16-02-2009, 08:25 PM
|
#1 (permalink)
|
عضو شبكة الدراما والمسرح
العــضوية: 1706 تاريخ التسجيل: 24/12/2008
المشاركات: 2,099
| التجسس بروح رياضية قرأت قبل أيام خبرا يفيد بوجود 20 وكالة استخبارات أجنبية تتجسس على بريطانيا.. وحسب التقرير (الذي نشرته الصندي تلغراف) تأتي روسيا والصين وايران وسوريا وكوريا الشمالية - بالإضافة الى حلفاء من الناتو مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا - في مقدمة الدول المتجسسة.
وفي حين ارتبط التجسس في أذهاننا بالحقبة الباردة - والأسرار العسكرية - أصبح الهدف الرئيسي منه (هذه الأيام) التجسس على الأسرار العلمية والتقنيات الصناعية والصفقات التجارية المحتملة.. فالجامعات البريطانية مثلا - التي تأتي في مقدمة المراكز البحثية في العالم - تعد هدفا رئيسيا وسهلا لإبقاء الدول الشرقية (مثل روسيا والصين) في نطاق المنافسة التقنية والصناعية.. كما تهتم الدول المتنافسة بمعرفة آخر الاتفاقيات التجارية لتقديم عروض أفضل وتحويل الصفقات لصالحها.. فالمخابرات الفرنسية مثلا كثيرا ما زودت صناعاتها المدنية - كشركة إيرباص - بآخر الصفقات المحتملة التي تنوي بوينج - مثلا - توقيعها مع الدول الأخرى !!
ومن الحوادث الشهيرة - التي لفتت انتباهي في بلاد العم سام - محاولة هيتاشي اليابانية سرقة تكنولوجيا متقدمة من شركة I.B.M الأمريكية بواسطة جواسيس عملوا فيها كعمال نظافة. وحين كشفت I.B.M المؤامرة رفعت دعوى ضد هيتاشي - ثم تراجعت بعد تعويض ودي زاد على 300 مليون دولار !
وفي الحقيقة إن تحول الأنشطة التجسسية الى المجالات التقنية والصناعية ظاهرة أصبحت ملاحظة حتى في نطاق الدولة ذاتها.. فحين تكون صاحب ورشة أو مصنع صغير تستطيع استئجار «تحرٍ اقتصادي» يتابع مشاريع منافسك الرئيسي ويعرف مع من يتداول ومع من سيدخل في شراكة وهل لديه صفقات جديدة.. اما إن كنت مديرا في شركة كبيرة مثل فورد فتستطيع التعامل مع مؤسسات استخبارية اكبر يمكنها الكشف عن مشاريع كرايسلر القادمة - أو حتى استحداث «مكتب للتجسسات العامة» بقرب «مكتب العلاقات العامة» في الشركة !!
وبدون شك استفادت المؤسسات التجارية الكبرى من المهارات التكتيكية والتقنية التي خرجت من حقيبة المخابرات السياسية - ناهيك عن قدرتها المالية على توظيف خبراء متقاعدين من المخابرات أو استئجار خدماتهم بين الحين الآخر.. فهناك مثلا وكالة (ريفرفاين انتربرايز) في كندا السباقة الى تقديم خدمة التجسس الصناعي من خلال الصور الفضائية والجوية ؛ فمؤسس الوكالة تيرانس طومسون استفاد من عمله السابق كمحلل في المخابرات العسكرية لتقديم (خدمات اقتصادية خاصة) تعتمد على تحليل صور الاقمار الصناعية وتحليق طائرات تجسس بدون طيار فوق مصانع المنافسين ..
وهذا الأسلوب يؤكد اعتماد التجسس الصناعي على خليط من الأساليب التقليدية والتقنية المتقدمة ؛ فالاعتماد على صور الاقمار الصناعية أو اقتحام المواقع الإلكترونية لا يتعارض مع إجراء مسح بين زبائن الشركة المنافسة أو التفتيش في (زبالتها الخاصة) لاصطياد المسودات واستمارات التسجيل وبقايا الخطابات وعناوين الزبائن. اضف لذلك ان الرشوة وزرع العملاء واستقطاب أصحاب المناصب «بوظيفة لدينا» اسلوب شائع لكشف الشركات المنافسة واستباقها لمشروع معين !
والنظرة السائدة حاليا - حيال التجسس الصناعي - أنه «شر لا بد منه» يتقبله الجميع بروح رياضية.. فالتجسس التقني والتجاري قد يشكل مسألة «حياة او موت» بالنسبة لأي شركة أو مؤسسة ناشئة.. والفوز بصفقة مهمة يتطلب الاطلاع على خطط المنافسين - وسحب المهندسين برواتب أفضل - في حين يؤدي الجهل وتسرب الكفاءات إلى خسارة السوق وصعوبة اللحاق بالمنافسين!!
... بيني وبينكم ؛ تجسس كهذا قد يكون أكثر أنواع التلصص احتراما... http://www.alriyadh.com/2009/02/16/article409983.html
الأثنين 21 صفر 1430هـ - 16 فبراير2009م |
| |