمه للسويد من أجل تنفيذ الحكم الصادر ضده من المحكمة هناك.
الفيلم في مجمله يناقش مدى ترحيب العالم بحرية النشر. وكيف ان الدول الكبيرة والصغيرة لديها الكثير من الأسرار وتعقد الصفقات المريبة التي لا تضع في حسابها لا حقوق انسان ولا احترام للشفافية. وكل القيم المثالية ليس لها وجود في عالم تحكمه المصالح لكن أسانج حاول ان يفتح فتحة في هذا الجدار بغض النظر عن دوافعه الشخصية والفيلم يستحق بلا شك المنافسة على جوائز الأوسكار في السيناريو والتمثيل والاخراج.
المصدر : جريدة النهار
|
| |