14-12-2013, 03:30 PM
|
#2 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| رد: الأخبار الصحافية الفنية ليوم السبت الموافق 14/12/2013م قدمتها فرقة المسرح العربي ضمن فعاليات مهرجان الكويت «تهوم»... الإطالة هدّدت العرض والديكور طوق النجاة
| كتب مفرح حجاب |
قدمت فرقة المسرح العربي مسرحية «تهوم»، وهو العرض الثاني ضمن فعاليات الدورة الـ 14 لمهرجان الكويت المسرحي، وذلك على مسرح الدسمة مساء أول من أمس. وتبارى في العرض ثلاثة ممثلين محترفين هم أوس الشطي، حسن إبراهيم، عصام الكاظمي وكانوا أكثر رشاقة وحيوية على الخشبة رغم بعض الإشكاليات التي حملها النص في الإطالة والانتقال من مرحلة إلى أخرى، وإن كانت بداية العرض هي الأفضل على الإطلاق لناحية التشكيل والأزياء والأداء والكوميديا بين الثلاثة، علماً أن أوس الشطي استطاع أن يلوّن في أدائه بشكل فيه الكثير من الإبهار والإحساس العالي للممثل.
يتطرق العرض إلى أحد الخلفاء في عصر سالف ومعه وزيراه أبو الريحان وأبو النعمان... الخليفة يعيش حياة المجون والسهر والفرفشة من دون أن يشغل تفكيره بما يحدث لشعبه وكيف يعيش، فكل ما يهمه هو الاستمتاع وشرب الخمر وسماع الموسيقى والطرب. وعلى الرغم من أن الوزيرين مختلفان في ما بينهما، إلا أن المصلحة تقتضي أن يكونا يداً واحدة أمام الخليفة حفاظاً على مصلحتهما، وهما يعتقدان أن الخليفة لا يعرف بأمرهما أو حقيقة مشاعرهما، لكنه يكشف لهما ما يدور في رأسيهما فيدركان أنه قد يطيح برأسيهما فيتوسلان له ويقبّلان قدميه إلا أنه يطمئنهما بأن الأجواء «وناسة وفرفشة» وإلا كان قد قضى عليهما.
يأمر الخليفة وزيريه بالانصراف، ويظل يشرب كأساً وراء أخرى حتى يبدأ عقله في الغياب، وهو يحلم بمحبوبته جنان ويسقط على الأرض ويذهب في حلم ليجد نفسه في زمن آخر أو هكذا يتوهم لنكتشف أنه مريض نفسياً ويعالج في مصحة وأنه ليس بخليفة أو أميراً للمؤمنين ويظل يعاني من أسئلة ومحاصرة الطبيبين أو الممرضين لفترة، ثم يعود في النهاية إلى عالمه الخاص وحاشيته ليقول مقولته إنه بين الواقع والحلم شعرة يجب أن نعرف متى نشدها ومتى نرخيها.
بالرغم من أن العرض اتسم بالأجواء الكوميدية وحصرالتمثيل في مقدمة المسرح، الإ أن سرد الأحداث كشف أن الديكور والسينوغرافيا لوحة خلفية تشكيلية بتراث العصر القديم لنفاجأ بعد ذلك بأن هذا الديكور يتراجع تدريجياً، ولعل ما يجدر ذكره هنا أن مهندس الديكور حسين بهبهاني استطاع أن يستخدم تقنية جديدة غيّرت شكل المسرح في ثوان معدودة ليتحول إلى أرضية في مشهدية بصرية جمالية مبهرة كدلالة على الانتقال إلى زمن آخر. وحاول الإخراج أن يبتعد عن السطحية والمباشرة في أن يقدم لنا خليفة هذا العصر البعيد عن شعبه الغارق في الملذات في إسقاط سياسي عما يحدث في العالم العربي من دون أن يتورط في الإشارة إلى بلد ما أو زعيم بعينه، وأراد أن يقول إننا يجب أن نحافظ على الشعرة التي تربط بين الزعيم أو الخليفة وبين الجماهير والشعوب فلا نقطعها، وما يؤخذ على العرض هنا هي عملية الإطالة في الجزء الخاص بالحلم.
ولم يكن الديكور وحده هو طوق النجاة في هذا العرض المسرحي، بل شكلت الجوقة الموسيقية بالعزف الحي المباشر إحساساً مختلفاً وكان لها دور كبير في تطوير أداء الممثلين على الخشبة، فقد شاهدنا أوس الشطي في أفضل حالاته ونشاط حسن إبراهيم رغم غيابه الكثير عن خشبة المسرح. كما أن الفنان عصام الكاظمي قدم شخصية أبو الريحان بتلقائية وبساطة بعيداً عن الانفعال والتكلف وشكل مع أوس الشطي ثنائياً كوميدياً، وهو فنان موهوب ومجتهد. خلال الندوة التطبيقية للعرض مجد القصص: الإيقاع بطيء... ولم أصدّق الممثلين! شهدت قاعة الندوات في مسرح الدسمة الندوة التطبيقية الخاصة بمسرحية «تهوم». وقد أثير جدل كبير حول العرض المسرحي الذي قدمته فرقة المسرح العربي، حيث أدار الندوة الأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور بدر الدلح وشارك فيها كل من المخرج أحمد الشطي والمؤلف أسامة الشطي وعقّبت عليه مجد القصص.
واستهل الدلح الندوة بالترحيب بالحضور وأشاد بالجهود المبذولة من قبل المجلس الوطني في المهرجان، ثم طرحت القصص في بداية تعقيبها تساؤلات عدة: «هل هو نص تعبيري أم واقعي أم ينتمي إلى الواقعية السحرية؟». ثم قالت: «المسرحية التعبيرية لا توجد فيها أسماء للشخصيات، إذاً هي ليست تعبيرية»، وأضافت: «القصص المسرحي يجب أن يحمل فكراً، فماذا يريد أن يقول أسامة الشطي؟ فلا يكفي أن تقول بين الواقع والحلم هناك شعرة».
واعتبرت أن التشكيلات التي كانت موجودة على المسرح لم تكن جميلة على الإطلاق ولم يوفق الممثلون في أداء «الكركترات». وأضافت «لم أصدقهم، وكان التمثيل سطحياً، بالإضافة إلى بطء إيقاع العرض الذي يقع على عاتق المخرج»، مشيدة في الوقت نفسه بالدقائق العشر الأولى من المسرحية وبالأزياء التي ظهر بها الممثلون.
وأعربت القصص عن أسفها لحذف دور المرأة (جنان) من المسرحية وإظهارها على أنها عاهرة غانية، مطالبة المؤلف والمخرج أسامة وأحمد الشطي أن يستفيدا من أبيهما الفنان فؤاد الشطي وأن يلجآ له في توجيههما في اختيار أفكار يعملان من خلالها.
وقد تحدث العديد من الحضور بينهم حسام عبد الهادي الذي قال «لغة الحوار في النص كانت معقولة ولكنها شهدت تطويلاً، كما أن المخرج لم ينتبه إلى الفراغات الموجودة في النص وفي عرضي الأمس واليوم نشعر بوجود استسهال وعدم الدخول في عمق النص، وأرى أن (التوهم) هو الاسم الأفضل من (تهوم) لأنه أكثر معنى وتعبيراً عن حالة الوهم».
أما المسرحي موسى زينل، فحيّا أحمد وأوس وأسامة «على مثابرتهم وجهدهم وعدم انزوائهم كما فعل أبوهم»، وأضاف «أريد أن أستفز فؤاد الشطي هنا ليعود كما كان متألقاً واسماً كبيراً في الحركة المسرحية في الكويت، ولا يزال في جعبته الكثير من العطاء، فهو فنان كبير وشامخ وسأركز على اللغة، فمنذ سنوات عدة لم نسمع على مسرحنا في الخليج لغة عربية سليمة كما سمعناها اليوم جميلة، خصوصاً الفنان حسن إبراهيم، فهو فنان (عقر) كما يقول المصريون، فاللغة مشحونة بالدلالات والتعبيرات».
وقال هاني النصار: «العمل فيه أشياء جميلة لم يتطرق إليها أحد، مثل الديكور الذي تشكل أكثر من تشكيل على الخشبة وكان هناك دور كبير لحسين بهبهاني في تقديم تقنية جديدة».
وبدوره قال يوسف الحمدان: «العرض يثير الحوار ومن حق المؤلف أن يكتب ما يشاء ويعيد قراءة التاريخ، لكن المشكلة هي كيف تعيد قراءة التاريخ؟ والشعب أيضاً وأدوات الكاتب تختلف من كاتب إلى آخر، فهذه المسرحية فيها مغامرة ومثيرة للجدل».
وفي نهاية الندوة تحدث المخرج أحمد الشطي وقال «أحيي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذا الجهد، وأتقدم بخالص التقدير إلى مجد القصص، ومثلما قالت العرض لم يكن موفقاً، فالتعقيب أيضاً لم يكن موفقاً». وأضاف «لقد قادت النقاش إلى نقاط سلبية من دون الإيجابيات، نحن نعمل للمسرح حباً في المسرح وليس للمادة، ولمن لم يعرف، فإن هذا العرض نتاج عمل شاق استمر لمدة شهرين».
أما المؤلف أسامة الشطي، فقال «أشكر الجميع وسعيد بالمشاركة، وأعترف بأن النص فيه (قصور). وبالنسبة إلى صورة المرأة، فأنا حافظت عليها وهذه رؤيتي»، داعيا الى عدم النيل من والده فؤاد الشطي عن طريق أبنائه «لأنه قامة كبيرة».
المصدر : جريدة الراي
|
| |